لم يبشر المشهد بخير، والوجوم أصلاً سيد الموقف، لا جديد اذاً. سقط الديكتاتور في نيسان، ولا أحد يصدق أن وجوده حياً طريداً شكل بحد ذاته أمراً مصيرياً لمستقبل العراق، ولا يحمل على محمل الجد الادعاء بأن مجموعات سكانية كاملة لن تحدد موقفها من مستقبل النظام قبل أن تعرف مصيره الجسدي، وقبل أن تراه معتقلاً ذليلاً أو قتيلاً تتحلق حوله العباءات البيضاء لأخذ عينة منه. انتهى صدام حسين سياسياً قبل ان يعتقل. ولم يشكل نظامه ذاته خطراً بالدرجة المتوقعة لحظة انهياره، فكيف يكون خطيراً في وحدته في ذلك الجحر؟ ولم يكن الخلاف مع ادارة بوش حول وضع اسنانه الذي تحقق منه الأميركان أخيراً. ذكّر شكله ساعة الاعتقال بالمشردين عديمي المأوى في مراكز المدن الاميركية أكثر مما ذكّر بخصم أميركا اللدود. وصورته بالبث الاعلامي الذي يقطع الشك باليقين تناقض صورته الاعلامية المصنوعة اميركياً. لقد اختاروا المقطع الذي تم بثه من بين مقاطع عديدة، وأخفوا ما قبله وما بعده. ولا شك انهم اختاروا من بينها المقطع الأكثر تبييناً للعجز وخوار القوى، كل منا يحاول وهو خائر القوى فاغراً فاه عند طبيب الاسنان ألا تتدخل حتى الممرضة بشؤون فمه الخاصة، اما صدام حسين فأطل العالم بأسره في فيه. كم من غريزة حب استطلاع منحرفة لبّيت في هذا المقطع. لكن اكثر المقاطع إذلالاً هو أيضاً أكثرها تدليلاً على التناقض في الدعاية الاميركية. فقد يخطر ببال المشاهد المتوسط ان يقارن وأن يتساءل: هل من هذا الجحر وبهذا الشكل قاد المقاومة العراقية؟ أصر الاميركان على الصورة كإنتصار معنوي، السطوة والقوة التي لا مفر منها من ناحية، والذل والهوان من ناحية اخرى. اعتقال منظم يرافقه فحص طبي وبث متواصل لحمرة الفم في حلكة الجحر، واختزال صدام الرهيب الى ضآلة جسد الانسان العادي الضعيف المستسلم ربما لوجع الاسنان، من يعلم؟ ولا تتجلى السيطرة السياسية في النهاية إلا بالسيطرة على الجسد في السجن والمشفى وفي الدولة الحديثة. وكان اساس نظرية "اللفياتان" عند هوبس، أي اساس العقد الاجتماعي المتجسد في المستبد بداية، انه بالأمكان نظرياً وعملياً قتل اقوى الافراد، وان الفرق في القوة الجسدية بينهم لا يبرر الحكم للحاكم المستبد. العقد وحده القائم على الخوف من الموت يمنحه السلطة المطلقة. في هذه اللحظة لا تعود الاذهان ادراجها متسائلة عن اسلحة الدمار الشامل، وعن الاساطير التي نسجها الخيال حول مدينة بناها تحت الأرض، حتى عندما يتساءل المشاهدون عن غياب أي استعداد مسبق لدى الديكتاتور حتى لسيناريو الهرب، ولماذا لم يترك لذاته مهرباً سوياً؟ واذا تساءل المؤرخون فيما بعد فسوف يفعلون ذلك بعيداً عن المشهد الاعلامي والبث المباشر. وفي أي حال لا يمكن للحظة ضبط الديكتاتور واخضاعه، اذا ضبط حياً، ان تكون إلا لحظة مهانة وهوان. كل ما يشغل الاذهان القلقة تلفزيونياً هو ما تثيره الانفعالات من الصورة: هل ضبط نائماً، وهل خُدر، وهل ما قاله لمعتقليه العراقيين دليل صمود وقوة وعزة واباء ورجولة من النوع الذي أعجبوا به وهو يقودهم من كارثة لأخرى، أم أن ما قاله دليل ذل وهوان. ويحلل المشاهدون ما قاله أعضاء مجلس الحكم الذين تلقوا اخيراً لقب "أول من"، "اول من سمح لهم الأميركان" بلقائه. يبدو أنه اوسعهم سباباً وشتماً، يبدو واضحاً أن الاميركان يحمونه من ردهم، كما كان واضحاً قبل ذلك ان الاميركان حموهم منه عندما أوصلوهم الى الحكم. مشهد بائس لا منتصر فيه من العراق، لا شك في ذلك. في أي حال اكتشف النظام الجديد في العراق