وزعت الولاياتالمتحدة أمس مسودة جديدة لمشروع القرار الخاص بالعراق يحدد الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر موعداً نهائياً لتحديد جدول زمني لعملية نقل السلطة الى العراقيين. وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن واشنطن وزعت مشروع القرار الجديد بصورة غير رسمية على أعضاء المجلس الآخرين في بداية الاسبوع، لكن لم يحدد اي موعد لاجراء تصويت على النص الجديد او حتى لتقديمه رسميا. فيما أكدت مصادر دبلوماسية متطابقة في الاممالمتحدة ان المشروع الاميركي المعدل كان من المفروض أن يعرض رسمياً على مجلس الامن أمس، وأوضحت انه كان من المفروض عرض "المشروع بعد المشاورات المتعلقة بأفغانستان". وأعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان أمس ان هناك "تقدماً" في المسودة الجديدة للقرار الاميركي حول العراق، مؤكدا ان فرنسا ستدرسها بشكل أعمق. وقال: "هناك تقدم مقارنة مع النص السابق. السؤال الحقيقي هو ما اذا كان هذا التقدم كافياً لمعالجة الوضع في العراق. ولهذا السبب نرغب أولاً في تحليل هذا النص بعمق أكبر". ولم تكن الصيغة السابقة لمشروع القرار تتضمن تحديد موعد نهائي أو حدود زمنية لنقل السلطة، فيما يتضمن المشروع الجديد تحديداً للموعد الذي يقدم فيه مجلس الحكم العراقي جدولاً زمنياً لعملية نقل السلطة. وجاءت تصريحات دوفيلبان بعد أن أكد ديبلوماسيون مشاركون في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أمس انه سيتم عرض المسودة الجديدة للقرار الاميركي حول العراق على مجلس الأمن الدولي بدعم من اسبانيا وبريطانيا لكسب تأييد دولي أكبر لمهمة حفظ السلام وإعمار العراق. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر أكدا ليلة الأحد انهما يريدان الاطلاع على تفاصيل الصيغة الجديدة للقرار الاميركي بشأن العراق في الاممالمتحدة قبل الاعلان عن أي موقف. وكان شيراك وشرودر رفضا صيغاً سابقة للنص الاميركي الذي يهدف الى الحصول على أكبر دعم ممكن من الأسرة الدولية في إحلال الأمن وإعادة إعمار العراق. وقال شيراك: "نحن بانتظار الاطلاع على القرار الذي بلغنا بعض تفاصيله". واضاف: "نريد رؤية القرار والاطلاع عليه قبل ان نعلن موقفاً". من جهته، أكد شرودر انه من "المهم" إعطاء الشعب العراقي "آفاقاً للديموقراطية والاستقرار" والتأكيد ان نجاح عملية التطبيع في العراق تخدم مصلحة الجميع. وبعد ان اكد ان الصيغة الاخيرة لمشروع القرار كانت "غير كافية وجزئية"، عبر المستشار الالماني عن امله في ان يؤمن النص الجديد "دفعاً جديداً" للوضع. وتريد المانياوفرنسا ان تلعب الاممالمتحدة دوراً أساسياً في عملية لنقل السلطات بسرعة في العراق، حيث تتعرض القوات الاميركية والبريطانية لهجمات شبه يومية. وطبقاً لمصدر في الاتحاد الاوروبي أبلغ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو نظراءه أمس بالمسودة الجديدة وأكد أنه تمت مراجعتها من قبل الولاياتالمتحدة وجرت عليها تغييرات اقترحتها اسبانيا وبريطانيا. وقال سترو لنظرائه ان مدريد ولندن "حاولتا دمج تعليقات شركائنا". ورفض مسؤولون بريطانيون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول ما دار بين سترو ونظرائه بهذا الخصوص.