حمل عارضون من أنحاء مختلفة من العالم بضائعهم الثمينة والنادرة، التي تُقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات في حقائب جلدية ربطها بعضهم بمعاصمهم بقيود حديد وطاروا بها جواً إلى دبي للاشتراك في اغلى معرض يُقام تحت سقف واحد يجري تنظيمه حالياً في الامارة. وخلافاً لعشرات المعارض التي تُقام في دبي، فإن طقوس المشاركة في المعرض الدولي للمجوهرات الذي يُقام للسنة الثامنة تختلف عن غيرها من المشاركات في المعارض الباقية. دبي - "الحياة" -لا تُنقل المعروضات في غالبيتها عبر الشحن الجوي او الطرود السريعة، لكن يحملها العارضون معهم ويحرصون على ان لا تفارقهم فقيمة الماسة او العقد مليونا دولار، والأمل معقود على بيعه في الخليج او التعاقد مع الوكلاء المحليين في المنطقة على توريد مثيله مستقبلاً. ويُعلق تجار الذهب ومصممو المجوهرات آمالاً عريضة على الاشتراك بقوة في "معرض دبي للمجوهرات" كونه الأكبر في المنطقة والاكثر فاعلية نظراً لنوعية الزوار الذين يفدون اليه سواء من الاثرياء أو من العاملين في تجارة المجوهرات في منطقة الخليج التي تستهلك اسواقها قرابة 400 طن من المعدن الاصفر وهو ما يجعلها أحد اكبر اسواق العالم المستهلكة للذهب. وانطلقت امس فعاليات الدورة الثامنة للمعرض، الذي يستمر خمسة ايام في مركز معارض مطار دبي الدولي، بمشاركة أكثر من 235 عارضاً يمثلون 26 دولة، إذ شهدت هذه الدورة الحالية وللمرة الاولى تخصيص جناح خاص للشركات المجهزة لمعدات صياغة وتشكيل المجوهرات ومنتجات تغليفها، حيث ازداد الطلب على هذه التجهيزات من قبل الصاغة والتجار المتخصصين في الآونة الأخيرة. ويضم المعرض في دورته الحالية ثمانية أجنحة وطنية هي الجناح الايطالي والتركي والبلجيكي والتايلاندي والهندي والكوري إضافة إلى الجناح الأوروبي وجناح هونغ كونغ، في حين سجل لبنان ودول الخليج العربية مشاركة قوية في المعرض اضافة الى عدد من مصممي المجوهرات الاوروبيين العالميين لحسابهم الخاص للترويج لمنتجاتهم في المنطقة. وتتمثل عوامل الجذب التي دفعت العارضين للمشاركة بقوة هذه السنة، بالاضافة الى القدرة الشرائية الكبيرة لسكان المنطقة في ما يشتهر به المستهلكون في أسواق الخليج بولعهم باقتناء أحدث تصاميم الذهب والمجوهرات العالمية، الامر الذي شجع عدداً من الشركات العالمية على الاستثمار في هذه الأسواق لتعزيز مبيعاتها الدولية. وقالت جاكي ريد مديرة معرض دبي الدولي للمجوهرات ان المعرض، الذي يتضمن عروضاً للتصاميم التقليدية والحديثة، يتيح فرصة مميزة للمصنعين والمصممين للتعرف على أحدث اتجاهات السوق واحتياجات العملاء لتنمية حجم مبيعاتهم، إضافة إلى عرض أحدث منتجاتهم من المجوهرات والساعات والتحف وحلي الزينة في أسواق المنطقة. ويقول منظمو الحدث انه ستُقام على هامش فعاليات المعرض حلقتان دراسيتان حول أحدث التطورات التقنية ووسائل التصنيع المتبعة، تنظمهما إحدى الشركات المتخصصة في قطاع المجوهرات والمعهد الاميركي المتخصص في علوم المجوهرات. يُشار الى أن الطلب على الذهب في السعودية، التي تُعتبر اكبر اسواق المنطقة سجل العام الماضي مستويات قياسية جديدة متجاوزاً الرقم القياسي الذي كان حققه عام 1992، وارتفع الاستهلاك السعودي من الذهب بنسبة ثلاثة في المئة الى 228 طناً بعدما بلغ العام الاسبق 221 طناً في مقابل 225 طناً عام 1992 وسط توقعات بتحقيق مزيد من النمو سنة 2002. وتشير احصاءات مجلس الذهب العالمي إلى أن الطلب على المعدن الاصفر في بقية الدول الخليجية سجل ارتفاعاً ملحوظاً إذ حققت اسواق الامارات قفزة في الاستهلاك عام 2001، وارتفع الطلب على الذهب في اسواقها الداخلية بنسبة سبعة في المئة على مدار العام الماضي ليتجاوز 100 طن من 94 طناً في العام الاسبق، بينما شهد الطلب على الذهب في اسواق الكويت ارتفاعاً بلغت نسبته ثلاثة في المئة من 29 طناً الى 30 طناً.