لا يعرف طموح رجل الاعمال المصري الثري محمد الفايد حدوداً، وهو بالتالي لا يتردد في القول انه يريد ان يجعل نادي فولهام الانكليزي الذي يملكه، "مانشستر يونايتد الجنوب". ويقول الفايد: "لقد جهدت طوال 15 عاماً لجعل متجر هارودز الاشهر في العالم ونجحت في ذلك، وكذلك الامر بالنسبة الى فنادق ريتز التي اصبحت من افضل شبكات الفنادق في العالم، فلما لا انجح في جعل فريق فولهام الافضل بين اندية النخبة في الدرجة الممتازة الانكليزية. واضاف "هدفي ان املك فريقاً يستطيع منافسة مانشستر يونايتد في المستقبل". ويلعب فولهام الذي تأسس قبل نحو مئة عام حالياً في الدرجة الاولى الانكليزية بعدما كان لسنوات خلت في الدرجة الرابعة، ولطالما عاش في ظل جاره تشلسي، ففي الوقت الذي احرز فيه الاخير اللقب تلو الآخر محلياً واوروبياً، اكتفى فولهام ببلوغ المباراة النهائية لكأس انكلترا مرة واحدة عام 1975 عندما ضم في صفوفه قائد منتخب انكلترا الفائز بكأس العالم عام 1966 بوبي مور، ولعب ضمن اندية النخبة فترة قصيرة من 1958 الى 1964. وإضافة الى مور، كان جورج بست نجم مانشستر يونايتد السابق ورودني مارش ابرز اللاعبين الذين دافعوا عن الوان النادي في خريف عمرهما. وكان الفايد اشترى نادي فولهام تحديداً في ايار مايو 1997 عندما كان على مشارف الدرجة الثانية وسرعان ما وضع برنامجاً لمدة خمس سنوات لكي يصعد بفولهام الى الدرجة الممتازة. واستعان بخدمات المدرب والنجم السابق كيفن كيغان في محاولة ذكية لتسليط الاضواء على ناديه وجعل الاسماء الكبيرة تُوقّع له. وانفق النادي نحو 40 مليون جنيه استرليني نحو 65 مليون دولار للتعاقد مع لاعبين جدد في السنتين الاوليين، وايضاً لترميم ملعب "كرافن كوتيتج" لكي يلبي شروط الدرجة الممتازة. ويقول الفايد: "المال وحده لا يؤمن مستقبل النادي لكن التصميم والاصرار من قبل الجميع هما العاملان الاساسيان في النجاحات التي نحققها حالياً وانا واثق من انها ستستمر". وبالفعل نجح كيغان في الصعود به درجتين بعدما احرز بطولة الدرجة الثانية وبلغ الدور ربع النهائي من كأس انكلترا قبل سنتين متخطياً بعض فرق الدرجة الممتازة، لكنه اضطر الى التخلي عن مهمته عندما استجاب لنداء الوطن فاستلم دفة المنتخب الانكليزي في شباط فبراير 1999، وكان الفريق يحتل مركزاً وسطاً في ترتيب الدرجة الاولى. واستلم المهمة بعد ذلك المخضرم بول برايسويل لكنه فشل في قيادته الى الدرجة الممتازة، فاستعيض عنه موقتاً بالالماني الدولي السابق كارل هاينس ريدله الذي انضم اليه لاعباً من ليفربول. لكن هدف الفايد كان التعاقد مع احد الاسماء المعروفة فحاول الدخول في مفاوضات مع النجم الفرنسي اريك كانتونا الذي اعتزل اللعب قبل نحو ثلاث سنوات، غير ان الاخير صاحب الشعبية الكبيرة في انكلترا خصوصاً لدى انصار مانشستر يونايتد رفض العرض بلباقة ونصح الفايد بالتعاقد مع مواطنه جان تيغانا الذي استقال من تدريب موناكو بعدما حقق معه نتائج باهرة وذلك لانه رفض سياسة رئيس النادي جان لوي كامبورا بالتخلي عن افضل لاعبيه من اجل الكسب المادي. وبالفعل حسم الفايد الموقف بسرعة مع تيغانا الذي قبل التحدي ووقع عقداً مع النادي اللندني لمدة خمس سنوات في مقابل 7 ملايين دولار، ما يجعله احد اعلى المدربين دخلاً في انكلترا. وقال الفايد في هذا الصدد: "كان تيغانا دائماً الرقم واحد بالنسبة الي، لقد اثبت جدارته لاعباً ومدرباً في صفوف مرسيليا وموناكو". واضاف "انه رجل متواضع اتى الى لندن ودخلنا في مفاوضات لم تستغرق وقتاً كبيراً لنتوصل الى اتفاق". من جهته نفى تيغانا ان يكون وقع لمصلحة فولهام من اجل المال فقط "قمت بزيارة منشأت النادي ومدرسة الناشئين فيه واطلعت على مشروع توسيع الملعب وتحديث مرافقه قبل ان اوقع". واضاف "جئت الى انكلترا وهدفي ان انجح في قيادة النادي الى مصاف الدرجة الممتازة وسأنجح على غرار ما حصل في فرنسا. اكنّ احتراماً كبيراً للكرة الانكليزية وتقاليدها واشعر انه باستطاعتي ان اضع خبرتي في تصرفها". وختم "قررت قبول التحدي لان فولهام يعطني الفرصة لبناء فريق حسب فلسفتي". ولكي يضع خطته قيد التنفيذ في اسرع وقت ممكن ونظراً لعدم اجادته الانكليزية، استعان تيغانا بجهاز فني فرنسي مكون من المدرب كريستيان داميانو ومدرب اللياقة البدنية روجيه بروبو الذي عمل في نادي باريس سان جرمان حتى عام 1998. وبدأ تيغانا سعيه من اجل التعاقد مع لاعبين جدد واوضح "بالطبع احب التعاقد مع النجوم لكن الامر صعب حالياً، وبالتالي فانني صبيت اهتمامي على شراء لاعبين من الشباب وآخرين من اصحاب الخبرة ليكونوا المثال الذي يحتذى به". وبعدما حاول الحصول على خدمات الدولي السابق برنار ديوميد ولم يوفق تعاقد الاخير مع ليفربول، نجح في الحصول على لاعب متز الواعد لويس ساها، ويقول عنه تيغانا: "انا واثق من ان ساها يملك الاسلحة اللازمة للنجاح في الدوري الانكليزي، فهو سريع ويمتاز بالقوة البدنية وبالفنيات العالية. ويعترف تيغانا بانه لا يريد احداث ثورة بسرعة، "اريد ان اغيّر الاشياء لكن تدريجياً لانني لا اريد خلق المتاعب، ومن واجبي التعرف على مستوى اللاعبين عن كثب لكي يفهموا اسلوبي في اللعب". وينهي بالقول "اريد ان اسير على خطى ارسين فينغر وجيرار هوييه" مدربي ارسنال وليفربول على التوالي. ولا شك ان تيغانا يملك الخبرة، وبالطبع لن يبخل عليه الفايد بالمال اذا اراد التعاقد مع اي لاعب لان الهدف الاسمى يبقى بلوغ الدرجة الممتازة لما سيدرّه من اموال الى خزينة النادي حقوق النقل التلفزيوني وغيرها، الذي اذا نجح في تحقيق الهدف المنشود فانه سيصبح منافساً رئيسياً لجاره تشلسي وليس ظلاً له كما هي الحال الآن، فيتحول حلم الفايد الى حقيقة. يذكر ان فولهام استهل مشواره في دوري الدرجة الاولى بفوز على كرو بهدفين نظيفين الاسبوع الماضي.