حذرت منظمة رعاية الطفولة التابعة للامم المتحدة "يونيسيف" امس من وضع انساني "صعب وقابل للتدهور بسرعة" في كل المناطق العراقية، خصوصاً تلك التي تشهد حركة نزوح واسعة، فيما اعلنت المفوضية الاوروبية ان نصف سكان البصرة يعانون نقصاً حاداً في المياه منذ اسبوع تقريباً. في غضون ذلك، وصلت شاحنتان محملتان بالمساعدات الانسانية عبر الحدود التركية، ستتبعهما قافلة من 40 شاحنة اخرى. واشترى برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة نحو 160 ألف طن من الطحين و84 ألف طن من الارز للعراق في اكبر مشتريات يقوم بها لعملية انسانية واحدة خلال عقد من الزمن. وأعلن صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونسيف وصول شاحنتين محملتين بالمساعدات الانسانية امس من تركيا الى العراق. وقال الناطق باسم المنظمة مايكل بوسيوركيو في مدينة سيلوبي الحدودية ان "الشاحنة الاولى تحمل 16 طناً من المواد الغذائية الغنية بالحديد، وهي مخصصة للاطفال والنساء الحوامل. وتحمل الشاحنة الثانية ستة اطنان من حبوب الكلور لتنقية مياه الشرب". واضاف ان هذه القافلة ستتبعها قافلة اخرى اكبر تتكون من 40 شاحنة من المفترض ان تعبر الحدود الاربعاء او الخميس. وأوضح ان هناك مواد اخرى تحتوي على ادوية ومواد غذائية ومعدات صحية وادوية لتنقية مياه بقيمة 10 ملايين دولار في طريقها الى تركيا عبر البحر سيتم توزيعها في شمال العراق. وتعتبر منظمة "يونسيف" الوضع في هذه المنطقة التي نزح اليها نحو 600 الف شخص منذ بدء العمليات العسكرية "صعباً ويتدهور بصورة سريعة". واكدت المفوضية الاوروبية من جهتها ان نصف سكان البصرة التي تحاصرها القوات الاميركية والبريطانية منذ اسبوع يعانون نقص المياه. وقال خافيير مينديز بونيلا الخبير في المفوضية ان مشكلة المياه عموماً هي حالياً الأكثر إلحاحاً في العراق من الناحية الانسانية. واضاف ان "نصف سكان البصرة محرومون من المياه" واصفاً الوضع بأنه "مقلق". وذكر ان تأمين المياه اصبح مشكلة مطروحة في مناطق عدة في جنوبالعراق وغرب بغداد بعد انقطاع التيار الكهربائي نتيجة القصف، موضحاً ان العراقيين يملكون كميات من المواد الغذائية تكفيهم لاسابيع. وأعلن رئيس بعثة المفوضية الاوروبية في عمان فاندر مولن ان الاتحاد الاوروبي يعتزم تخصيص مبلغ 327 مليون يورو لمساعدة المتضررين من الحرب ضد العراق، بحسبما افادت وكالة الانباء الاردنية. في غضون ذلك، اشترى برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة نحو 160 الف طن من الطحين و84 الف طن من الارز للعراق في اكبر مشتريات يقوم بها البرنامج من المواد الغذائية لعملية انسانية واحدة خلال عقد. واعلن مسؤول ان البرنامج، ومقره روما، اشترى الطحين من اوروبا والشرق الاوسط الجمعة الماضي في اول خطوة له بعدما طالب المانحين بمبلغ 3.1 بليون دولار لتمويل مساعدات غذائية للعراق. وقال مسؤول البرنامج طالباً عدم نشر اسمه ان البرنامج اشترى الارز من آسيا الاسبوع الماضي، وانه تضمن صفقة شملت 45 الف طن. واضاف "هذه على الارجح اكبر مشترياتنا في دفعة واحدة لعملية انسانية خلال عقد". وأبدى البرنامج تفاؤله من ان في امكانه تجنب أزمة كبيرة فيما وصفه بأنه أكبر تحد يواجهه على الاطلاق، ويتمثل في توفير الطعام للشعب العراقي بكامله. وقال المصدر التجاري انه تم شراء معظم الطحين من تركيا وايطاليا وجهات اخرى بينها دبي والكويت، موضحاً ان القيمين على البرنامج سيحددون الطريق الذي يستخدمه لارسال المعونات.