أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول قبل مغادرته واشنطن الى انقرة امس انه سيؤكد للمسؤولين الاتراك رفض واشنطن توغل الجيش التركي في العراق. واستبعد باول الذي ينتظر ان ينتقل من انقرة الى بروكسيل التفاض مع الحلف الاطلسي على دور للحلف في حفظ السلام "بعد اطاحة الرئيس صدام حسين". وسيبحث مع الاوروبيين ب"مستقبل العراق واعادة إعماره". وقال باول انه لا يزال يعارض حصول انتشار عسكري تركي في شمال العراق الذي يشرف عليه الأكراد. واوضح: "سأجدد التأكيد للمسؤولين الاتراك اننا من خلال العمل الذي نقوم به من غير الضروري ان يفكروا بالتوغل في المنطقة". واضاف خلال عرض التقرير السنوي لحقوق الانسان في العالم الذي تصدره وزارته: "اننا نصغي الى وجهة النظر التركية ونريد التأكد من اننا نفهم بعضنا بعضاً". وسيجري باول اليوم محادثات مع المسؤولين الاتراك. وينتقل بعدها الى بروكسيل للقاء مسؤولين في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، وسيلتقي نظيره الروسي ايغور ايفانوف ايضاً. وزاد انه يريد ان "يبدأ محادثات مع الاوروبيين حول تطلعاتنا بالنسبة الى مستقبل العراق" وإعادة إعمار هذا البلد "بعد إطاحة صدام". واشار الى انه لا ينوي التفاوض حول دور للأطلسي لحفظ السلام في العراق، مؤكداً في الوقت ذاته انه منفتح على افكار من هذا النوع. وشدد على القول "لا اذهب للتفاوض حول دور ما للحلف في مرحلة جديدة في العراق"، لكن "اعرف ان الحلف اعرب عن اهتمامه بنشاطات خارج منطقته والاضطلاع بدور اكثر نشاطاً خلال القرن الحادي والعشرين. وانا مهتم بأي فكرة يمكن ان يطرحها". وكان باول غادر واشنطن الى انقرة امس لمناقشة الحرب على العراق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر إن باول "سيلتقي في انقرة القادة الاتراك لتعزيز العلاقات بين البلدين"، مضيفاً ان تركيا "حليف مهم في مكان مهم وفي وقت مهم". واضاف ان بين المواضيع التي سيتم بحثها مسألة العراق والحرب الدولية على الارهاب والمسألة القبرصية. وأوضح ان وزير الخارجية يعتزم ان يجري مشاورات في بروكسيل مع اعضاء الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي، مشيراً الى انه سيركز على "الحرب في العراق ومسائل واسعة تتعلق بمرحلة ما بعد النزاع التي نود مناقشتها مع حلفائنا الاوروبيين في هذا الوقت". ومن بين القضايا المتعلقة بمرحلة ما بعد الحرب في العراق احتمال مشاركة دول الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي في مهام حفظ السلام. وقال باوتشر "في ما يتعلق بمسألة الاستقرار وحفظ السلام في عراق ما بعد صدام، فمن الواضح ان هناك عملا يجب القيام به". وأوضح ان "هذا العمل هو احلال الاستقرار والحفاظ على أمن الشعب العراقي، ومن الواضح ان القوات الاميركية ستكون موجودة للمساعدة في ذلك الا انه ربما تكون هناك طرق لإشراك الآخرين". وفي انقرة سيواصل باول تأكيد معارضة بلاده دخول القوات التركية الى شمال العراق كما سيحاول تسوية الخلافات حول نشر الجنود الاميركيين على الاراضي التركية. وفي مقر الأطلسي في العاصمة البلجيكية، يفترض ان يركز باول على جهود الحلف في المساعدة في النزاع وخصوصاً الدفاع عن تركيا، وهي المسألة التي أدت الى انشقاق عميق بين اعضاء الحلف الشهر الماضي. إلى ذلك، قال عضوان بارزان في لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الاميركي ان على الكونغرس خفض المعونات المقترحة لتركيا وربطها ب"معايير للأداء" لضمان تعاونها مع الولاياتالمتحدة. ومن المقرر ان يبدأ الكونغرس هذا الاسبوع بحث موازنة اضافية قيمتها 75 بليون دولار طلبها الرئيس جورج بوش لتمويل الحرب. ويريد بوش ادراج معونة غير مباشرة قيمتها بليونا دولار لتركيا على رغم الخلاف مع انقرة بسبب رفضها السماح بنشر قوات اميركية على اراضيها. وقال النائب الجمهوري هنري هايد رئيس اللجنة، والنائب الديموقراطي توم لانتوس العضو البارز فيها انهما يريدان ادخال تعديلات على اقتراح البيت الابيض مع "خفض بسيط" للتمويل المقترح، والافراج عنه على اقساط مع "معايير للأداء في ما يتعلق بسياسة تركيا الاقتصادية ودورها كحليف". في باريس، أعرب السفير التركي في فرنسا اولوش اوزولكر عن مخاوف بلاده من مرحلة ما بعد الحرب وقال: "انها ليست حربنا". واضاف خلال لقاء مع أعضاء جمعية الصحافة الديبلوماسية الفرنسية: "ان هذه الحرب ليست حربنا وتقررت في معزل عنا وتدور من دوننا. نحن لسنا طرفاً فيها". وزاد انه بالنسبة الى تركيا فإن الحرب "تفتح الباب على المجهول"، مؤكداً ان بلاده ترغب في ان تكون "شريكاً في قرار ما بعد الحرب" التي اعتبر انها ستكون "اكثر صعوبة واكثر اهمية" من المرحلة العسكرية. وتطرق الى الزيارة التي يقوم وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى انقرة فقال انها ستكون مناسبة لإثارة الوضع في العراق بعد الحرب، لأن هذا الوضع "يزعجنا".