يأمل تجار الذهب في العالم ان تنتعش مبيعاتهم من الحلي والمجوهرات الفاخرة في أسواق منطقة الخليج خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع توقعات باقتراب انتهاء الحرب في العراق، بعدما مروا منذ مطلع السنة الجارية ب"أوقات عصيبة" أثّرت على مبيعاتهم من "المجوهرات الفاخرة" في أسواق المنطقة والعالم، نتيجة إحجام محبي المجوهرات النفيسة على اقتنائها خلال مرحلة التعبئة لخوض الحرب الأميركية - البريطانية على العراق. يستعد مصممو المجوهرات وتجار الذهب لعرض جديدهم للسنة الجارية في "معرض دبي الدولي للمجوهرات" واختبار السوق الخليجية مجدداً، عندما يعرضون سلعهم النفيسة مباشرةً على المشترين التقليديين لها في منطقة الخليج، التي تُعرف بأنها الأكثر شراء للمجوهرات الفاخرة، نظراً الى القدرة الشرائية المرتفعة للمستهلكين فيها. ويُعلّق تجار الذهب آمالاً كبيرة على المشاركة بقوة في هذا المعرض، الذي يعتبر "مؤثِراً"، نظراً لنوعية الزوار الذين يفدون إليه، سواء من الأثرياء أو من العاملين في تجارة المجوهرات في منطقة الخليج، التي تستهلك أسواقها نحو 400 طن من المعدن الأصفر، مما يجعلها احدى أكبر أسواق العالم المستهلِكة للذهب. وتتمثل عوامل الجذب التي دفعت الشركات العالمية لتأكيد تواجدها في المعرض على رغم الحرب، بالقدرة الشرائية الكبيرة لسكان المنطقة، وما يشتهر به المستهلكون في أسواق الخليج بولعهم باقتناء أحدث تصاميم الذهب والمجوهرات العالمية، الأمر الذي شجع عدداً كبيراً من الشركات العالمية على الاستثمار في هذه الأسواق لتعزيز مبيعاتها الدولية. وعلى رغم بعض الالغاءات التي شهدتها صناعة المعارض في دبي، وهي المركز الاقليمي لهذه الصناعة، بسبب الحرب على العراق، إلا ان "معرض دبي الدولي للمجوهرات" المقرر إقامته بين 22 و26 نيسان أبريل الجاري، يشهد على غير عادة حضوراً عالمياً كثيفاً، ومساحة عرض أكبر. وأعلنت إدارة "مركز دبي التجاري العالمي" زيادة هامشية في مساحة "معرض دبي الدولي للمجوهرات"، مشيرةً الى انه سيقام على القاعات الثلاث الاولى من المركز، لعرض مجموعة من التشكيلات والتصميمات لكبرى الأسماء في عالم المجوهرات، والجواهر الكريمة والساعات والمصوغات الفضية والذهبية والألماس. وقال المدير العام للمركز، مبارك أحمد بن فهد، ان "الزيادة في المساحة المخصصة، وإن كانت هامشية في هذه المرحلة، إلا انها تعد مؤشراً قاطعاً على تفرد دبي كمدينة الذهب وثبات خطاها في الاستمرار في جذب نخبة الزوار من كل الدول بما يوفر فرصاً استثمارية وتجارية للعارضين". وأشار الى الحضور القوي لما يزيد على 220 عارضاً يتنوعون بين عارضين محليين وإقليميين وعالميين، أكدوا مشاركتهم في فعاليات المعرض، "بهدف التواجد في أسواق منطقة الخليج والهند"، التي تعتبر من بين أكبر أسواق العالم استهلاكاً للمعدن الاصفر، باستحواذها على 40 في المئة من المبيعات العالمية للذهب. وقال ان مساحة المعرض ارتفعت من 4538 متراً مربعاً العام الماضي الى 4603 السنة الجارية. وتوقع بن فهد ان يكون "معرض دبي الدولي للمجوهرات" العام الجاري "مسرحاً لأحدث ما توصل إليه صائغو الذهب والمجوهرات"، بما في ذلك الأحجار الكريمة المشكّلة والخام والبلاتينوم والمصوغات الفضية وأطقم الجواهر والأحجار النفيسة وشبه النفيسة، بالاضافة الى المشغولات الثمينة والتحف، والمجوهرات التي تحمل أسماء كبريات بيوت التصميم والأزياء، وكذلك الساعات والمجوهرات والأطقم الكاملة ومكائن ومواد وأدوات العرض. من جهته، أكد مجلس الذهب العالمي مشاركته في المعرض، الى جانب أجنحة وطنية لكل من فرنسا وألمانيا والنمسا وسويسرا، والصين والهند وايطاليا وكوريا ولبنان وتركيا وبريطانيا، بالإضافة الى حضور قوي من دول مجلس التعاون الخليجي. وقالت مديرة التسويق لمجلس الذهب العالمي في الامارات، مونيشا ماكليود، ان المعرض يعد واحداً من "أعرق وأرقى المعارض" في المنطقة، وانه "يتمتع بثبات دائم سواء من حيث جودة المعروضات أو من حيث نوعية الزوار".