كشف شهود من أهالي منطقة أبو خصيب جنوبالبصرة ل"الحياة" أن متطوعين عرباً "يقاتلون بشراسة" القوات الأميركية والبريطانية التي تحاول التقدم من أبو خصيب باتجاه منطقتي حمدان ومهيجران في الشمال. كما أبلغ "الحياة" مواطنون في أم قصر، جنوبالعراق، أن القوات البريطانية تنفذ بين حين وآخر حملات اعتقال مدنيين داخل بيوتهم في المدينة. وأكد غير شاهد من سكان منطقة أبو خصيب، التي تبعد 15 كيلومتراً جنوب شرقي البصرة، والذين هربوا من المنطقة والتقتهم "الحياة" عند جسر الزبير المؤدي إلى المدخل الجنوبي لمدينة البصرة، أن قوات التحالف سيطرت منذ الاثنين الماضي على أبو خصيب بعد قصف شديد للمنطقة، أدى إلى انسحاب وحدات من الجيش العراقي كانت موجودة هناك. وذكر المواطن العراقي "منذر أ."، وهو من سكان المنطقة، أن القوات البريطانية هي التي تتولى الآن السيطرة على أبو خصيب، وأن وحدات مدرعة منها تحاول التقدم شمالاً باتجاه منطقتي حمدان ومهيجران منذ الثلثاء الماضي، لكنها تواجه مقاومة شديدة من وحدات من المتطوعين العرب و"فدائيي صدام" الذين يخوضون قتالاً شرساً في مواجهة القوات البريطانية. وذكر منذر، وهو خارج من المنطقة، أنه شاهد عدداً من المتطوعين العرب ملتحين، وان المعارك تدور أيضاً بقذائف "الهاون". إلى ذلك، تقدمت أمس الدبابات البريطانية المرابطة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدخل الجنوبي للبصرة نحو كيلومتر شمال جسر الزبير المؤدي إلى المدينة. وشاهدت "الحياة" عدداً من تلك الدبابات وقد تعدت منطقة كلية التقنية التابعة لجامعة البصرة، ومدرسة ابن حيان الصناعية على يسار الطريق إلى المدينة، وأصبحت تلك الدبابات على بعد ثلاثة كيلومترات عن بوابة الزبير، وهي البوابة الجنوبية للبصرة التي تقع بعدها ساحة سعد. ولم تشاهد "الحياة"، على رغم هذا التقدم البطيء، أي مقاومة عراقية في الجهة المقابلة. وشهد الصباح اطلاق قذائف "مورتر" و"هاون"، لكنها كانت بعيدة عن الطريق ولا ترد الدبابات البريطانية، إلا بعد تلقي معلومات عن موقع عراقي. وأبلغ غير مواطن عراقي في مدينة أم قصر "الحياة" أن القوات البريطانية تعتقل مدنيين عراقيين من داخل بيوتهم في المدينة، ولكن لم يعرف عددهم. وقال المهندس حيدر عودة 27 سنة إن سبعة جنود بريطانيين ومعهم دليل ملثم يتكلم العربية، اقتحموا منزله فجر الجمعة الماضي، واعتقلوا والده مالك عودة 61 سنة ونقلوه إلى معسكر قيادة القوات البريطانية في منطقة الإذاعة، شمال غربي المدينة، ولم يعرف مصيره. وأوضح المهندس عودة أن الجنود البريطانيين كانوا يبحثون عن مطلوب اسمه جبار حميد، عضو قيادة فرقة لحزب "البعث" في المدينة، وأن والده مالك ليس بعثياً، بل كان شيوعياً سابقاً واعتقلته مرات الأجهزة الأمنية العراقية. وروى المواطن عبدالرضا المري 46 سنة ان جنوداً بريطانيين اقتحموا بيته صباح الجمعة الماضي، وقيدوه مع ابنيه ضياء وثائر لمدة ساعتين، فتشوا خلالها بيته ثم أطلقوه. وذكر مواطن عراقي آخر اسمه صبيح حميد 57 سنة أن قوة بريطانية حاصرت بيته في الشارع الأول من المدينة، واقتحمته، وان جنوداً قيدوه وغطوا رأسه بكيس ونقلوه إلى معسكر القيادة في منطقة الإذاعة، حيث حققوا معه، فاعترف بأنه عضو مسالم في حزب "البعث" وأطلقت سراحه بعد يومين. وأكد مدير مستشفى أم قصر الدكتور محمد الأنصاري اعتقال البريطانيين مدنيين في المدينة. وأضاف: "ليست لديّ معلومات دقيقة عنها". ورفض ضباط بريطانيون التقتهم "الحياة" في أم قصر التعليق على موضوع الاعتقالات.