سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلير يتوقع معارك حاسمة مع الحرس الجمهوري وفرانكس يتحدث عن تقدم سريع وهائل ... والقوات العراقية تسقط "أباتشي" معارك طاحنة قرب النجف وكربلاء ... وقصف شديد على مدن الشمال
كشف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان قوات التحالف الاميركي البريطاني تطبق على بغداد وانها على بعد نحو 100 كيلومتر وبصدد الاشتباك الحاسم مع قوات الحرس الجمهوري الخاصة قرب كربلاء. موضحاً ان الهدف الاساسي هو التعجيل في نهاية صدام حسين. ومع استمرار جيوب المقاومة العراقية وصف قائد العمليات العسكرية الجنرال الاميركي تومي فرانكس تقدم قوات التحالف "بالسريع والهائل احياناً" وقال انه لم يفاجأ بالمقاومة العراقية. وكشف ان نحو 3 آلاف عسكري سلّموا انفسم وان آخرين رموا سلاحهم وغادروا ساحات القتال. وتأتي التصريحات الاميركية والبريطانية في وقت يرى خبراء ان شدة القصف الجوي الذي استهدف مدن عراقية شمالية قد يكون مقدمة لفتح جبهة برية جديدة، من اجل تشكيل فك الكماشة الثاني حول العاصمة العراقية. وشهدت خطوط التماس مع المناطق الكردية قصفاً هو الاول من نوعه استهدف المنطقة الفاصلة بين مدينة كركوك الاستراتيجية الغنية بالنفط وجمجمال في كردستان. وطاول القصف عمق مدينة الموصل، ويأتي بعد يوم من الاعلان عن انزال اميركي محدود في المناطق الكردية الخارجة عن سيطرة بغداد. وشهدت مناطق الوسط العراقي معارك طاحنة خصوصاً في كربلاء والنجف، شاركت فيها مروحيات من طراز "اباتشي" نجح العراقيون في اسقاط واحدة منها بحسب ما اعترفت وزارة الدفاع الاميركية. أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس ان قوات التحالف الاميركي - البريطاني باتت "على مسافة حوالي مئة كيلومتر جنوببغداد". وقال في كلمة امام مجلس العموم ان "الهدف الاساسي بالنسبة الينا" هو الوصول الى بغداد "في اسرع وقت ممكن للتعجيل في نهاية النظام". مضيفاً ان قوات التحالف تقترب من مواجهة حاسمة قرب بغداد، موضحاً ان "قوات التحالف التي يقودها الفيلق الاميركي الخامس هي الآن بينما نحن نتكلم على مسافة نحو 60 ميلاً جنوببغداد قرب كربلاء. وبعد هذه النقطة بقليل ستواجه فرقة المدينة التابعة للحرس الجمهوري... ستكون هذه لحظة حاسمة لأن الفرقة العراقية ستقاوم بشراسة". ووصف قائد العمليات العسكرية الاميركية في العراق الجنرال تومي فرانكس تقدم القوات الاميركية والبريطانية بالسريع و"هائل في بعض الاحيان" وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في مقره العام في قاعدة السيلية قطر ان القوات الاميركية والبريطانية واجهت "مقاومة متفرقة"، مشيراً الى انها "تعمدت الالتفاف حول" بعض المدن. وأضاف ان وحدات الحرس الجمهوري العراقي تعرضت لهجمات حول بغداد وستتعرض لمزيد من هذه الهجمات خلال الايام المقبلة موضحاً ان ضراوة القتال مع بعض الوحدات العراقية لا تمثل اي مفاجأة وان القوات المتحالفة خاضت بعضاً من المعارك الشرسة. وقال: "هناك اناس في الجيش العراقي سواء كانوا من قوات الحرس الجمهوري الخاصة او الفدائيين يدينون بقدر كبير من الولاء لهذا النظام". واعلن ان القوات الاميركية والبريطانية تحتجز "حوالى 3 آلاف أسير حرب عراقي". وقدّر ان يكون "العديد من الجنود العراقيين رموا سلاحهم بكل بساطة وغادروا" من دون ان يسلموا أنفسهم الى القوات الاميركية. وأكد فرانكس من جهة اخرى ان ثمة "اتصالات جارية مع بعض قادة وحدات" عراقية لبحث احتمال الاستسلام، مشيراً الى ان بعضهم لم يتخذ بعد القرار بالاستسلام بسبب "البلبلة" المخيمة. وامتنع قائد الحرب الاميركي عن نفي او تأكيد عثور القوات الاميركية على اسلحة كيماوية. لكنه قال ان من المبكر جداً توقع مثل هذه الاكتشافات. الجبهة الشمالية أغارت القوات الاميركية صباح أمس على المواقع العراقية الواقعة على طول المنطقة التي تفصل