أعرب علماء الآثار في مصر عن قلقهم على التراث العراقي بكل أشكاله، ثابتاً ومنقولاً من العمليات العسكرية. وناشد بيان باسم العلماء والعاملين في الآثار، المجتمع الدولي المعني بحماية الآثار، خصوصاً منظمة "يونسكو" ولجنة حماية التراث العالمي التابعة لها ضرورة التدخل السريع لحماية تراث العراق من الدمار والضياع باعتباره تراثاً انسانياً لا يعني العراق وحده، بل ملكٌ للانسانية جمعاء". وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس في تصريح إلى وكالة "أنباء الشرق الاوسط" إن ما يتعرض له تراث العراق بكل أشكاله في "النجف وكربلاء والبصرة ونينوى والآن في بغداد يعد أكبر كارثة ومذبحة للتراث يتعرض لها منذ الحرب العالمية الثانية". وأضاف ان العراق يضم تراثاً مميزاً، خصوصاً في بغداد التي تضم العديد من المساجد والقصور ترجع إلى عصور تاريخية وإسلامية مختلفة، وكذلك متحف بغداد القومي للآثار الذي يضم آلاف القطع القديمة المهمة. وأشار الى ان حضارة وادي الرافدين عظيمة تضم آثار الحضارة السومرية والآشورية والأكدية والبابلية و"كلها حضارات انتشر نفوذها ولها تراث فريد، إذ خرج من أرض الرافدين أول مشرع في التاريخ حمورابي وآثار الملك المحارب آشور بانيبال في مدينة نينوى ومدينة نمرود". والمعروف ان بانيبال كان لديه اكبر وأهم مكتبة في التاريخ من الألواح المكتوبة في شتى انواع المعرفة، ومن محتوياتها الألواح الخاصة بقصة الطوفان، و"يوجد حتى الآن العديد من الألواح التي كانت تضمها المكتبة التي احترقت معروضة في المتحف البريطاني خرجت من العراق ايام الاحتلال البريطاني". و في العراق ايوان كسرى جنوببغداد، أو كما يطلق عليه العراقيون "طاق كسرى"، وهو الجزء المتبقي من القصر الذي بناه اباطرة الفرس الساسانيون في القرن ال3 الميلادي ويبلغ ارتفاعه 30 متراً وطوله 43 متراً، وغير ذلك من القطع الاثرية القديمة والقصور والمساجد.