سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عقد كامل من الارتباط الوثيق ب"هوية" التطوير غير المألوفة . كرة القدم الانكليزية امتداد جغرافي ل"ثورة فرنسية" وفينغر وبارتيز وهنري خير خلف لكانتونا وجينولا
اذا كان الامتداد الطبيعي ل"ثورة" كرة القدم الفرنسية في الحقبة الاخيرة تمثل في احراز منتخبها لقب بطولتي العالم وأوروبا عامي 1998 و2000 على التوالي، فإن الامتداد الجغرافي الميداني لها شمل الكرة الانكليزية تحديداً من خلال ارتباط نجومها الاكثر تألقاً بانجازات اندية ارسنال ومانشستر يونايتد وليفربول وسواها، ما سمح لهم باكتساب اعجاب الانكليز النادر على غرار المهاجم تييري هنري الذي اختير اخيراً لاعب العام في البطولة المحلية. واللافت ان الامتداد الجغرافي ل"ثورة" الكرة الفرنسية في انكلترا، قاده "الثائران" الكبيران المهاجم اريك كونتونا، الذي رفض ابناء بلاده نزعة "مشاكساته" الكثيرة، والمدرب ارسين فينغر الذي شهدت منهجيته غير التقليدية معارضة محلية واسعة حتمت توجهه فترة قصيرة الى اليابان في ظل "استياء" عارم من عدم القدرة على اظهار قدراته التدريبية العالية. وترجمت "ثورة" كانتونا من خلال مزيج "السحر الفرنسي" غير المألوف لدى الانكليز، في الجمع بين الصلابة والتقنية العالية، ما مهد لاحراز فريقي ليدز ومانشستر يونايتد، اللذين دافع عن الوانهما بدءاً من عام 1992، خمسة ألقاب في البطولة المحلية. اما "ثورة" فينغر، الذي حط رحاله في ارسنال في عام 1996، فاقترنت باستراتيجية اختراق حصار الانغلاق التكتيكي في الاداء الجماعي، والذي قاد الفريق اللندني الى التتويج مرتين على عرش البطولة. جذور انكليزية ولعل ركائز "الثورة الفرنسية" عبر كانتونا وفينغر لم تكن لتواكب مسيرة انجازات الاندية الانكليزية لولا توافر جذور تقبُلها والتأقلم معها، وهو ما تجسد لدى اللاعبين الانكليز في انفتاحهم على مصادر الالهام الخارجية من دون اي تعقيدات، علماً ان صانع العاب مانشستر يونايتد الحالي وقائد المنتخب الوطني دايفيد بيكهام اكد انه التزم بالكامل أسس مواجهة كانتونا متطلبات المشاركة في الحصص التدريبية عبر زيادة عدد ساعاتها، وخوض المباريات عبر تعزيز التركيز الذهني، وحتى التصرف مع المشجعين خارج الملعب استناداً الى مبادئ المعاملة الجيدة. اما الاندية فظهر تقبُلها في الاعتراف بتراجع مستوى تقنييها بتأثير الاحتكاك المفقود مع الاندية الخارجية، والذي اقترن بعقوبة حرمانها فترة خمسة اعوام من المشاركات الخارجية عقب حوادث الشغب التي رافقت مباراة ليفربول مع يوفنتوس الايطالي في نهائي كأس الاندية البطلة عام 1995 على ملعب هيسل في بلجيكا. وهي رحبت بالتالي بالتعاون المثمر مع الخبرات التدريبية كلها، واعتمدت اساليبها في اسكتشاف المواهب الواعدة في دول عدة، تمهيداً لضم الخامات التي تتناسب مع هدف تطوير مهارات لاعبيها تحديداً". ارتباط وثيق دائم واذ لا يزال هذا الواقع قائماً حتى اليوم، الا اننا نلمح استمرار الارتباط الوثيق ب"هوية" التطوير الفرنسية بالدرجة الاولى، بعدما اضطلع جيرار هوييه وجان تيغانا الى جانب فينغر بدور فاعل في تغيير معادلة تقهقر ليفربول وفولهام تحديداً على التوالي ووضعها على سكة النهوض الفني، علماً ان تيغانا اقيل من منصبه اخيراً تحت ضغط الازمة المالية الحادة التي يعانيها فريق فولهام، في حين خلف هنري وباتريك فييرا ونيكولا انيلكا وسيلفان ويلتورد وفرانك سيلفيستر والحارس فابيان بارتيز مواطنيهم كانتونا ودافيد جينولا في مهمة تجسيد مصادر الالهام للاعبين الانكليز الصاعدين من امثال لاعب خط وسط ليفربول ستيفن جيرار ومهاجم ليدز آلن سميث وسواهما. ولا تخفى استعانة الفرق الانكليزية بكمّ كبير من اللاعبين الذين خضعوا لتجربة صقل موهبتهم في الاندية الفرنسية من امثال السنغاليين الحاجي ضيوف وساليف دياو والتشيخي فلاديمير سمايسر والنروجي جون ارني ريس.