اعتبر وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان أمس ان صفحة طويت في العراق، وان الولاياتالمتحدةوفرنسا الدولتين "الصديقتين والحليفتين" ستعرفان كيف تجدان الوسائل للتعاون في المنطقة. وقال دوفيلبان في ختام زيارته للعاصمة الايرانية ان "صفحة تطوى في العراق، ونحن نرى ذلك واضحاً، ومن الضروري شحذ الهمم والنظر الى المستقبل. ولست اشك البتة في اننا سنجد مع الولاياتالمتحدة البلد الصديق والحليف الوسائل التي ستمكن من المساعدة ودعم عملية السلام والاستقرار في هذه المنطقة برمتها". وأكدت الولاياتالمتحدة الاربعاء ان على فرنسا مواجهة نتائج معارضتها الحرب على العراق، لكنها اشارت الى انها، مع ذلك، "لن تعاقبها". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول أكد شخصياً في مقابلة تلفزيونية مساء الثلثاء ان باريس ستتحمل النتائج لانها هددت باستخدام حقها في النقض في الاممالمتحدة لعرقلة صدور أي قرار يرمي الى اضفاء شرعية على الحرب على العراق. لكن المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر قلل من اهمية هذه التصريحات مؤكداً أن فرنسا لن "تعاقب" ولن "تدفع ثمن" معارضتها. وقال دوفيلبان ان "فرنسا تصرفت طبقاً لمبادئها، وقناعاتها والشرعية الدولية، والجميع رأى ان الموقف الفرنسي كان مقبولاً جداً في مجلس الامن. ففرنسا باقية وستبقى وفية لقناعاتها". واكد انه اجرى محادثات هاتفية طويلة مع نظيره الاميركي كولن باول، وقال ان "العراق يواجه مشاكل كبيرة وعلينا ايجاد حلول" لمعالجتها.واضاف: "لهذا السبب نحشد طاقاتنا لمعالجة المشاكل الانسانية ومسائل نزع السلاح والعقوبات لتقديم اقتراحات ... في اطار هذه الذهنية المنفتحة والبراغماتية، في اطار ذهنية بناءة". وكانت حدة التوتر التي طغت على العلاقات الاميركية - الفرنسية تراجعت امس، ونقل الناطق باسم الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو عن باول قوله خلال الاتصال الهاتفي مع دوفيلبان، انه "يقدر ايجابياً المبادرة الفرنسية لتعليق العقوبات" على العراق، علماً بأن باول نفسه كان أدان هذه المبادرة الثلثاء . وذكر ريفاسو ان الحديث الهاتفي بين باول ودوفيلبان اتسم "بالودية"، وتناول "الو ضع القائم في العراق والانطباعات التي تكونت لدى الوزير الفرنسي خلال جولته" التي شملت تركيا والأردن وايران. لكن على رغم ذلك، فإن الانطباع السائد في باريس ان العلاقات الاميركية - الفرنسية ستبقى معرضة للاضطرابات، اذ ان الولاياتالمتحدة لم تغفر لباريس وقوفها بوجهها في مجلس الأمن وحرمانها من تشريع حربها على العراق عبر التلويح باستخدام حق النقض. ولم تنس النشاط الديبلوماسي المكثف الذي بذله دوفيلبان، وتحديداً جولته على الدول الافريقية الأعضاء في مجلس الأمن لحضها على رفض مشروع القرار الأميركي الذي يجيز الحرب على العراق. وتعتبر أوساط مطلعة ان القضية العراقية ليست سوى الوجه الظاهر للأزمة الاميركية - الفرنسية الناجمة اساساً عن مفهومين متناقضين لكيفية العمل وادارة شؤون العالم ومشاكله. وهذا ما عبر عنه مجدداً دوفيلبان خلال وجوده في أنقرة حيث قال ان فرنسا تعاملت مع الأزمة العراقية "استناداً الى قناعاتها ومبادئها، دفاعاً عن الشرعية الدولية وهي ستستمر بذلك".