كانت بداية اقتراع اليمنيين امس لاختيار اعضاء البرلمان الجديد، هادئة في "يوم بلا سلاح" اختفت فيه مظاهر كانت دائماً تشكل هاجساً وقلقاً من ضغوط. وفيما تحدثت مصادر "التجمع اليمني للاصلاح" عن "اختفاء" صناديق اقتراع في لحج، بدا واضحاً منذ الصباح اقبال كثيف على التصويت في صنعاء، ومشاركة واسعة للنساء. وحين أدلى الرئيس علي عبدالله صالح بصوته في الدائرة الحادية عشرة، تمنى فوز "المؤتمر الشعبي" مجدداً بالغالبية، متوقعاً ان يقبل على الاقتراع 75 في المئة من الناخبين، وعددهم 8 ملايين و790 ألفاً بينهم 3 ملايين و450 الف ناخبة يختارون 300 نائب ونائب. وخاض المعركة لكسب مقاعد في البرلمان 1396 مرشحاً بينهم 11 امرأة فقط، مع تسجيل تقدم في حضور المستقلين. واشاد علي صالح ب"هدوء العملية الانتخابية" مجدداًَ دعوته المرشحين الى "وضع اعصابهم في ثلاجة والتزام الروح الديموقراطية". وفي تصريحات الى الصحافيين وصف الرئيس اليمني الديموقراطية بأنها "سفينة النجاة للحكام والشعوب، تمنع المؤامرات ضدهم". وسئل عن اتهامات ل"المؤتمر الشعبي" بالاستحواذ على المال العام والاعلام الرسمي لتسخيرهما في الحملات الانتخابية، فنفى ذلك مؤكداً ان "المؤتمر اعتمد على التبرعات وانا صرفت لاحزاب المعارضة من الدعم الحكومي المخصص للاحزاب اكثر من اربعمئة مليون ريال". وفي جولة ل"الحياة" على مراكز اقتراع في صنعاء، كان واضحاً منذ بدء التصويت في الثامنة صباحاً ان اقبال الناخبين يتراوح بين متوسط وكثيف. في مدرسة خالد بن الوليد وُضعت 7 صناديق بينها 3 للإناث وكان الاقبال متوسطاً خلافاً لما شهده معهد اللغات من تدافع. وفي وزارة الخدمة المدنية اصطف مئات لل،دلاء بأصواتهم منذ الساعة التاسعة صباحاً، ولكن شوهد موكب دعائي لتجمع الاصلاح قرب الوزارة. وتدافع الناخبون في مدرسة الشهيد العلفي باكراً، فيما انتزعت اليمنيات النسبة الاعلى من الاقبال الكثيف للناخبين في مدرسة المعتصم. وفي باحة المدرسة حصل اشكال مع مراقبين شكوا من اقتراع خارج الستارة. والقوى الرئيسية التي تتنافس على مقاعد البرلمان ال301 تضم "المؤتمر الشعبي العام" في مقابل احزاب تنضوي في اطار "اللقاء المشترك"، في مقدمها تجمع الاصلاح والحزب الاشتراكي الذي تخلى في هذه الدورة عن المقاطعة. "سمعة الديموقراطية" وكانت الامانة العامة ل"المؤتمر الشعبي العام" استبقت الاقتراع بالدعوة الى "الاعتدال ونبذ العنف والتطرف والتعصب الاعمى الذي لا يثمر الا الشر". كما حضت على التخلي عن التحريض و"وضع القانون فوق اي اعتبار حزبي" حفاظاً على "سمعة الديموقراطية". وانتقدت ضمناً تجمع الاصلاح مشددة على "الكف عن تشويه الاستحقاق الشعبي وتشويه الآخر عبر الآلة الاعلامية لبعض الاحزاب خارج المسؤولية الوطنية". ودعت الى "السمو برسالة المسجد عن الاستغلال السياسي الذي يتنافى مع قيم الدين الاسلامي". ورفع "المؤتمر" شعار "يوم بلا سلاح" في 27 نيسان ابريل، فيما استهل الحزب الاشتراكي ديباجة برنامجه الانتخابي بالآية القرآنية الكريمة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". وبعدما ركز على "اهتزاز مؤسسات الشرعية الدولية" بسبب الاخفاق في منع الحرب على العراق، وعلى ازدياد "ميول التدخل في شؤون الدول، خصوصاً النامية"، خلص الى ان الاوضاع تستدعي "مشروعاً وطنياً ديموقراطياً يخرج اليمن من ازمته". ومن ابرز مفاصل طروحات الاشتراكي وهو يعود الى ميدان التنافس على مقاعد البرلمان، تشديده على "التمسك بالاسلام عقيدة وشريعة، واحترام الديانات السماوية الاخرى، ومواجهة التطرف والتعصّب، والعمل لإشاعة الاجتهاد وروح الاعتدال والتسامح". كما جدد مطالبته ب"ازالة آثار حرب صيف 1994 واصلاح مسار الوحدة"، والغاء الاحكام المتعلقة بقائمة ال16 من القادة السابقين للحزب، وإصدار عفو شامل. وبين بعض المطالب الجديدة القديمة للحزب تقوية دور احزاب المعارضة و"اصلاح وتحديث وتطوير القوات المسلحة"، وتحقيق "اصلاح دستوري ديموقراطي يسدّ الاختلالات والثغرات في الدستور الحالي"، بالاضافة الى معاودة النظر في التقسيم الاداري، وإنشاء حكم محلي واسع الصلاحيات. ويؤيد "الاشتراكي" سعي اليمن الى عضوية كاملة في مجلس التعاون الخليجي. تجمع الاصلاح يشدد في طروحاته على "ست سنوات عجاف تحت وطأة الفقر والمعاناة والمكابدة نتيجة البرامج الفاشلة التي انتهجها الحزب الحاكم منذ انفراده بالسلطة" عام 1997. ويركز في حملته على "المؤتمر الشعبي" على "انتهاك الحقوق والحريات والغلاء والبطالة والفساد الذي طاول كل المرافق الحكومية". ويشكو من "الحبس التعسفي والابتزاز والاستغلال"، وتعرض صحافيين وكتّاب الى "الخطف والاخفاء". ويرفع شعار تعزيز دور المجتمع المدني وتوفير فرص العمل، من دون ان يغفل السياحة والصناعات الحرفية واجراءات لزيادة الانتاج الحيواني. ويدعو تجمع الاصلاح الى "اعتماد مبدأ الثواب والعقاب في اجهزة الامن لتنتهي مظاهر الانفلات والفوضى". كما يتبنى مبدأ إبعاد المؤسسة العسكرية عن "الصراع الحزبي" و"المحسوبية". "البعث" و"الجهاد" أما "حزب البعث العربي الاشتراكي القومي" فشجعه انهيار نظام حزب "البعث" في العراق تحت وطأة الغزو الاميركي البريطاني على اعتبار "الوقوف ضد اي غزو اجنبي يستهدف اي قطر عربي او جزء منه" بمثابة "فرض عين على كل عربي ومسلم قادر على حمل السلاح للجهاد ضد العدوان". ورفع الحزب في الانتخابات شعار الانضمام الى "المجاهدين في فلسطينوالعراق" حيث "معركة واحدة نصرة لدين الله" وحفاظاً على الارض العربية.