حققت القوات الاميركية -الكردية تقدماً كبيراً في اتجاه الموصل بعد سيطرتها ليل أول من أمس على جبال مقلوب التي تطل من على بعد 15 كلم على المدينة النفطية شمال العراق. في حين واصلت القوات الأميركية قصف تكريت، مسقط الرئيس صدام حسين، وهددت المدينة بمصير مماثل لبغدادوالبصرة. وقال الناطق باسم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" هوشيار زيباري انه ليل أول من أمس "وخلال تحركات مشتركة، سيطرت القوات الخاصة الاميركية والبيشمركة على جبال مقلوب التي تعتبر استراتيجياً الأهم التي تطل على الموصل". وتقع جبال مقلوب على بعد يراوح بين 15 و18 كيلومتراً شمال هذه المدينة كما اوضح زيباري في صلاح الدين، مقر "الحزب الديموقراطي الكردستاني" الذي يسيطر على القسم الشمالي الغربي من كردستان العراق. واضاف: "انه أحد أهم التطورات على الجبهة الشمالية". ولم يستبعد ان تشكل التطورات هذه تمهيداً لتقدم القوات الاميركية - الكردية في اتجاه الموصل. وقال: "لكن لن يحصل أي تقدم كردي من جانب واحد، او بشكل مستقل في اتجاه الموصل أو كركوك. ذلك قسم من استراتيجيتنا. نحن نعمل معاً الاميركيين وأي مرحلة اخرى ستتقرر بشكل مشترك". ويعتبر الأتراك ان لهم الحق تاريخياً في مراقبة وضع المدينتين النفطيتين شمال العراق عن كثب، ودخول المقاتلين الأكراد اليهما يمكن ان يؤدي الى توغل القوات التركية داخل كردستان العراق وهو ما يخشاه الاكراد. واضاف زيباري ان "معارك محدودة جرت لكن لم تكن هناك مقاومة كبيرة" من جانب العراقيين. وتابع: "كنا ابلغنا ان المنطقة تتمتع بدفاعات قوية… حصل بعض القصف الجوي في وقت سابق، لكن معارك محدودة جرت فقط … لقد تم التمكن من تجاوز المقاومة بسهولة، فوجئنا بالمقاومة القليلة وذلك يظهر تدهور معنويات القوات العراقية". وأكد المسؤول الكردي عدم وقوع ضحايا في صفوف القوات الاميركية والكردية، واصفاً هذه العملية "الأصعب" التي تتم على الجبهة الشمالية بانها كانت "ناجحة". وقال إن العراقيين خلفوا لدى تراجعهم "الكثير من المعدات، وتجهيزات من المضادات الارضية وذخائر". وفي موازاة ذلك، اضاف انه سجلت "زيادة في عدد الاتصالات" بين العراقيين المقيمين في الموصل وبغداد او كركوك وأعضاء المعارضة لا سيما المعارضة الكردية. واوضح زيباري ان الناس في هاتين المدينتين "الذين يحاولون فتح الاتصالات يرغبون في فتح مخرج استراتيجي لأنفسهم". واضاف ان "هذا التقدم في اتجاه الموصل يمكن تحديداً ان يسمح بذلك". وتابع: "لقد سجلت زيادة في هذه الاتصالات، ليس فقط من الشمال وانما مع اشخاص من غرب العراق وعشائر عربية سنية نافذة، ومن بغداد" ايضا. ومدينة الموصل التي يوجد فيها مطار كبير وقاعدة لاطلاق صواريخ تتعرض بانتظام لقصف من الطيران الاميركي منذ اندلاع الحرب في العراق. وقد عبرت القوات الاميركية - الكردية مساندة بدعم جوي للمرة الاولى الخط الفاصل بين كردستان العراق وبقية الاراضي العراقية قبل حوالى 15 يوماً بعد انسحاب القوات العراقية بدون معارك في اتجاه كركوك أولاً ثم الى الموصل. قصف تكريت ومع تراخي الدفاعات العراقية شمالاً وحسم معركة بغداد، أعلن الجيش الاميركي انه يتوقع ألا تختلف أي معركة للسيطرة على تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين عن المعارك الاخرى في حرب العراق المستمرة منذ 21 يوماً. وقال الناطق باسم قيادة التحالف الجنرال فينسنت بروكس في مؤتمر صحافي في مقر القيادة المركزية في قطر: "نتوقع أن يكون أي قتال هناك ... شبيهاً بما شهدناه في الاجزاء الاخرى من البلاد". وشنت طائرات قتالية اميركية غارات على مواقع عراقية حول تكريت على بعد مئتي كيلومتر عن بغداد. وقال الكابتن فرانك ثورب "في الساعات ال24 الأخيرة قمنا بغارات جوية متواصلة على اهداف عسكرية عراقية وأهداف للنظام في منطقة تكريت". وأضاف ان القوات الاميركية "تواصل تقدمها في اتجاه شمال" العاصمة العراقية، واصفاً تكريت بأنها "مدينة مهمة جداً للنظام العراقي". وقال: "اننا مستمرون في قصف تكريت ومدن اخرى في الشمال كما فعلنا في بغداد وفي الجنوب في البصرة والناصرية والنجف ومدن اخرى". واستطرد "ما زال الوقت مبكراً للغاية لتقييم المقاومة في تكريت إذ ان معظم العمليات في مثل هذا الوقت تجرى من الجو في اطار محاولتنا لتمهيد ارض المعارك". وأضاف ان قوات العمليات الخاصة والغارات الجوية الاميركية تستهدف مواقع القيادة والتحكم والقوات العراقية في تكريت حيث تتمركز فرقة "عدنان" من الحرس الجمهوري لصدام. واضاف "هذا تماماً مثلما شاهدتم جنوببغداد حين اشتبكنا مع قوات الحرس الجمهوري في الجنوب. في البداية كان الضرب من الجو لنمهد ارض المعركة. لكنني لا اقول اننا نضرب تشكيلات لأنني اعتقد اننا بدأنا نشهد تراجعاً هائلاً في قدرتهم على العمل بشكل منظم". وكان بروكس صرح أول من أمس ان القوات الاميركية تواصل الضغط على تكريت لمنع الوحدات الموالية لصدام حسين من الوصول الى هذه المدينة.