استمدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي من تصرفات قوات الغزو الانجلو-اميركية في العراق "مشروعية" جديده لتكثيف اجراءاتها القمعية القاتلة ضد الاراضي الفلسطينية، ونفذت هجوما صاروخيا استهدف احد قادة "سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الاسلامي" في غزة، كما قتلت "قوات خاصة" تابعة للجيش الاسرائيلي ناشطين فلسطينيين، احدهما من "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" في طولكرم. في المقابل، اكد الفلسطينيون اصرارهم على مواصلة النضال العسكري ضد الاحتلال رغم المعطيات السياسية والعسكرية، اذ نفذ فلسطينيان هجوما نوعيا على قاعدة عسكرية اسرائيلية في منطقة غور الاردن ادت، بالاضافة الى استشهاد منفذيْها، الى مقتل جنديين اسرائيليين واصابة تسعة بجروح مختلفة. فيما ارتفعت اصوات الاسرائيليين منتقدة اي انتقاد او احتجاج دولي ضد ممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين تحت حجة "السابقة العراقية" لاداء قوات "التحالف الاميركية-البريطانية"، بما في ذلك طريقة التعاطي مع وسائل الاعلام واغتيال قادة سياسيين، شنت مروحيات "اباتشي" هجوما صاروخيا استهدف سيارة مدنية فلسطينية من نوع "سوبارو" في حي النصر شمال مدينة غزة، ما ادى الى مقتل فلسطيني وجرح 12 آخرين من المارين. واكد شهود ان النيران اشتعلت في السيارة التي قصفت كما لحقت "اضرار في منازل مجاورة". واعلن القيادي في حركة "الجهاد الاسلامي" محمد الهندي ان القصف الصاروخي ادى الى "اغتيال احد القادة الكبار" ل"سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة. واضاف ان "محمد الزطمة 50 عاما القائد في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة استشهد اثر اغتياله بقصف سيارته في غزة". "القوات الخاصة" تقتل فلسطينيين وفي هجوم اسرائيلي آخر، نفذت "قوات خاصة" تابعة للجيش الاسرائيلي هجوما على مجموعة من الناشطين الفلسطينيين امام مستشفى الشهيد ثابت ثابت وسط مدينة طولكرم ظهر امس ادى الى مقتل شابين فلسطينيين على الاقل واصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، فيما وصلت صليات من الرصاص الاسرائيلي الى داخل المستشفى واصابت المواطن شادي نوفل الذي كان يتلقى العلاج بجروح خطيرة في ساقية. وفي التفاصيل، اكد شهود فلسطينيون ان "قوات خاصة" اسرائيلية تستقل سيارة تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، اطلقت نيران اسلحتها الرشاشة على سيارة تقل خمسة شبان فلسطينيين توقفوا للتزود بالوقود من محطة تبعد عشرات الامتار فقط من مستشفى المدينة. وواصلت القوات الاسرائيلية اطلاق النار حتى بعد خروج الموجودين بداخلها منها. واعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان فلسطينيين قتلا في العملية غير ان قوات الاحتلال الاسرائيلي سلمت جثمان شهيد واحد عرف بانه جاسر حسين عليمي 24 عاما، وهو من "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح"، فيما نقلت سيارات اسعاف عسكرية اسرائيلية الجرحى الى جهة غير معلومة وراء "الخط الاخضر" المحاذي لمدينة طولكرم. واشار شهود الى ان عنصرين من الكتائب على الاقل تمكنا من النجاة بأعجوبة من عملية الاغتيال التي تعرضت لها المجموعة. وسادت حال من الغضب الشديد على ما وصفه الفلسطينيون "مجزرة رهيبة" حيث يعتقد الكثيرون ان الجرحى الفلسطينيين اصيبوا بجروح خطيرة. وعثرت على جثمان الشهيد جاسر آثار عشر رصاصات على الاقل. هجوم على قاعدة عسكرية ونفذت عملية الاغتيال بعد مرور ساعات فقط على الهجوم الذي شنه مسلحان فلسطينيان في عملية فدائية مشتركة بين "كتائب شهداء الاقصى" و"كتائب ابو على مصطفى" التابعة ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ضد قاعدة عسكرية اسرائيلية جنوب بلدة طمون في محافظة جنين تعمل على حراسة مستوطنة "بقاعوت" في غور الاردن. وقالت مصادر اسرائيلية ان جنديين اسرائيليين قتلا في العملية وجرح تسعة آخرون وصفت جراح اثنين منهم بأنها متوسطة الى خطيرة. واضافت ان احد المهاجمين قتل خلال اشتباك مسلح داخل القاعدة بعد ان تمكن الاثنان من قص الشريط المحيط بها والتسلل الى داخلها، فيما قتل الاخر اثناء مطاردته بعد تنفيذ العملية. وفرضت قوات الاحتلال اجراءات امنية مشددة في المنطقة فور وقوع العملية شملت منع المستوطنين في المنطقة من الخروج من منازلهم ساعات بعد انتهائها. ووقعت العملية في الساعة الخامسة والنصف فجر امس، واستمر الاشتباك نحو نصف ساعة من الزمن استخدم فيها الفدائيان اسلحتهما الرشاشة والقنابل اليدوية. وقالت مصادر اسرائيلية ان منفذا العملية هما من مخيمين للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة نابلس. وكانت المنطقة ذاتها شهدت في الاشهر الاخيرة اكثر من هجوم فلسطيني ومحاولات اقتحام مستوطنات وحواجز عسكرية. وجاءت العملية الفدائية في وقت كثفت فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات الدهم وحملات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين حيث يعتقل الجيش نحو 20 فلسطينيا كل 24 ساعة في المعدل. وتصف اسرائيل جميع هؤلاء بأنهم "مطلوبون" لها، في حين ترافق حملات الاعتقال عمليات ترويع للمواطنين الذين يفاجأون بوجود "قوات خاصة" اسرائيلية متنكرة بملابس مدينة في زاوية هنا او منزل هناك في وضح النهار او في الليل في المدن الفلسطينية المختلفة التي باتت مستباحة امام الدبابات وناقلات الجند والدوريات العسكرية الاسرائيلية. الى ذلك، هدمت سلطات الاحتلال منزل الشاب المعتقل عبد الله البرغوثي من بلدة بيت ريما والمتهم بتصنيع عبوات استخدمت في عمليات تفجيرية ضد اهداف اسرائيلية.