انطلقت قبل ظهر أمس مسيرات حاشدة حول ضريح الإمام الحسين في مدينة كربلاء 130 كلم جنوببغداد هتف خلالها آلاف المشاركين من الشيعة ضد "الاحتلال الاميركي للعراق" وضد "الصهيونية" و"أعوان أميركا". وتأتي هذه التظاهرات المناهضة للولايات المتحدة تلبية لدعوة وجهتها الهيئة التنظيمة لاحتفالات اربعينية الحسين مساء الثلثاء. وانطلقت الجموع من ضريح الإمام الحسين الذي أحيى مئات آلاف الشيعة الثلثاء ذكرى اربعينه، يتقدمها عدد من المراجع وممثلو الحوزة العلمية في النجف، رافعين في مقدمها لافتات كتب عليها باللغتين العربية والانكليزية "لا للاحتلال الاميركي" و"لا لكل من هم جلبي"، في اشارة الى أحمد الجلبي زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" المدعوم من واشنطن، و"الأكراد والعرب شعب واحد في عراق مستقل" و"ثوار الحسين يرفضون الذل والاحتلال الاميركي" و"اميركا والصهيونية وجهان لعملة واحدة". وهتف المتظاهرون "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل" و"كلا كلا أميركا" و"كلا كلا اسرائيل" و"كلا كلا جلبي" و"نعم نعم للمرجعية" و"نعم نعم للحوزة العلمية" و"لا شيعية ولا سنية وحدة وحدة إسلامية". كما رفعت لافتات كبيرة كتب عليها "لا للحكومة العسكرية" و"نعم لحكومة ديموقراطية ينتخبها الشعب العراقي". وقال الشيخ جاسم الأسدي، أحد قادة المسيرة: "الحرية مقترنة بالانتخابات وليست مقترنة بالاحتلال. وعدونا بحكومة انتقالية تنتخب من المعارضة العراقية بأطيافها وكذلك من عناصر القوة في المجتمع العراقي وقالوا لا للحكم العسكري. ولكن بعد ذلك نقضوا كل الاتفاقات التي عقدت مع المعارضة ودعوا لحاكم عسكري". وتساءل مستنكراً "هل هناك شعب يقبل بالاحتلال؟ هل هناك أمة تقبل بحاكم أجنبي؟"، مضيفاً ان "لأميركا أمناً تدافع عنه. وهل ان الشعب العراقي لا أمن له يدافع عنه؟". وقال رداً على سؤال في شأن مطالب المتظاهرين: "لا نطالب بأكثر من حكومة عراقية وطنية تدير هذا البلد في المرحلة الانتقالية، وبعد ذلك بالانتخاب. ونحن كأي شعب في العالم لا يريد على ارضه اجانب". وتابع وسط هتافات الجموع الصاخبة ضد الولاياتالمتحدة "نحن لا نعادي اميركا وانما نريد ان تعطينا حريتنا وتودعنا بسلام لا اكثر" مؤكداً ان "مدينة كربلاء المقدسة لا يمكن ان يطأها حاكم أجنبي ويكون حاكماً عليها، ومعنى حصول ذلك العبور على اجساد الشعب". وكانت مواكب اهالي وزوار مقام الحسين بدأت تتجمع منذ الصباح في ساحة الحسين في كربلاء استعداداً للمشاركة في المسيرة، وتوالى مرور مواكب مختلف المناطق والعشائر العراقية في الساحة رافعة الشعارات الدينية والسياسية. وبدأت جموع اهالي وزوار المدينة تستعد لمغادرة كربلاء التي لم يلاحظ اي وجود اميركي فيها. وشارك مئات الآلاف من الشيعة، من العراق وخارجه، الثلثاء في احياء ذكرى اربعين مقتل الحسين بن علي في حرية تامة مارسوا فيها مختلف طقوسهم كما لم يفعلوا منذ 34 سنة.