مدينة كركوك الاستراتيجية عن جمجمال كردستان العراق وهو ما يدل الى قرب فتح جبهة شمالية في الهجوم الاميركي - البريطاني. وقبل الساعة السابعة صباحاً توقيت غرينيتش سمع هدير طائرات تحلق فوق المنطقة وشوهدت ستة انفجارات قوية على سلسلة الجبال التي يسيطر عليها الجيش العراقي على بعد كيلومتر ونصف كيلومتر من جمجمال البلدة التي يسيطر عليها "الاتحاد الوطني الكردستاني". وأدى الانفجار الشديد الى تناثر زجاج مبان في جمجمال، وشوهدت قوات عراقية تتنقل من ملجأ محصن الى آخر، وسط سحب دخان. واشار مسؤولون اكراد كذلك الى قصف قرب الموصل وقرب اربيل. وسمع أمس دوي انفجارات من منطقة بيردود على الخط الفاصل بين الاكراد "الحكم الذاتي" وبقية العراق، بحسب ما أفاد العديد من الاشخاص في محافظة اربيل. واشار أشخاص آخرون في اتصالات هاتفية من اربيل 40 كلم شرق كلك و20 كلم شمال بيردود الى حصول ثمانية انفجارات بالتحديد من منطقة بيردود، بعد مرور الطائرات الاميركية. وتضم منطقة بيردود آخر مقرات السيطرة العراقية على الخط الفاصل الكردي في اتجاه مدينة كركوك، المدينة النفطية التي تقع على بعد 80 كيلومتراً في الجنوب الشرقي من الجانب الذي تسيطر عليه العراق . وقال مسؤول محلي في "الاتحاد الوطني الكردستاني": "انه تحذير للعراقيين المرابطين على الهضبة لقد حان الوقت ان يرحلوا لأن دورنا جاء". وسارع العديد من سكان المنطقة الذين تعودوا على الضرب من طرف العراقيين وليس ان يضربوا هم، الخروج من منازلهم لمشاهدة القصف. وهي المرة الاولى التي يستهدف القصف الاميركي فيها هذه المنطقة في جبهة شمال العراق الحاسمة منذ بدء الحرب الخميس الماضي. وباتت جمجمال التي تقع على بعد اربعين كيلومتراً شرق مدينة كركوك والتي يبلغ عدد سكانها عادة عشرة آلاف نسمة مدينة أشباح بعدما نزح سكانها الخائفون من معارك محتملة على خط الجبهة بكثرة. وتقع كركوك في الاراضي التي تسيطر عليها بغداد على مسافة 250 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية، وهي مدينة مبنية على احتياط من الذهب الاسود، حيث يضخ حوالى ثلث النفط العراقي ويبلغ عدد سكانها نحو 190 ألف نسمة. ودفع قصف أمس موجة اخرى من السكان الى مغادرة المدينة في اتجاه مناطق أكثر أماناً بعيداً عن الجبهة. ومعظم الذين بقوا هناك هم رجال مسلحون يحرسون منازلهم ومقاتلو "الاتحاد الوطني الكردستاني". ووصل عدد كبير من القوات الخاصة الاميركية ليل السبت - الاحد الماضي الى منطقة في كردستان العراق تسيطر عليها قوات "الاتحاد الوطني الكردستاني" بحسب ما افاد شهود عيان أوضحوا ان طائرة على الاقل تنقل جنوداً والعديد من المروحيات وصلت ليلاً. وقال عدد من سكان المنطقة يقيمون قرب مدرج "بكراجو ان طائرة على الاقل و11 مروحية حطت ليلاً وانها كانت مليئة بالجنود. وكانت اربع طائرات هبطت السبت الماضي في المدرج ذاته ناقلة "عشرات" العناصر من القوات الاميركية الخاصة التي تستعد "للانتشار في المنطقة". وتقاتل القوات الاميركية ومقاتلو "الاتحاد الوطني الكردستاني" جنباً الى جنب ضد عناصر مجموعة "الانصار" الاسلامية التي اعتصمت في منطقة جبلية صغيرة تقع بين حلبجة والحدود الايرانية. ويقول المسؤولون الاكراد انهم يأملون بإرسال القوات الاميركية الى حلبجة حتى يتم القضاء على هذه المجموعة الاسلامية قبل الهجوم على كركوك التي تسيطر عليها بغداد. ومنذ نهاية حرب الخليج في 1991 تسيطر حركتان كرديتان عراقيتان على كردستان العراق في الشمال والحركة الثانية هي "الحزب الديموقراطي الكردستاني" الذي يتخذ من أربيل مقراً له. بغداد وفي بغداد، قال محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي ان القوات الاميركية أنزلت مروحيات قرب كركوك أول من أمس لكنها اجبرت على التقهقر. ولم ترد على الفور تأكيدات من مسؤولين أميركيين. وهناك تكهنات كذلك بأن فرقاً صغيرة قد تحاول العبور