اعتصم عشرات الصحافيين الفلسطينيين في باحة حديقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة ظهر امس احتجاجا على استشهاد مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية الصحافي طارق ايوب اثناء قيامه بعمله في بغداد. وحمل عدد من الصحافيين نعشا فارغا، في اشارة ترمز الى تشييع حرية الصحافة والاعلام التي قتلت بأيد اميركية وبريطانية في حرب "تحرير العراق". وردد الصحافيون والاعلاميون هتافات منددة بالعدوان الاميركي - البريطاني على العراق والقصف الذي استهدف الصحافيين الذين يعتبرون الشهود الوحيدين على ما ترتكبته قوات "التحالف". ورفعوا لافتات تطالب ب"توفير الحماية والحرية لوسائل الاعلام التي كشفت القناع وزيف الادعاءات الاميركية - البريطانية". كما جابوا عددا من شوارع مدينة غزة وصولا الى مقر المنسق الخاص لنشاطات الاممالمتحدة غرب المدينة للاحتجاج امامه على الجرائم التي ارتكبت في حق الصحافيين الاعلاميين والعراق وشعبه. وكان أيوب، وهو فلسطيني من بلدة ياسوف في الصفة الغربية وعمل لصالح قناة "الجزيرة" منذ ثلاثة أعوام، استشهد في قصف أميركي استهدف مكتب القناة صباح الثلثاء الماضي ضمن ثلاث هجمات طاولت أيضا مكتب قناة "أبو ظبي" الفضائية الإماراتية وفندق "ميريديان فلسطين" في قلب بغداد، ما اودى بحياة صحافيين آخرين. واعتبرت نقابة الصحافيين في بيان لها أمس أن قصف مكتبي القناتين والفندق واستشهاد الصحافيين الثلاثة يمثل الأسلوب نفسه الذي استخدمه الاحتلال الاسرائيلي ضد الصحافيين والإعلاميين في فلسطين. ووصفت ما جرى بأنه "استهداف مخطط ومبرمج ويمثل جرعة حرب وانتهاكاً صارخا ً للاعراف و المواثيق الدولية". وتوجه الصحافيون الفلسطينيون الى اسرة زميلهم ايوب وزملائهم "المخلصين" في قناة "الجزيرة" بأحر التعازي والمواساة، وشدوا على "ايادي كل الصحافيين الشجعان في ميدان المعركة الذين حملوا امانة الواجب والمهنة المتميزة على رغم كل الظروف الصعبة والخطرة التي يعملون فيها". ودعت النقابة الى "المزيد من الثبات والصمود في مواجهة هذا الارهاب الاعلامي البشع الموجه خصوصا ضد الصحافيين العرب، وما يمثلونه من مؤسسات اعلامية كشفت بأدائها الرائع زيف الشعارات والادعاءات الاميركية الهادفة الى شطب أي وجهة نظر او رؤية تتعارض مع ما تسمح به القيادات العسكرية والسياسية الاميركية والبريطانية من صور وانباء تصدرها من بطون الدبابات والطائرات الغازية لتضليل الرأي العام العالمي".