علمت "الحياة" ان رؤوس اموال خليجية كبيرة، شخصية او لصناديق استثمارية، تدفقت على بورصة الكويت لشراء اسهم الشركات الكويتية التي لها عقود مع الجيش الاميركي للمساهمة في اعادة اعمار العراق. وقالت مصادر مالية كويتية، رفضت ان تذكر "الحياة" اسماءها، ان البورصة الكويتية اجتذبت ما يصل الى بليوني دولار على الاقل او اكثر من رؤوس اموال مستثمرين خليجيين فضلوا الاستثمار في اسهم الشركات التي تُعرفها الديوانيات الكويتية باسم "الاسهم العراقية" والتي يُعرف ان أصحابها حصلوا على عقود ضخمة من الجيش الاميركي لتأمين مواد اولية من بينها الاسمنت والحديد والاتصالات والنقل ما رفع مؤشر بورصة الكويت، اعتباراً من الاثنين الماضي الى مستويات لم يسجلها من قبل، ووصل امس الى 3031.2 نقطة. وقال مصدر مالي في الكويت ل"الحياة" ان مصرفاً كويتياً رائداً "تلقى تحويلات خارجية صبت في حسابات تُستخدم عادة في عمليات استثمارية في بورصة الكويت". حذرت الدوائر الاستثمارية في أبوظبي من عمليات المضاربة التي تشهدها أسواق المال الخليجية منذ بداية الحرب على العراق، وقالت إن "المضاربين يراهنون على نهاية سريعة للحرب تعقبها فترة انتعاش في الأسواق، وتحسن المناخ الاستثماري يرافقه تدفق استثمارات أجنبية إلى دول المنطقة". وأعرب زياد الدباس، المستشار في "بنك أبوظبي الوطني" عن خشيته من "أن تؤدي عمليات المضاربة إلى ارتفاع في أسعار الأسهم إلى مستويات لا تعكس قيمتها الاستثمارية أو قيمتها العادلة استناداً إلى مؤشراتها المالية والاستثمارية وأن يتحول بعض الأسواق في الفترة المقبلة من أسواق استثمار إلى أسواق مضاربة". وسجل معظم البورصات الخليجية ارتفاعاً في أسعار الأسهم خلال الربع الأول من السنة، واستمر الارتفاع في أسعار الأسهم بعد اندلاع الحرب، وسجلت بورصة الكويت أكبر ارتفاع في أسعار الأسهم وصل إلى 9.20 في المئة خلال الشهور الثلاثة الأولى من السنة الجارية، وسجلت ارقاماً قياسية لم تبلغها منذ تأسيسها. وذكر زياد الدباس أن "مؤشر بورصة الكويت اغلق في نهاية آذار مارس الماضي عند 5.2873 نقطة". وتوقع أن يتجاوز حاجز ثلاثة آلاف نقطة خلال أيام معدودة. وأضاف ان "بورصة الكويت، التي اغلقت في بداية الحرب، تشهد حالياً مراهنة على انفتاح السوق العراقية أمام القطاع الخاص الكويتي، الأمر الذي سيُساهم في استفادة شركات كويتية مساهمة من مشاريع وأعمال في السوق العراقية". وقال الدباس: "إن انخفاض أسعار الفائدة على ودائع الدولار والعملات الخليجية والعربية المرتبطة بها، وتوقعات بخفض آخر في سعر الفائدة الأميركية يساهم في استمرارية تدفق السيولة على أسواق الأسهم بحثاً عن العائد الأكبر". ولفت إلى أن نسبة مهمة من الخليجيين أصبحت تفضل الاستثمار في الأسواق المالية الخليجية بسبب انخفاض المخاطرة فيها مقارنة مع الأسواق الدولية. وأكد أن بعض المستثمرين باشر ضخ امواله في أسواق المال الخليجية، وان البعض لا يزال ينتظر انتهاء الحرب، فيما بدأ مسؤولون في بعض المحافظ الاستثمارية وصناديق الاستثمار بالشراء لاستغلال الفرص الاستثمارية المتوافرة والخوف من تلاشيها عند انتهاء الحرب. ودعا المستشار في "بنك أبوظبي" الأسواق المالية الخليجية إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لوقف أي مضاربة مبالغ بها بعد انتهاء الحرب، تنعكس سلباً على نشاط وأداء واستقرار الأسواق. بورصة الكويت في الكويت رويترز اغلقت بورصة الكويت للاوراق المالية امس على مستوى مرتفع قياسي جديد مع زيادة التفاؤل بتحقيق القوات المتحالفة نصراً سريعاً في العراق. وارتفع مؤشر، ثاني أكبر البورصات العربية عند الاغلاق، 94.2 نقطة مسجلاً 3031.2 نقطة في اول ايام اسبوع التعامل. وقال سماسرة ومحللون ان السوق تسجل ارتفاعاً قياسياً جديداً كل يوم منذ الاثنين الماضي اعتماداً على انباء عن تقدم القوات المتحالفة. وقال ناصر الناصر، المتعامل في البورصة، "نتوقع نهاية سريعة للحرب". وقال السماسرة "ان الشركات التي ابرمت بالفعل عقوداً مع الجيش الاميركي، او تأمل بالفوز بعقود في اعادة اعمار العراق، جذبت السوق بأكمله الى الاعلى". وارتفعت شركة "اسمنت بورتلاند" 100 فلس الى 1.460 دينار. ووصلت اسهم شركة "الرابطة" المتخصصة في النقل الى الحد الاقصى للارتفاع على رغم عدم وجود تداول عليها. وقال سمسار "المساهمون يحتفظون بأسهمهم ولا يريدون بيعها". واغلق سهم "الرابطة"، التي لديها عقود مع الجيش الاميركي على ارتفاع 50 فلساً الى 830 فلساً. وكان مؤشر البورصة، التي يصل اجمالي القيمة السوقية للاسهم المتداولة فيها الى نحو 30 بليون دولار، ارتفع العام الماضي بنسبة 39 في المئة.