أكد السكرتير العام ل"مؤسسة الامام الخوئي الخيرية" في لندن السيد عبدالمجيد الخوئي ل"الحياة" الفتوى المنسوبة الى المرجع الشيعي السيد علي السيستاني في شأن دعوته الشيعة الى عدم الوقوف في طريق قوات الغزو الاميركي بعدما طلب منها من قبل مقاومة محاولات اسقاط الرئيس العراقي صدام حسين. فيما شككت مصادر شيعية في قم وبيروت في صحتها. وقال الخوئي الموجود في النجف الأشرف ل"الحياة": "اننا حصلنا عبر الشيخ محمد الكعبي إمام مسجد حنّون على دعوة من السيد السيستاني للمؤمنين للوقوف على الحياد حتى انجلاء الغمة، بعدما سأله وكلاؤه والمؤمنون عن الموقف الواجب اتخاذه حيال الوضع". لكن مكتب السيد جواد الشهرستاني ممثل السيستاني في قم، أكد في بيان وصل الى "الحياة"، انه "لم يثبت لدينا حتى هذه اللحظة، بعد اتصالنا بالقنوات الخاصة بنا، ما يؤكد صحة ما تناقلته وكالات الأنباء من فتوى منسوبة لسماحة السيستاني". وتمنى عدم نسب فتاوى الى السيستاني إلا عبر ممثليه. ودعت فتوى نقلت عن السيستاني أخيراً العراقيين الى الوقوف في وجه الغزاة. كما اعتبر في أيلول سبتمبر الماضي ان "من يساعد الاميركيين سيحيق به العار في الدنيا ويلقى العقاب في الاخرة". وفيما رفضت مصادر قريبة من السيستاني في قم التعليق على الفتوى بدعوى "ان الظروف المحيطة بها وبالفتوى التي سبقتها غير واضحة بسبب انقطاع الاتصالات مع النجف"، رأت مصادر شيعية في بيروت في دعوة السيستاني "حفظاً للناس وتجنيباً لهم من المخاطر، ولا تعني في أي حال من الأحوال موقفاً ايجابياً من قوات التحالف" مشيرة الى ان أي دعوة لمقاومة الغزاة كانت ستعني "انتحاراً جماعياً، لأنه لم يبق في النجف الا العائلات بعد فرار عشائر أهل البر الذين استقدمهم النظام من مناطق أخرى ليحلوا محل أهل المدينة التاريخيين، وأعطاهم امتيازات العمل في الأمن والتجارة والتهريب". وقال الخوئي، نجل المرجع الشيعي الأعلى السابق السيد أبو القاسم الخوئي، في اتصال هاتفي من النجف التي دخلها مع معارضين مقيمين في الولاياتالمتحدة وبريطانيا ان عناصر قليلة يقدرون بالعشرات ولا يتجاوزون المئة من "فدائيي صدام" وميليشيا حزب البعث لا يزالون يتمركزون في مقام الامام علي بن أبي طالب وفي مسجد الطوسي وفي بعض المنازل التي دخلوها عنوة في منطقة سور النجف القديم التي تضم المقام وأربعة شوارع يبلغ طول الواحد منها بين 100 و150 متراً. وقال انه وشيوخاً من آل الشعلان ومن السادة الموسوية موجودون في "شارع المدينة" الذي يبعد 250 متراً عن المقام، ويحاولون اقناع هذه العناصر عبر مكبرات الصوت بالاستسلام "وعدم الإقدام على أي حماقة، لأن النظام انتهى ولا فائدة من المقاومة". ووصف الوضع بأنه "حساس جداً"، مبدياً خشيته من اقدام عناصر الميليشيا على تفجير "العتبات المقدسة في اللحظات الأخيرة"، لكنه توقع انهاء الوضع "بحلول فجر اليوم" من دون ان يستبعد حسم الأمر عسكرياً. ووصف الخوئي الوضع في النجف بأنه "مستقر لأن المعركة الكبرى انتهت ليل الثلثاء، لكن هناك حاجة ماسة الى المياه والأغذية والأدوية، لأن المدينة حوصرت منذ السبت الماضي". وحول الوضع في بقية مناطق الجنوب العراقي، قال الخوئي انه مرّ بمنطقة الحرّ في أطراف كربلاء وزار مسجد السهلة في الكوفة، "كما زرنا الناصرية وتجولنا في أطراف مدينة الديوانية". وأفادت مصادر "مؤسسة الخوئي" في لندن، ان عبدالمجيد الخوئي دخل الى العراق عبر الأردن قبل يومين بالتنسيق مع القوات الأميركية والبريطانية بهدف "انقاذ العتبات المقدسة والحفاظ على حياة مراجع الدين والنجفيين وتوزيع مساعدات انسانية".