موضوع سيادته، وحقل ممارسة سيادته هو محاكمة صدام حسين المعتقل حياً وحضورياً habeas corpus والمجلوب بأمر قضائي من غياهب غياب القانون في الجحر الذي بدا فيه مثل انسان الكهف الى قاعة المحكمة المضاءة جيداً المستنيرة بنور العدالة الساطعة. ومن عظم شأنه الى درجة محاكمة صدام حسين في العراق هو أيضاً سيد البلد الجديد. لا شك ان الولاياتالمتحدة تدرك ذلك، وهي تقبل في هذه اللحظة بدور شرطي المحكمة العراقية الذي يأمر المتهم بالوقوف اجلالاً لها ويطلب الهدوء في القاعة. لا بأس ان تلعب اميركا دور الشرطي الحاجب ما دام موضوع المحاكمة هو أيضاً موضوع سيادة وشرعية النظام الجديد، وما دامت توزع العراق عقوداً على الشركات الاميركية خارج المحكمة، والباقي تفاصيل. أكد بؤس المشهد احتفال صغير في زاوية من شوارع بغداد بالعلم الأحمر والمطرقة والمنجل. والفرق انه بريمر وليس هامر مطرقة بالانكليزية. والمحتفلون ليسوا منتصرين بل منتقمين عن ماضٍ ولى ولن يعود. احتفال يشبه البكائية هو الآخر. المشهد برمته بائس بائس. كان اسم صدام حسين يبعث فينا القشعريرة طلاباً، فقد كنا نسمع وصفاً يكاد يصبح طقساً وشعائر عن التعذيب في سجونه من زملائنا العراقيين. وكنا نحبهم ونتضامن معهم وكنا نحتج ضد احزابنا التي كانت تصرّ على اعتباره نظاماً تقدمياً "صديقاً للإتحاد السوفياتي" ومعادياً للإمبريالية، فيما يتعرض زملاؤنا الشيوعيون للتنكيل. ولكننا لم ننتبه الى غير الشيوعيين من ضحاياه. كما كنا شباباً نتجاهل ان المحتجين موجودون في ضيافة ديكتاتوريات سوفياتية اعتى واكثر دموية من نظام صدام حسين، وكنا نتعصب للضحايا الأقرب الينا ونتجاهل ان احتفالاتهم السنوية انما تذكر ببكائيات علي والحسن والحسين. وكنا مع كربلائهم وتجاهلنا كربلاء الآخرين، كل شيء اخضع في حينه للتناقض الرئيسي في عالمنا، كل شي اخضع للسؤال المحيد للأخلاق: لمصلحة من؟ مسؤول عربي كبير أصرّ على ان يعلق، أو أصروا عليه ان يعلق، فقال ان اعتقال صدام يشكل حدثاً مهماً! تصريح خطير بلا شك. زعماء عرب شاركوا صدام استعراضاته العسكرية في بغداد وأعجبوا بإنجازاته أيما اعجاب، واستفادوا منه بأشكال مختلفة منها مادية ومحسوسة وملموسة مثل اجسادهم، ابرقوا الى الولاياتالمتحدة مهنئين بالاعتقال بروح الزمالة المعهودة. انهم يصارعون ايضاً صراع البقاء مثل صدام حسين الذي انصاع لكل ما وضعه الاميركان من شروط، لباها جميعاً منذ دخل الكويت، وبخل بنفسه وحكمه فقط. مثله كمثل المهنئين باعتقاله. وكما يبرر كل شيء بمطلب "وطني" فإن المهنئين يطالبون اميركا بمحكمة عراقية، وحبذا لو كانت المحكمة صدامية تنطق بالاعدام قبل ان يبدأ المتهم بالنطق عن علاقته معهم مثلاً. مشهد عار من أي وهم، مشهد جحري حضيضي، مشهد نهاية المطاردة. لا تتيح الحقائق التاريخية التوصل الى قانون ينظم نهاية الديكتاتور، فقد أمسك بموسوليني متنكراً بزي جندي ألماني يدعي انه في قافلة متجهة من شمال ايطاليا الى انزبروك في النمسا. وقتل يوم 28 نيسان 1945 وقتلت معه عشيقته كارلينا بيتاتشي التي لم تتخل عنه حتى اللحظة الأخيرة، ومُثِّل بجثتيهما، ورفض موسيليني الانسحاب مع الجيش الألماني بعد عودته الى ايطاليا. ولم تسنح فرصة محاكمته. وأدولف هتلر لم يغادر مقر المستشارية وخنادقها المحصنة منذ كانون الثاني يناير عام 1945. وبعدما أدرك حتمية الهزيمة الزاحفة على برلين من كل صوب، وبعدما صرح بأن شعبه لا يليق به، تزوج من عشيقته ايفا براون بعد منتصف ليلة 29 نيسان. ثم عين خلفاءه كارل دونتس