كشف الرئيس علي عبدالله صالح أن حكومة جديدة ستشكل في اليمن قريباً، لتخلف حكومة الدكتور عبدالكريم الارياني، مشدداً على استمرار علاقة التحالف "الاستراتيجي" بين الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" و"التجمع اليمني للاصلاح" بزعامة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. وعقد علي صالح مؤتمراً صحافياً أمس في دار الرئاسة في صنعاء، هو الأول بعد الانتخابات المحلية البلدية والاستفتاء على التعديلات الدستورية في 20 الشهر الماضي. وحرص الرئيس اليمني على خطاب هادئ باتجاه أحزاب المعارضة، وفي مقدمها "التجمع اليمني للاصلاح" والحزب الاشتراكي، وبدا غير متأثر بخلفية المواجهات والصدامات التي رافقت الاقتراع، لكنه أكد رداً على سؤال ل"الحياة" رفضه ما قاله الأمين العام ل"التجمع" محمد اليدومي قبل أيام من أن حزبه هو "حزب الرئيس في الشدة فيما المؤتمر الشعبي العام الحاكم حزبه في الرخاء". وقال علي صالح: "أنا رئيس لجميع اليمنيين، وكل الأحزاب هي أحزاب الرئيس بحكم مسؤولياته ومنصبه". وتطرق إلى دور قوى الأمن والقوات المسلحة في "الشدائد"، وقال: "الجيش والأمن كان لهما الفضل في انتصار الوحدة والشرعية الدستورية في حرب الردة والانفصال" عام 1994. وعلمت "الحياة" ان اجتماعاً عقد أمس بين الرئيس علي صالح والهيئة العليا لتجمع الاصلاح برئاسة الشيخ عبدالله الأحمر، وذلك بطلب من الأخير لمناقشة مضاعفات الخلافات والصدامات الانتخابية بين الحزب الحاكم و"التجمع"، الذي أكدت مصادر مطلعة أن قادته يرغبون في توضيح موقفه، والتمهيد لعودة العلاقة الطبيعية بين الحزبين. وشدد علي صالح في المؤتمر الصحافي على استمرار علاقة التحالف "الاستراتيجي" بين الجانبين، معتبراً ما حدث مواجهة فرضتها المنافسة الانتخابية. وانتقد خطاب "التجمع" العدائي حيال "المؤتمر"، والحديث عن العلاقة "المنفردة" مع الرئيس، لافتاً إلى أن وجود أحزاب المعارضة في المجالس المحلية "خطوة ايجابية نطمح إليها لتوسيع المشاركة الشعبية". واستدرك: "أنا الذي دفعت بالتعددية الحزبية، بعدما كانت الأحزاب تمارس العمل السري، وأنا أوجدت هذه الأحزاب على الساحة الوطنية، وأنا من يدافع عنها ويتغاضى عن أخطائها ويتيح لها فرصة الوجود والمشاركة". وحض أحزاب المعارضة على "ممارسة الديموقراطية من داخلها وتصحيح أوضاعها والافادة من تجاربها"، واصفاً "المؤتمر الشعبي" بأنه "حزب الاعتدال بين اليمين واليسار والأحزاب الأخرى". وقلل من أي دور لقيادة أي حزب في تحريك الناخبين في الصدامات مع قوات الأمن والجيش، وقال إن هذه المواجهات "حدثت بطريقة انفعالية وفردية". راجع ص 2 وأعلن ان عدد ضحايا المواجهات 13 قتيلاً من الجيش والأمن والمواطنين، و34 جريحاً، ودعا كل الأطراف إلى "احترام مكانة المؤسسة العسكرية والأمنية ودورها في حماية الاستقرار".