سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في رسالة اعتبر محللون فلسطينيون انها موجهة الى ابو مازن وحكومته . إسرائيل تغتال مسؤولاً بارزاً في "الجبهة الشعبية" وتقتل اثنين من قادة "كتائب شهداء الأقصى"
في رسالة موجهة الى "أبو مازن" وحكومته اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس مسؤولاً فلسطينياً بارزاً في "الجبهة الشعبية"، كما قتلت قائدين في "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح". ويعتقد ان الرسالة جاءت ردا على الرسالة التي وجهها الفصيلان الخميس الماضي، أي في اليوم التالي لإنهاء الخلاف بين الرئيس ياسر عرفات و"ابو مازن" حول التشكيلة الحكومية، عبر تنفيذ عملية استشهادية مشتركة في مدينة "كفار سابا" الاسرائيلية. وصف الرئيس ياسر عرفات اغتيال مسؤول في "الجبهة الشعبية" وقتل قائد في "كتائب شهداء الاقصى" ومعاونه بأنه "وقح واجرامي". وقال عرفات ان "التصعيد الاسرائيلي ضد شعبنا وقح واجرامي وقد خسرنا فيه شهداء وجرحى وتخريباً وتدميراً". واعتبر في تصريحات للصحافيين في اعقاب اجتماعه مع وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواجوتشي ان هذا التصعيد "موجه الى اعضاء المجلس التشريعي الذين سيجتمعون لإعطاء ثقتهم إن شاء الله اليوم امس أو غداً اليوم حسب استمرار النقاشات، وكأنهم يتحدّون هذا الاجتماع". وكرر عبارته الشهيرة في رسالة تحد واضحة: "اقول للعالم اجمع، يا جبل ما يهزك ريح". وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اغتالت في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة صباح امس نضال سلامة 35 عاماً عضو اللجنة المركزية الفرعية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" اثناء توجهه الى مكان عمله. وقال محمد عبدالله الباحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الانسان في خان يونس ل"الحياة" ان طائرتين مروحيتين اسرائيليتين من نوع "اباتشي" اميركيتي الصنع اطلقتا صاروخين في اتجاه السيارة التي كان يستقلها سلامة ما ادى الى استشهاده على الفور وتحويل جثته الى اشلاء وتدمير سيارته، واصابة الشاب عوني سرحان 39 عاماً بجروح خطيرة ادت الى استشهاده بعد ساعات قليلة. وكان سرحان يقود عربة كارو يجرها حمار، وتصادف مروره في المنطقة التي وقع فيها الهجوم على سلامة. ونعت "الجبهة الشعبية" في بيان لها في اعقاب عملية الاغتيال الشهيد سلامة الذي امضى في سجون الاحتلال 11 عاماً قبل ان يطلق سراحه في التاسع من ايلول سبتمبر 1999 في اطار اتفاقات اوسلو. وتوعدت الجبهة بالرد وقالت: "عهداً يا نضال ان نرفع راية النضال التي امسكتها بقوة حتى استشهادك، عهداً لك ولكل المناضلين ان تستمر الانتفاضة، وان تستمر المقاومة حتى تتحقق لشعبنا الاهداف التي استشهدت من اجلها". وتنسب سلطات الاحتلال الى سلامة المسؤولية عن سلسلة من العمليات ضد قوات الاحتلال والمستوطنين اليهود في مستوطنات "غوش قطيف". وكانت قوات الاحتلال قتلت في وقت سابق قائد "كتائب شهداء الاقصى" في منطقة بيت لحم جنوبالضفة الغربية محمود صلاح 30 عاماً ومساعده عدنان الجواريش 25 عاماً. وقالت مصادر فلسطينية إن الشهيدين سقطا عندما قصفت قوات الاحتلال مبنى كان الشهيدان فيه، بقذائف مدفعية. وقالت مصادر اسرائيلية من جهتها ان صلاح والجواريش قتلا في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال اثناء تحصنهما في مبنى في بلدة الخضر في محافظة بيت لحم. واشارت الى ان الشهيدين مطلوبان لأجهزة الامن الاسرائيلية منذ نحو عامين وانهما مسؤولان عن تنفيذ سلسلة عمليات ضد اهداف اسرائيلية. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال نكلت بجثتي الشهيدين واعتدت بالضرب على شقيقيهما، مشيرة الى ان ياسمين صلاح اجهضت جراء استنشاقها الغاز المسيل للدموع الذي اطلقه جنود الاحتلال. ولفتت الى ان خمسة مواطنين اصيبوا برصاص قوات الاحتلال اثناء العملية، وان هذه القوات دمرت منزل ذوي الشهيد صلاح المكون من طبقتين ويؤوي 25 فردا. ورأى مراقبون ومحللون فلسطينيون ان التصعيد العسكري الاسرائيلي يحمل رسائل عدة موجهة الى "أبومازن" وحكومته والمجلس التشريعي والشعب الفلسطيني وقواه المختلفة. ويقول هؤلاء ان الحكومة الاسرائيلية تريد القول انها ماضية قدما في سياسة الاغتيالات واستهداف رموز وكوادر فصائل المقاومة، الى ان يأتي وقت تعفيها فيه من ذلك حكومة ابو مازن الذي طالبته اسرائيل بالقضاء على ما تسميه "المنظمات الارهابية والإرهابيين" وليس الحوار معهم. كما تهدف حكومة شارون الى استثارة هذه الفصائل وارغامها على الرد والتصعيد المتبادل، وإلا بدت امام جماهيرها والشعب الفلسطيني عاجزة عن الرد على جرائم الاحتلال. كما تهدف الحكومة الاسرائيلية وهذا هو الأهم الى افشال أي مسعى لإنجاح حكومة "أبومازن"، وذلك النجاح معناه طرح "خريطة الطريق"، الامر الذي يعني ان تدفع هذه الحكومة الاستحقاقات الواجب دفعها بالتقدم على المسار السياسي، وهو ما لا ترغب في حدوثه اطلاقا. الى ذلك، اصيب طفل وامرأة برصاص قوات الاحتلال في مدينة الخليل جنوب الضفة، كما اصيب أربعة آخرون في بلدة خزاعة شرق خان يونس، منهم ثلاث سيدات، كما اصيب مواطنان في مدينة رفح اقصى جنوب القطاع. واعتقلت قوات الاحتلال ليل الاثنين - الثلثاء 11 فلسطينياً ادعت انهم مطلوبون لها، منهم اثنان كانا ينويان تنفيذ عملية استشهادية في احدى المدن الاسرائيلية في الايام المقبلة.