واصل وباء الالتهاب الرئوي الحاد تفشيه في الصين مع الاعلان عن اول حالتي وفاة في اقليم منغوليا الصيني وثلاث وفيات جديدة في هونغ كونغ في وقت تعزز منظمة الصحة العالمية فرقها الميدانية لمحاولة التعرف على الفيروس المجهول. وذكرت وكالة شينخوا الصين الجديدة أمس ان اثنين من سكان اقليم منغوليا الصيني المحاذي لجمهوريتي منغوليا وروسيا توفيا بالاعراض التنفسية الحادة سارز. واكتشفت السلطات الصحية في منغوليا عشر حالات اصابة بفيروس "سارز" للمرة الاولى في هذا الاقليم المتمتع بالحكم الذاتي. واوضحت الوكالة ان كل الحالات سجلت في العاصمة الاقليمية هوهوت. واوضحت ان تسعة من المرضى العشرة من افراد اسرتين مختلفتين اما العاشر فهو من العاملين في الاجهزة الصحية. وقد شفي اثنان من العشرة. وبهذه الحالات الجديدة تصل حصيلة المرضى في الصين الى 1319 من بينهم 60 توفوا و1039 شفوا وفقاً لارقام منظمة الصحة العالمية. والصين هي الدولة الاكثر اصابة بهذا المرض الجديد الغامض الذي بلغت حصيلته العالمية نحو 120 حالة وفاة من بين اكثر من ثلاثة آلاف حالة اصابة في نحو 30 دولة. وتعتقد منظمة الصحة العالمية ان الوباء ظهر في تشرين الثاني نوفمبر في اقليم غوانغدونغ قبل امتداده على الاثر الى هونغ كونغ وبعدها الى انحاء مختلفة من العالم. من جهة اخرى اعلن مسؤول حكومي في هونغ كونغ وفاة ثلاثة اشخاص بالفيروس وتسجيل 49 اصابة جديدة في الجزيرة. وبذلك تكون سلطات هونغ كونغ سجلت 1108 حالات اصابة بالفيروس من بينها 120 في اقسام العناية المركزة في حين ارتفع عدد الوفيات الى 36 شخصاً. وبعد مهمة في غوانغدونغ الاسبوع الماضي توجه فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية أمس الى ماكاو وهي منطقة ادارية خاصة قريبة اسوة بهونغ كونغ من الاقليم الجنوبي الصيني. وصرح الدكتور مايك ريان مسؤول الانذار الشامل في منظمة الصحة العالمية في جنيف بأن الفريق "على ثقة كبيرة" من امكان السيطرة على الوباء الذي بلغ مداه وبدأ الآن في الانحسار". لكنه اشار الى استمرار وجود حالات في غوانغدونغ. واوضح ان بعثة خبراء منظمة الصحة في الصين "لا تزال تشعر بالقلق من وجود حالات في مختلف انحاء هذا البلد". وقال: "تحدثنا مع الحكومة عن الانباء المتضاربة لوكالات الصحة واكدنا لها ان ما يحدث في الصين اكثر خطورة مما قيل لنا. ودعت الحكومة فريقنا للعمل معها الاسبوع المقبل والى توضيح الموقف". وفي بكين، سجلت 22 حالة اصابة من بينها اربع وفيات. وتتعرض الصين لانتقادات عالمية لعدم اعلانها في البداية عن انتشار المرض ما ادى الى الوضع الحالي، وكذلك لحرصها بعد ذلك على التقليل من خطورته لعدم الاضرار بقطاع السياحة الذي كان في اوج ازدهاره. من جهة اخرى، اعلنت السفارة الفرنسية في العاصمة الفيتنامية وفاة طبيب فرنسي من اصل فيتنامي في المستشفى الفرنسي في هانوي أمس لاصابته بالاعراض التنفسية الحادة. والطبيب نغوين هو بوا البالغ من العمر 69 عاماً هو خامس ضحية للفيروس في فيتنام. واستنادا الى منظمة الصحة العالمية تم تسجيل 62 مريضاً في فيتنام توفي منهم خمسة في حين شفي ثلثاهما.