أعلنت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواغوتشي ان طوكيو ستساهم في اعادة إعمار العراق مالياً، وانها قدمت 100 مليون دولار لمنظمات انسانية. وقالت في مقابلة مع "الحياة" عشية جولة لها تشمل الأردن وسورية واسرائيل والأراضي الفلسطينية ان حكومتها خصصت 100 مليون دولار منحة للأردن، الذي تضرر من الحرب على العراق، واكثر من أربعة ملايين للاجئين الفلسطينيين. وأكدت انها ستبحث خلال جولتها في امكان المساهمة في عملية السلام. وهنا نص المقابلة: تشير استطلاعات الرأي الى ان الغالبية الساحقة من الشعب الياباني عارضت الحرب على العراق. ما موقف الحكومة؟ اليابانية؟ - يمثل خطر اسلحة الدمار الشامل قضية بالغة الاهمية بالنسبة الى المجتمع الدولي كله في القرن الحادي والعشرين في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ومن الواضح ان حل قضية الأسلحة العراقية عبر وسائل سلمية كان مرغوباً. لكن، في ظل ظروف تعذر فيها تدمير الأسلحة من دون استخدام القوة، بعد السعي الى حل سلمي، ايدت اليابان العمل العسكري. وبذلنا جهوداً كي نوضح موقف اليابان لبلدان الشرق الاوسط. وفي نيتي ان اشرح موقفنا هذا مرة اخرى لزعماء الاردن واسرائيل وفلسطين وسورية خلال زيارتي التي تبدأ مطلع الاسبوع. هل ستشاركون في مساعي اعادة الاعمار في العراق؟ وهل ستكون المساهمة مالية فقط، ام لها اشكال اخرى؟ - كي لا يصبح نشوء فراغ سلطة وعدم استقرار اجتماعي واقتصادي في العراق مصدر عدم استقرار أوسع في أرجاء الشرق الاوسط، ستنسّق اليابان مع المجتمع الدولي وتدعم بشكل فاعل جهود العراقيين انفسهم لإقامة نظام حكم بقيادتهم، وإعادة إعمار بلادهم. ومن اجل تقديم مساعدات انسانية وإعادة الإعمار، اعلنت اليابان انها ستقدم ما يصل الى 100 مليون دولار الى منظمات دولية في مجال الاغاثة الانسانية، وصرف بالفعل من هذا الرقم حوالى 30 مليون دولار. بالاضافة الى ذلك، قدمت الحكومة حتى الآن حوالى 3،3 مليون دولار الى منظمات غير حكومية. اما في ما يتعلق بمساعدات اخرى في مجال الاغاثة واعادة الإعمار، فإن الحكومة ستنظر في المساعدات التي تقدم عبر منظمات دولية ومنظمات غير حكومية بالاستناد الى التشاور مع بلدان في الشرق الاوسط. وعلى صعيد المساعدات لبلدان مجاورة، انطلاقاً من منظور الاستقرار والجوانب الانسانية في الشرق الاوسط، ستقدم منحة قيمتها 100 مليون دولار الى المملكة الاردنية الهاشمية التي يتوقع ان يعاني اقتصادها بسبب التطورات الراهنة. وحوالى 2،4 مليون دولار الى اللاجئين الفلسطينيين عبر وكالة الاغاثة والتشغيل التابعة للامم المتحدة اونروا. وستحدد اليابان ردودها بدراسة التأثير الاقتصادي في المنطقة المحيطة. وفي ما يتعلق بالمساعدة في المجالات الثقافية، ورداً على النهب الذي تعرض له المتحف الوطني في بغداد وغيره من التطورات، قدمت اليابان مليون دولار الى منظمة التربية والعلوم والثقافة يونيسكو لحماية وحفظ التراث الثقافي للعراق. وتنشط منظمات غير حكومية يابانية بالفعل في العراق. وعلى صعيد تقديم عاملين في مجالات المساعدة الانسانية واعادة الإعمار، ارسلت اليابان فريقاً من الأطباء والتقنيين وقدمت خياماً للاجئين. وسيُنظر في تقديم المزيد من المساعدات الانسانية. هل تنسقون مع الادارة الاميركية والحكومة البريطانية؟ - كي نقدم المساعدات الانسانية وفي مجال اعادة الإعمار، سيكون ضرورياً ان نتعاون بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، اللتين لهما وجود في العراق. في غضون ذلك، ترى اليابان ان المساعدات ينبغي ان تنفذ بموجب تعاون دولي مع مستوى كاف من مشاركة للأمم المتحدة. كما نتطلع الى تنفيذ المساعدات بالتعاون مع بلدان عربية وبلدان اخرى مجاورة للعراق. بالاضافة الى ذلك، وفضلاً عن التعاون المالي، نقلت طائرات تابعة للحكومة اليابانية مواد اغاثة الى الاردن، وندرس مواصلة تقديم مثل هذه المساهمات الانسانية. كيف ترون دور الاممالمتحدة في حل الأزمة، خصوصاً بعد الانقسامات بين اعضاء مجلس الأمن؟ - ان عملية اعادة إعمار العراق وبنائه في مرحلة ما بعد الحرب ينبغي ان تنفذ في ظل تعاون دولي عبر مشاركة كافية للامم المتحدة. وانطلاقاً من هذا الموقف زرت عدداً من البلدان في اوروبا في وقت سابق الشهر الجاري وتبادلت الرأي مع كل بلد. وأكدت بشكل خاص ضرورة استعادة التنسيق على صعيد المجتمع الدولي، وضرورة ان تستجيب البلدان بواقعية ومرونة في اطار من التضامن. وكان هناك اتفاق على مشاركة الاممالمتحدة. وكشفت التطورات الاخيرة في العراق مرة اخرى اهمية مجلس الأمن وحدود دوره في ظل القواعد الحالية. ان اصلاح المجلس كي يعكس الوضع الراهن للمجتمع الدولي، وتعزيز وظيفته عبر تحسين شرعيته وكفاءته، يمثل مهمة ملحة. وتبذل اليابان مساعي كثيرة لإنجاز الاصلاح في وقت مبكر. ما وجهات نظركم في أزمة الشرق الاوسط؟ هل تشارك الحكومة اليابانية في المساعي المبذولة لاحياء عملية السلام؟ - بعد انتهاء العمليات العسكرية ضد العراق هناك مخاوف من الاضطراب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. والسبيل لمعالجة هذه المخاوف يكمن في عملية السلام. فالعنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين يتواصل بلا هوادة، ولا يزال الوضع خطيراً. ومع ذلك، تظهر الآن بعض العناصر الايجابية، مثل تشكيل حكومة جديدة برئاسة السيد محمود عباس، الرئيس التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويتوقع ان يؤدي ذلك الى اعلان "خريطة طريق". وسيمثل هذا فرصة مناسبة لدفع السلام في الشرق الاوسط الى امام. وترى اليابان ان من المهم الاستمرار في دعوة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى تعزيز جهودهما في اتجاه السلام، وسأزور اسرائيل والأراضي الفلسطينية الاسبوع الجاري وأجري محادثات مع مسؤولين كبار من كلا الطرفين. بالنسبة الى اسرائيل، اود ان احض على انهاء عمليات التوغل في الاراضي الفلسطينية، والغاء الاجراءات التي تفاقم الوضع الانساني للفلسطينيين، بما في ذلك تقييد الحركة وعمليات الاغلاق في الاراضي الفلسطينية. وبالنسبة الى فلسطين، أود ان اعبّر عما تتطلع اليه اليابان ومساندتها لمساعي الاصلاح في اتجاه بناء الدولة برئاسة محمود عباس، وان ادعو الى مزيد من الجهود لتحسين الوضع الأمني. بالاضافة الى ذلك، سأنقل رغبتنا القوية في ان على كلا الطرفين ان يعود، من دون تأخير، الى الحوار لتحقيق السلام، واليابان مستعدة للمساهمة في بناء الثقة بين الطرفين.