أفاد مقاتلون اكراد وزعماء عشائر في شمال العراق أمس ان ثمانية على الاقل قتلوا في معارك بين الأكراد العراقيين الموالين للولايات المتحدة وعشائر عربية. ووقع معظم القتال حول بلدة الحويجة على الطريق بين كركوك التي يتركز فيها معظم النفط العراقي واستولى عليها مقاتلو "البشمركة" الأكراد بدعم من القوات الاميركية وبلدة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين. واطلق تقدم الاكراد موجة من السلب والنهب في كركوك المقسمة عرقياً والتي قال زعماء عشائر عرب انهم انتشروا فيها الى اطراف قراهم على الطريق المؤدي الى تكريت. وذكر العرب ان خمسة قتلوا خلال اشتباكات بعضهم من المدنيين فيما يقول مقاتلون اكراد ان هناك ثلاثة قتلى. وقال أحد زعماء عشيرة العبيد في العراق: "شاعت الفوضى. جاء الاكراد هنا للسرقة وقتلوا البعض اثناء محاولة سرقتهم على الطريق". وقال مقاتلون اكراد كانوا يحاولون التفاوض للمرور عبر منطقة العشائر الى تكريت على بعد نحو 65 كيلومتراً انهم تعرضوا لاطلاق نيران من قرى تسيطر عليها العشائر. وقال شيخ عربي آخر: "اذا سحبنا قواتنا من الطرق فإن الاكراد سينقضون على منازلنا تماماً مثلما فعلوا في كركوك". وأضاف انه يخشى من ان تؤدي الاضطرابات الى زيادة نفوذ الاطراف الخارجية. وتابع: "لا بأس من المطالبة بترك الامور تهدأ اولاً. ولكنهم جاؤوا الى هنا للنهب ولتكون لهم كلمة مسموعة في ايران وسورية لا يمكن ان نسمح بهذا". وفي مكان أقرب الى كركوك قال مقاتل كردي أصيب بطلق ناري في كتفه ان مقاتلين عرباً نصبوا له مكمناً خارج الحويجة امس، الى جانب ثلاثة مقاتلين آخرين من زملائه قتلوا في الهجوم. ومع خوض المقاتلين من الجانبين معركة طاحنة في تقاطع خارج الحويجة قال ممثل من عشيرة الجبور ان الاكراد الذين يزعمون انهم اكتسحوا قاعدة عسكرية عراقية مجاورة كانوا يخطفون في واقع الامر سيارات سكان القرية. ونفى قيادي من الحزب الديموقراطي الكردستاني هذه المزاعم قائلاً ان حزبه الذي يقوده مسعود بارزاني لا يقر النهب والسلب. وتابع: "هناك جماعات من اللصوص ولكن لا يمكن ان يكونوا تابعين لمسعود". وأكد مراسل لوكالة "فرانس برس" وصل الى تكريت ظهر أمس، ان شوارع المدينة مهجورة ولا يشاهد فيها أي وجود عسكري.