وجوزف غوبلز وانتحر يوم 30 نيسان، وانتحرت بعده مباشرة زوجته الجديدة، عشيقته القديمة، بتناول السم. ثم حرقت جثتاهما، كما أوصى، لئلا يمسك الاعداء حتى بجثته. أما ستالين وهو أعتاهم واعظمهم تأثيراً في حياة اكبر عدد من الضحايا في القرن العشرين، فقد مات ميته "طبيعية" يوم 5 آذار 1953، بعدما بدأ يعتقل أطباءه ويشك بهم معتقداً ان الشيخوخة مؤامرة. ولم تبدأ محاكمته اإلا بشكل سري في مؤتمر حزب مغلق للاعلام. ولا يزال موضوعاً لمحاكمة كل من خلفه وكل ما تلاه حتى يومنا. اما تشاوشيسكو فحظي الاعلام ببث صورته ضئيل الجسد والمنزلة وهو يطل برأسه ثم يدفع مع زوجته من داخل مصفحة في ضواحي بوخارست، ويرميان بالرصاص بعد محاكمة ميدانية قصيرة أبدى فيها ازدراءه امام الكاميرا. أما الديكتاتور الاصغر شأنا،ً حتى ممن خلفه باتيستا، فهرب عام 1959 الى الدومنيكان ومنها الى جزيرة ماديرا البرتغالية ثم الى لشبونة ذاتها حتى مات من الشيخوخة، ويبدو لي ان مصير الأخير هو الأكثر رواجاً مثل نمط حكمه في تلك الفترة. ولا تزال غالبية المستبدين تحظى بالابحاث والمحاكمات العلمية بعد الوفاة، ويتم تقويم دورهم العمراني او في "بناء دولة حديثة". تبدو فكرة محاكمة الديكتاتور فكرة مغرية. فعند سماع اعلان القبض عليه بعد المطاردة "سيداتي وسادتي لقد امسكنا به"، يبدو اعلان مفوض الشرطة والتصفيق الذي تلاه مثل زف بشرى القاء القبض على قاتل جملة متسلسل serial killer. ويضع الاعتقال في هذه الحال حداً لجرائم تقض مضاجع الآمنين. انه يقتل في ممارسة لإنحراف او تلبية لشهوة القتل ولا يتوقف الا ساعة ضبطه وتقييده. وتستحوذ صورها على الخيال الحديث المرعوب من فكرة القاتل المهووس بلا سبب القابع في زقاق مظلم مثل النموذج الاصلي "جاك الممزق" وحتى ريتشارد راميريز وريتشارد سبيك وتيد بوندي وهنري لي تومس. اختص احدهم بقتل الممرضات، والآخر بالنساء والفتيات، وآخر بالقتل العشوائي. العالم الغربي الحديث مأخوذ بفكرة القاتل السفاح. انه هوس حقيقي في الادب والفن والصحافة والسينما. قد يحاكم القاتل المنحرف، او يعالج، او يصبح موضوعاً للبحث والتنقيب في مجاهل النفس البشرية ومداركها السفلى وحضيضها الذي بات موضوع استهلاك، وفي آثار البيئة الاجتماعية والجينات الوراثية على المجرم. وربما صلح احد ابناء الديكتاتور موضوعاً لمثل هذه التجارب بعدما انفض عنه المعجبون والمعجبات بالقوة والجاه والثروة، ولكن قتله فوت الفرصة. ليس الديكتاتور المعزول ذاته قاتلاً متسلسلاً يوقف ضبطه عمليات القتل، ولا هو مسؤول فردي عن اعمال فردية، كما لا تعفيه حالته العقلية من المسؤولية. محاكمته محاكمة نظام ومرحلة، تبدأ حيث تبدأ ولكنها تنتهي حيث لا يعلم أحد. انه مذنب لا شك بذلك، ولكن معاونيه ايضاً مذنبون، وكذلك معاونوهم وادواتهم والمثقفون الذي تملقوه وتملقوهم والصحافيون الذين روجوا له والنظام العربي الذي احتضنه. ليس الديكتاتور مجرد مجرم فرد ضبط كالفأر في جحر مظلم كما يحب المراقبون الفأريون ان يصفوه. لا ادري اذا كان من الأجدى ان يعترف بالمحكمة ام ان يصمت، ولكن بالتأكيد من الأفضل لإفساد المشهد ألا يقاطعها. وجب ان يجري محاموه تحقيقاً مضاداً. لا لهدف التبرئة ولا أملاً بالنجاة، فهو مذنب ومصيره محتوم، وانما لإفساد الحفلة. والمحكمة اذا تمت ستأخذ الاحتفالات والكرنفالات الصحافية مجراها فمن الافضل ان يفسد ما يمكن افساده. بعض الاحراج الصحي هنا، وبعض الارباك المفيد هناك، ولا بأس بافساد الفرح بأسئلة توجه لبعض المحسوبين على