انتشر فيروس قاتل يصيب الجهاز التنفسي بسبب تفشي العدوى بين العاملين بعدة مستشفيات في هونج كونج بعد أن تسبب في قتل شخص واصابة عشرات آخرين في وقت يصارع فيه الخبراء من أجل احتواء ذلك الفيروس. وقال متحدث باسم وزارة الصحة انه لا توجد اشارات تدل على انتشار الفيروس بشكل عام في المجتمع الذي يقطنه نحو سبعة ملايين نسمة غير أن بعض السكان الخائفين الذين يقطنون بالقرب من المستشفيات لم يتمهلوا وبادروا بالتكالب على الاقنعة الواقية من الصيدليات القريبة. وقال متحدث باسم الحكومة ان منظمة الصحة العالمية التي اصدرت تحذيرا دوليا هذا الاسبوع من الالتهاب الرئوي بعد تفشي الانفلونزا في هونج كونج وهانوي ستوفد خبيرا الى هونج كونج للمساعدة في التعرف على الفيروس وتحديد مصدره. واضاف المتحدث ان 39 عاملا بثلاثة مستشفيات في هونج كونج اصيبوا بأعراض مشابهة للانفلونزا حتى أمس الجمعة وظهرت علامات الاصابة بالالتهاب الرئوي على 24 منهم. وقالت الحكومة ان عشرات العاملين بأحد المستشفيات اصيبوا بالعدوى. وأعلنت متحدثة باسم ادارة المستشفيات أمس الجمعة ان هونج كونج شكلت خلية ازمة لمكافحة الالتهاب الرئوي الفتاك. واكدت المتحدثة ان السلطات تسعى الى معرفة ما اذا كان المرض تفشى بين السكان المحليين او انه محصور في اوساط العاملين في المستشفيات الذين يهتمون بالمرضى. ودعت السلطات السكان الى التزام الهدوء فيما تقوم الصحف بتغطية واسعة للوباء الذي يتفشى بعد ان تسبب شكل غير مألوف من الالتهاب الرئوي في وفاة خمسة اشخاص واصابة 305 آخرين الشهر الماضي في منطقة كانتون المجاورة لهونج كونج. وقد توفي رجل اعمال امريكي من اصل صيني الخميس الماضي في هونج كونج بسبب المرض بعد ان سافر الى شنغهاي بالصين وادخل في البداية الى المستشفى في هانوي بفيتنام ثم نقل الى هونج كونج نظرا الى تدهور وضعه الصحي. واكدت مديرة الاجهزة الصحية العامة مارغرت تشان انه لا يوجد اي ظهور للمرض على نطاق واسع بين سكان هونج كونج. لكن بعض الصحف تؤكد من جهتها ان التهابا رئويا او مرضا تنفسيا تسبب في وفاة شخصين في الآونة الاخيرة في هونج كونج في وقت ازدهرت فيه مبيعات اقنعة الحماية في المستعمرة البريطانية السابقة. وقد اعلنت منظمة الصحة العالمية الاربعاء الماضي انها وجهت تحذيرا الى هونج كونج واقليم غوانغدونغ (كانتون) الصيني من تفشي ما يبدو وكأنه وباء خطير وغير مألوف للالتهاب الرئوي في فيتنام. وفي فيتنام اعلن مسؤولون صحيون أمس ان اربعة من العاملين في المستشفى الفرنسي في هانوي بينهم طبيب فرنسي في وضع حرج بعد اصابتهم بالتهاب رئوي شديد. ويعاني 30 عاملا في المستشفى الفرنسي الالتهاب الرئوي. واثنان من الضحايا هما من الفرنسيين والآخرون من الفيتناميين. وقال مدير المستشفى لوسيان بلانشار ان ثلاثة فيتناميين وفرنسيا هم في وضع خطر اما حالة الاخرين فهي تتغير بين ساعة واخرى، مضيفا: نحاول السيطرة على الوضع لكننا لا نعلم كيف سيتطور. لم نجد بعد سبب تفشي هذا المرض. وقد اقفل هذا المستشفى امام العامة الثلاثاء الماضي. وبحسب منظمة الصحة العالمية فان المرض بدأ بالظهور في 26 فبراير الماضي مع ادخال رجل الاعمال الامريكي من اصل صيني الى المستشفى. واكدت المنظمة مع ذلك انها لم تتمكن بعد من اقامة اي رابط نهائي بين الحالات المرضية في هانوي وهونج كونج لكنها وجهت تحذيرا دوليا من شكل خطير للالتهاب الرئوي. ولا يعرف الخبراء الكثير عن ذلك الفيروس سوى انه ينتشر بسرعة ويمكن ان ينتقل من شخص لاخر عن طريق السعال.