الى العراق قريباً لتأمين حقول النفط ومنع قوات صدام من إحراقها لدى تقهقرها. وأضاف: "امس الاحد حاولوا انزال مرتزقة قرب النجف وكربلاء لكننا حاصرناهم وهربوا. وحاولوا الشيء نفسه في الشمال قرب كركوك لكننا لاحقناهم وهربوا". واستهدفت غارات جوية صباح أمس ايضاً مدينة الموصل شمال العراق. وكانت ثلاث غارات استهدفت المدينة في ساعات الصباح الاولى تصدت لاثنتين منها المضادات العراقية. وارتفعت سحب من الدخان الاسود فوق بعض انحاء المدينة. وكانت الموصل تعرضت لسلسلة غارات الاحد وفي الليلة السابقة. وتقع الموصل على نهر دجلة قرب آثار نينوى في الشمال العراقي ويسكنها قرابة مليوني نسمة معظمهم من الاكراد. إسقاط مروحية وأسقطت القوات العراقية مروحيتين أميركيتين من نوع "أباتشي". وقال الصحاف ان صوراً لطياريهما قد تُبث. وأوضح "ان عدداً صغيراً من الفلاحين أسقطوا مروحيتي أباتشي وأظهرنا صور إحداها على التلفزيون العراقي". وأكدت القيادة الاميركية المركزية في قطر من جهتها سقوط مروحية هجومية واحدة في العراق. وبث التلفزيون العراقي الرسمي صور "أباتشي" في أحد الحقول مؤكداً انها اسقطت في كربلاء على بعد حوالى 80 كلم الى جنوببغداد. وعرض التلفزيون صور لخوذتي الطيارين وصندوق صغير متروك قرب المروحية، ولكن التلفزيون العراقي لم يقل اي شيء عن مصير طاقمها. واكد التلفزيون ان "المروحية أُسقطت من خلال بندقية مقاتل بطل، هو الفلاح علي عويد من كربلاء". وأكد الفلاح ذو اللحية البيضاء والذي حمل بفخر بندقيته القديمة بأنه أسقط مروحية ثانية من الطراز ذاته في مكان ليس ببعيد عن المروحية الاولى ولكن التلفزيون لم يبث أي صور تدعم أقواله. وفي الصور بدا مدنيون عراقيون يرقصون رقصات تقليدية وهم يهتفون بشعارات نصر الرئيس العراقي صدام حسين حول هيكل الطائرة. وبدت الطائرة وقد حطّت على بطنها من دون ان تخرج نظام هبوطها لكن لم تظهر اي أضرار اخرى على هيكلها. وقال مراسل لشبكة تلفزيون "سي ان ان" يرافق وحدة مروحيات عسكرية أميركية ان سرب "أباتشي" خاض معركة كبيرة جنوببغداد أمس في اطار القتال الذي يقترب من العاصمة العراقية. وقال المراسل الذي يرافق فوج المروحيات الهجومية الحادي عشر التابع للفيلق الخامس في الجيش الاميركي ان وحدة ال"أباتشي" شنت هجوماً ليلاً استهدف وحدات من الحرس الجمهوري العراقي. ووقعت في "عش للدبابير تمثل في وابل من نيران الدفاع الجوي" قرب مدينة كربلاء 110 كيلومترات جنوب غربي بغداد. وأضاف: "كل ما استطاعوا فعله الطيارون هو الدفاع عن انفسهم. لم يتمكنوا من تحقيق العديد من أهدافهم... كان عليهم الرد على النيران والخروج من الموقف. ورأى ما بين 10 ثقوب و30 ثقباً من أثر الطلقات في هيكل المروحيات التي اشتركت في المعركة ونوافذها. ويجري العمل الآن للتأكد من ان تلك الطائرات تستطيع الطيران مجدداً. وتظهر الثقوب التي أُصيبت بها النوافذ الامامية للطائرات ان الطلقات أخطأت بالكاد رؤوس الطيارين. وقال مراسل الشبكة التلفزيونية ان قاذفة صاروخية أصابت احدى طائرات الاباتشي ما ادى الى نزع جزء من محركيها. واستطرد قائلاً: "عادوا الطيارون وهم يشعرون بالذهول والانبهار والصدمة الى حد ما... لم يصدقوا ان كل هذه النيران يمكن ان تكون هناك. وكانت تلك هي التجربة الاولى للعديد منهم في القتال الحقيقي لذا أدت الى نوع من المشكلات والصدمات". وطائرة ال"أباتشي اي اتش-64" هي أحدث مروحية هجومية لدى الجيش الاميركي ومتخصصة بتدمير الدبابات. ويقودها طاقم من شخصين. الصحاف وأعلن الصحاف أمس ان العراق أسر أميركيين وبريطانيين غير اولئك الذين ظهروا امس على التلفزيون العراقي وان صورهم قد تبث. وقال الصحاف خلال مؤتمر صحافي: "يوم امس كان اسود بالنسبة للجحافل الاميركيين والبريطانيين... وقع في الأسر عدد آخر من مرتزقة الاميركيين والبريطانيين وربما سنعرض بعضاً من هؤلاء" من دون اعطاء توضيحات اخرى.