أنا ضد الحرب,, وكثيرون غيري لهم الرأي نفسه، ويتمنون اللحظة التي تتوقف فيها الحرب وينتهي مسلسل الرعب والقلق والخوف, وهي حرب قسمت العالم الى شطرين، وأصبح بها الكثير من سوء الفهم وعدم الادراك لما يجري. دول العالم الكبرى وحكوماته وبخاصة التي وقفت ضد قرار الحرب، أعلنت مرارا وتكرارا، أنها ضد الحرب وبشدة، ولكنها في الوقت نفسه ضد صدام حسين ونظامه الدموي، وتعتبر أن بقاءه في حكم العراق بقاء غير شرعي، وهي تقر بضرورة تغيير الحكم في العراق وازالة قوى الشر والطغيان التي تسيطر عليه، لكنها تختلف مع أمريكا في الكيفية والتوقيت وهي اختلافات شكلية وبسيطة. وحتى الدول العربية وشعوبها والمظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها، لم تخرج دفاعا عن النظام الحاكم، ولكن خشية على الشعوب المغلوبة على أمرها، وان كان النظام الحاكم في بغداد يحاول الترويج لنفسه، واظهار أن هذه المظاهرات خرجت لأجله. فالعالم أجمع والوطن العربي لن ينسى الجرائم المتكررة التي ارتكبها صدام حسين وأزلامه ضد البشرية وضد شعبه وضد جيرانه، فهل ينسى الايرانيون حرب السنوات الثماني، وهل ينسى السوريون محاولات التآمر وعمليات التخريب، وهل ينسى المصريون النعوش الطائرة التي كان يرسل بها جثث المصريين من بغداد الى القاهرة، وهل ينسى الاماراتيون البذاءات المتكررة والتطاول على رموزهم، وهل ينسى القطريون معركة "الخفجي"، وهل ينسى العالم مذبحة "حلبجة" التي قتل فيها عشرات الآلاف من الشعب العراق بالمواد الكيماوية,, العالم لن ينسى كل ذلك ولن ينساه، وسيظل سجل صدام حسين وتاريخه ملطخين بدماء الآلاف من الضحايا الذين أزهقت أرواحهم بلا ذنب. في الوقت نفسه لن ينسى الكويتيون والعالم الغزو العراقي البغيض للكويت طوال سبعة أشهر عاث فيها فسادا، ودمر كل ذرة متبقية للايمان بالعروبة والقومية وحتمية الوحدة العربية، لن ينسى الكويتيون ذلك ولن يغفروا لصدام جرائمه مهما طال الزمن, ذلك الغزو الذي جعل الكويتيين وكثيراً من الدول العربية ودول العالم في حرج شديد لتأييدهم للحرب الأمريكية ضد صدام الذي كان السبب الرئيسي كي تصل الأمور الى ما هي عليه الآن. العالم لن ينسى كل تلك الذنوب ويغفرها لصدام، لذلك فان هذه الحرب الدائرة ليست حربا ضد العراق وشعبه، بل هي حرب ضد صدام وأعوانه الذين ارتكبوا من الحماقات والذنوب بحق العراقيين والعرب ما لم يرتكبه ألد أعدائهم. لست مع الحرب، وأقف ضدها بعنف، لكنها للأسف الشديد السبيل الأوحد لمصلحة العراق والعرب والعالم أجمع، ودمتم سالمين. رئيس تحرير جريدة الحدث الكويتية