قال خبراء إن احتياطات مصر المؤكدة من الغاز زادت الى أكثر من حجمها الحالي المعلن وهو 5،58 تريليون قدم مكعبة واصبحت مؤهلة لتلبية الطلب الأوروبي والاميركي المتزايد. ولم تبدأ مصر بعد تصدير الغاز، لكن من المقرر ان يبدأ في منتصف السنة الجارية تشغيل خط انابيب لنقل الغاز الطبيعي الى الاردن وسيتبع ذلك بحلول نهاية سنة 2004 بدء تصدير الغاز المسال من محطتين يجري حالياً بناؤهما. وزادت بشدة في الأعوام الأخيرة الاحتياطات المؤكدة من الغاز الطبيعي مع تشجيع مصر تطوير حقول الغاز ليحل محل النفط الذي يتناقص انتاجه من حقولها العميقة. وقال رؤساء شركات نفط عالمية في مصر إن حجم الاحتياطات المنتظر اكتشافها في منطقتي دلتا النيل وساحل البحر المتوسط يراوح بين 65 و84 تريليون قدم مكعبة وفي منطقة الصحراء الغربية ما بين 15 إلى 33 تريليون قدم مكعبة وأضافوا انه على أساس ما تحقق من نجاح في تكوين قاعدة من احتياط الغاز في البلاد والاحتياطات المنتظر اكتشافها، فان تصدير الغاز هو القرار الصحيح من أجل تأمين استمرارية دورة اكتشاف المنابع وتطوير اكتشافات الغاز وتوفير الغاز للاسواق حيث يزداد الطلب. وقال وزير البترول المصري سامح فهمي إن التزام الحكومة المصرية تصدير الغاز واضح تماماً، وان مصر تستفيد من قربها الجغرافي من الاسواق الاوروبية. وأضاف فهمي ان سياسة بلاده تتمثل في تخصيص احتياطات لتوفير حاجات 20 سنة من الاستهلاك المحلي، مع تخصيص نصف الكمية الباقية للتصدير، على الا يتجاوز ثلث اجمالي الاحتياطات، مشيراً الى ان مصر ستحتفظ بالنسبة الباقية كاحتياط استراتيجي للتصدير او لخطط التنمية في مصر. وقال مسؤولون إن مصر نفسها تستخدم ايضاً المزيد من الغاز، الذي يمثل الان نحو 43 في المئة من استهلاك البلاد من الطاقة، علماً ان 62 في المئة من الغاز المستهلك محلياً يستخدم في توليد الطاقة الكهربائية. وقال رئيس عمليات مجموعة الغاز البريطانية "بي جي" في مصر ستيوارت فيش إن مصر مؤهلة لتوفير جزء من حاجات اسواق الولاياتالمتحدة واوروبا حيث يتزايد الطلب على الغاز الطبيعي باعتباره وقوداً نظيفاً. وتسوق مجموعة "بي جي" وشركاؤها حالياً انتاج وحدة معالجة ثانية للغاز يجري الاستعداد لبنائها في محطة الغاز الطبيعي المسال في ادكو على الساحل الشمالي لمصر. وتم الاتفاق على بيع انتاج الوحدة الاولى التي من المقرر ان تبدأ العمل في منتصف سنة 2005 الى فرنسا بعقد يمتد 20 سنة. ويجري ايضاً البحث عن زبائن لانتاج وحدة ثالثة محتملة. ومن المتوقع ان تبدأ مصر تصدير الغاز الطبيعي المسال في كانون الاول ديسمبر سنة 2004 من محطة تسييل أخرى يجري بناؤها على الساحل الشمالي عبر شركة أسستها "يونيون ستوستا" الاسبانية.