سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر للدول المانحة في البيرة يقر منح السلطة 1.2 بليون دولار . أميركا تؤكد أنها ستنشر "خريطة الطريق" من دون تعديلات واسرائيل تكرر شروطها المسبقة لتجنب استئناف المفاوضات
جددت اسرائيل التشديد على شروطها المسبقة لاستئناف مسيرة المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين بالتزامن مع اعلان الولاياتالمتحدة رسمياً التمسك بتعهدها عرض خطة "خريطة الطريق" لحل النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي فور تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة "من دون تعديل او تغيير" كما ورد على لسان مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس امام لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية ايباك في واشنطن والقائم بأعمال القنصل الاميركي في القدس جيف فيلزمان في مدينة البيرة امس. وفي الوقت الذي وجدت فيه اسرائيل حرجاً في التصريح علناً عن وجود خلافات بينها وبين الادارة الاميركية بشأن خطة "خريطة الطريق" في مرحلة الحرب الاميركية على العراق، كشفت تصريحات اقطاب الحكومة الاسرائيلية عن حجم القلق الذي يساور اسرائيل بشأن البدء في تنفيذ هذه الخطة من دون إدخال تعديلاتهم عليها بالاعلان عن مزيد من "الشروط" القديمة الجديدة لقبولهم بها والتي تحمل في مضمونها فحوى هذه التعديلات. وفيما افتتح القائم بأعمال القنصل الاميركي في القدس جيف فيلزمان مؤتمراً تشاورياً للدول المانحة عقد في مقر وزارة التخطيط والتعاون الدولي في مدينة البيرة، بالاعلان بصورة فاجأت المشاركين عن نية واشنطن عرض "خريطة الطريق فوراً" بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة مع آليات الرقابة لتنفيذها، تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في نفس الوقت من تل ابيب عن "ازدواجية" في القيادة الفلسطينية بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه المكلف محمود عباس أبو مازن. واتهم موفاز الرئيس الفلسطيني بوضع العراقيل أمام "أبو مازن". وتابع موفاز على خطى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق وزير المالية الحالي بنيامين نتانياهو صاحب نظرية "مئة في المئة نتائج وليس جهود": "سنحكم على "ابو مازن" بثلاثة معايير: النية والجهود والنتائج". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أكد في وقت سابق ضرورة الانتظار لرؤية ما سيفعله "ابو مازن" في ما يتعلق بوقف "الارهاب الفلسطيني"، مشدداً على انه لن يتم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين قبل وقف العمليات العسكرية الفلسطينية بالكامل. اما وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الذي استمع الى اقوال كوندوليزا رايس التي أدلت بها امام مؤتمر ايباك والتي اوضحت فيها ان "نص خطة خريطة الطريق ليس خاضعاً للمفاوضات وسينشر كما هو مخطط له من دون تعديل او تغيير وان على اسرائيل ان تقوم بدورها"، فقال للاذاعة الاسرائيلية امس ان "وقف الارهاب هو شرط مسبق لأي صيغة للعملية السلمية". وقال شالوم في المقابلة ذاتها: "لن يكون هناك مساران متوازيان: الحرب على الارهاب في النهار والمفاوضات في الليل". وتهرّب وزير الخارجية الاسرائيلي من الرد على سؤال بشأن المطلب الاساسي الموجود في "خريطة الطريق" من الجانب الاسرائيلي المتمثل بوقف التوسع الاستيطاني اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال ان موقف الادارات الاميركية المتعاقبة منذ العام 1967 حيال المستوطنات كما هو وانه لم يسمع ما هو جديد منذ ثلاثين عاماً بهذا الخصوص. وفي المقابل، عقب شالوم على لقائه مع الرئيس الاميركي أول من امس بقوله ان "بوش مثل اسرائيل لا يعتقد بوجود علاقة بين الحرب على العراق واستئناف العملية السلمية بخلاف موقف أوروبا أو قسم منها على الأقل". وتعول اسرائيل على مزيد من المماطلة في شأن قبولها بخطة "خريطة الطريق" من خلال الاصرار على تنفيذ الجانب الفلسطيني استحقاقاته الامنية الواردة في الخطة قبل بدء اسرائيل في تنفيذ ما هو مطلوب منها بخلاف ما تنص عليه هذه الوثيقة التي تشير الى تطبيق الطرفين بنودها بشكل متوازٍ ومتزامن. وعلى صعيد اجتماع الدول المانحة التشاوري الذي عقد في البيرة امس، أقرت الاطراف المشاركة الممثلة بالاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة والامم المتحدة والبنك الدولي، منح بليون و200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية تستثمر في خطة الطوارئ التي وضعتها السلطة للعام 2003 والتي عرضت على مؤتمر لندن للدول المانحة قبل شهرين.