المعارضة العراقية الحالية حول دورهم في النظام من التملق الى تنفيذ الأوامر بارتكاب الجرائم. ولا بأس من دعوة شهود أميركان من نوع وزير الدفاع الامبركي للادلاء بالشهادة عن لقاءاته مع صدام حسين ووجوده في العراق بعد استخدام الاسلحة الكيماوية في حلبجة، ولا ضير في طلب شهادة مشفوعة بالقسم من بعض المسؤولين العرب عن علاقاتهم بصدام حسين ومساءلتهم عن علاقاتهم المالية معه، ولا بأس باستدعاء بعض نقاد صدام من التجار العرب الحاليين بشأن تجارة الاسلحة والنفط معه... ما دامت المحاكمة جارية، وما دامت الحاجة قائمة لإظهارها على انها محاكمة نزيهة وشاملة تضيء الحقائق بنور العدالة فلا بأس اذاً من اخراج اشخاص آخرين من جحورهم. واراهنك عزيزي القارئ انه لو ترك أي منهم ستة اشهر دونما عناية بالشعر واللحية لما بدوا أفضل من صدام حسين ساعة القاء القبض عليه. هل نرخي العنان للخيال؟ المحكمة من انتاج واخراج وتوزيع الولاياتالمتحدة ستكون أكبر عرض درامي لمحاكمة الشر. وسينتصر المعلقون والمحللون والخبراء على اعصابنا يومياً بالنقاط. وسيتدرب عليها كل من شاء من الصحافيين والصحافيات الباحثون والباحثات عن جملة او دمعة او فضيحة جديدة، من هذا الشاهد الذي انهار وهو يصف التعذيب الى تحليل لصمت المتهم وهدوء أعصابه هل هي بلادة احساس ام رباطة جأش. وبعضهم كان جاهزاً لمناقشتنا عن ايجابيات صدام حسين لأنه منحه مقابلة او لأن أحد معاونيه سرب له خبراً، وبعضهم لا يربط بين الاجابة السابقة واللاحقة ناهيك عن الربط بين السلوك السابق والجواب اللاحق، وبعضهم ينشر الكذب والدجل بوعي او بدون وعي، بغباء او بتغابٍ، اذا كانت في ذلك مصلحة صغيرة بحجم صاحبها... سيجتمع المراقبون والخبراء والمعلقون مثل قطيع الضباع على الفريسة بعد انهيارها في فيلم من انتاج ناشيونال جيوغرافيك. وستجهز لهم الفنادق. وستجذب المحاكمة مع ذلك اعلاميين وكتاباً وباحثين في محاولات أكثر عمقاً لكتابة تحقيق جدي او لإصدار كتاب جديد عن بساطة الشر او هدوء الشر او عن معايير تطبيق القانون الدولي في محاكمة وطنية. كرنفال كامل بإنتظارنا. أهم من محاكم نورمبرغ. ففي عصر محاكم نورمبرغ، كان يحتفظ بحق التقرير عن مثل هذه المحاكم الى الجدي من بين الصحافيين، ولم يصل أي كان الى مرتبة كتابة التقارير عن المواضيع الجدية خصوصاً من الدول الأخرى، ولم يتنقل الناس بهذه السهولة بين العواصم لحضور المحاكمات، ولم يكن هنالك بث مباشر ناهيك عن تنافس بين ألف بث مباشر ينقب كل منها في كل ما يدب على الارض وكل ما يتنفس لتمتلكه كخاصتها وتبثه اشباعاً لشهية مستهلكي الصور او تلبية لحب استطلاع من لم يسأم او يزهق بعد، ومن لم يعف او يمل هذا الكرنفال الذي لا يتوقف. لم نتابع محاكمة حاكم بنما المخطوف نورييغا الذي قدمت ضد لوائح اتهام في محكمة امريكية في العام 1989 وحكم عليه في العام 1992 بالسجن اربعين عاماً، ولكن المحاكمة تمت. ووصلت الى العالم شذرات من محاكمة ميلوسيفيتش، كان أهمها: هل سيحافظ على صمته أم سيتكلم. وحالما تكلم لم نعد نسمع عنه أو منه شيئاً. ليس في النفس تعاطفاً لا مع الديكتاتور، ولا مع من ألقى القبض عليه، ولا مع فضائحه وفضائح نظامه وعائلته، ولا مع متملقيهم السابقين ومتملقي الولاياتالمتحدة اللاحقين ومتملقي الزعماء الحاليين واعوانهم وعائلاتهم والمعجبين بهم من محبي الشهرة والنجاح والثروة والقوة، لا مع صانعي الفضائح ولا مع ناشريها ولا مع المحتفين بها. ليس في النفس بقية لحب استطلاع لمشهد إعلامي آخر. * كاتب عربي.