يا حسرة! لقد حرمنا السقوط السريع والسهل للنظام العراقي المستبد من ذلك الفريق "المتثاقف" من "العسكريين السابقين" والصحافيين الوهميين الذين قطبوا ما بين الحاجبين، وشمروا عن الساعدين، وأعملوا فينا ذبحاً وتحليلاً، نحن المشاهدين للفضائيات العربية، والقارئين للصحافة العربية طوال ال21 يوماً التي دارت فيها رحى الحرب على العراق. ترى أين هم الآن؟ وأين هي تحليلاتهم الخائبة التي لم يصدق منها شيء واحد؟ وهل ينبغي عليهم أن يعلنوا على الأمة في بيان جماعي خطاب اعتذار عما سببوه من لبس وانحطاط في الخطاب الصحافي والسياسي العسكري العربي؟ هل يعرف جنرالات الكلام وجنرالات التحليل الاستراتيجي هؤلاء، ما هو السبب في كل الخلل الذي أصاب تحليلاتهم الخائبة: السبب، يا سادة، هو أنكم لم تركزوا على عامل رئيسي بالدرجة الكافية، ولم تأخذوه في حساباتكم وكلماتكم الخائبة والمنفعلة، ألا وهو طبيعة النظام المستبد. لم تفتحوا أمام المشاهد نافذة من التحليل أعمق وأوسع لكيفية أن "المستبد لا يقاوم"، والعبيد لا يقاتلون. لقد ركزتم على "المحتل". وهو قطعاً ينبغي عدم إغفاله، بل لا بد من مقاتلته وبقوة الآن وغداً. ولكن نقاتله بالشعب، وليس بأمثال صدام حسين وجنرالاته وصحافته وبوناته النفطية! ترى هل عرفتم السبب؟ اذاً لماذا لا تعتذرون أو تستقيلون وترحموننا مرّة أخرى من نضالكم الوهمي الذي أصاب الناس بالإحباط والشعور المرير بالخيبة؟ لماذا لا تفعلون ذلك، يرحمكم الله؟ القاهرة - د. رفعت سيد أحمد كاتب [email protected]