تمكنت مجموعة فلسطينية مكونة من اثنين من المجاهدين ينتميان لألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح» وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قد تمكنت مساء السبت الماضي من نصب كمين لسيارات المستعمرين وجيش الاحتلال على طريق كيسوفيم الاحتلالي ولدى مرور احدى سيارات المستعمرين على الطريق قاموا بمهاجمتها والاشتباك مع جنود الاحتلال مما ادى إلى مقتل اثنين من المستعمرين واصابة ثمانية آخرين وصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة. وقد اعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية أن من بين المصابين في الهجوم عامي شكيد المسؤول الأمني عن مجلس مستعمرات «غوش قطيف»، مشيرة إلى أن إصابته طفيفة. هذا واستشهد خلال الهجوم المنفذون وهما يحيى الريس أبو طه (21 عاما) من مدينة رفح عضو في سرايا القدس وطارق سليم ياسين (22 عاما) من حي الزيتون بمدينة غزة عضو في شهداء الأقصى. وسلمت قوات الاحتلال صباح أمس جثماني الشهيدين إلى الجانب الفلسطيني بعد اجراء تنسيق مع الارتباط العسكري الفلسطيني وتم نقل جثماني الشهيدين إلى مستشفى ناصر بمدينة خانيونس ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار بمدينة رفح. وأكدت مصادر طبية أن الشهيدين استشهدا نتيجة إصابتهما بعدة طلقات بالإضافة إلى حدوث تشوهات في جسديهما. في غضون ذلك أعلنت كل من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين التزامهم الكامل بالتهدئة المتفق عليها فلسطينيا . وأكدت الفصائل الثلاثة في مؤتمر صحفي عقد بمدينة خانيونس فجر أمس الأحد على أن العملية تأتي ردا على سياسة الاغتيالات التي تنفذها حكومة الاحتلال ضد المقاومين الفلسطينيين والتي كان آخرها استهداف نشطاء من كتائب الأقصى وعز الدين القسام في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة . وهددت فصائل المقاومة قوات الاحتلال من الإقدام على أي عمل ارعن ضد المقاومين أو المدنيين الفلسطينيين لأنها سترد بقوة وبدون رحمة على كل الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ، فنحن ندافع عن أنفسنا وعن أبنائنا من كل أنوع العدوان والإرهاب . وتطرق أحد المتحدثين إلى تفاصيل العملية قائلا «ان العملية تعتبر من العلميات المعقدة والمركبة وتم الإعداد لها جيدا حيث تمكن اثنان من المجاهدين من اقتحام المنطقة العسكرية الإسرائيلية والاختباء فيها وبعد ذلك قاما بإطلاق النار على الدوريات الإسرائيلية وسيارات المستعمرين في نفس الوقت الذي كانت فيه وحدات الإسناد تقوم بقصف الموقع بقذائف الهاون وبقذائف الأر بي جي ما أدى إلى وقوع العديد من الجنود والمستعمرين بين قتيل وجريح. من جانبه أكد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بمدينة غزة أن عملية كيسوفيم الاستشهادية المشتركة تأتي في سياق إعادة تصويب المسار الفلسطيني المقاوم ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وردا على جرائم الاغتيال التي نفذها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني خاصة بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها غزة الأسبوع الماضي واغتيال مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب الأقصى، مؤكدا أن العملية لا تعد خرقا للتهدئة وأن المقاومة سترد على خروقات الاحتلال كلما أتيحت لها الفرصة. وأكد في تصريح له على أن التهدئة ليست مقدسة وحكومة تل أبيب لا تلتزم باتفاق القاهرة بل تواصل عمليات التجريف والقتل و بناء جدار الفصل العنصري ونحن لا يمكن أن نقف مراقبين ومتفرجين على إراقة الدم الفلسطيني. كما قصفت قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مستعمرة «نفيه ديكاليم» غربي مخيم خانيونس منازل المواطنين في مناطق الحي النمساوي والمخيم الغربي وحي الأمل بالاسلحة الرشاشة الثقيلة بصورة عشوائية ومكثفة مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة فيها الا انه لم يبلغ عن وقوع اصابات في صفوف المواطنين. كما أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في مستعمرة «نيتسر حزاني» شمال خانيونس نيران رشاشاتها الثقيلة صوب منازل المواطنين وممتلكاتهم غربي بلدة القرارة المحاذية للمستعمرة. على صعيد آخر ادعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقالها مساء السبت فلسطينيا تسلل من غزة كان يحمل حزاما ناسفا قرب مستعمرة «نير عام» جنوب دولة الاحتلال لتنفيذ عملية استشهادية. وذكرت مصادر امنية اسرائيلية ان قوة اسرائيلية اكتشفت ثغرة في الجدار الالكتروني المحيط بقطاع غزة قامت على اثرها بأعمال تمشيط واسع ادت إلى اعتقال احد سكان غزة وقد حمل على جسده حزاما ناسفا معدا للتفجير وقام خبراء متفجرات بتفجير الحزام الناسف الذي بلغ وزنه خمسة كيلو غرامات تحت السيطرة، مضيفة ان الشاب كان ينتظر احد سكان مدينة يافا ليقله إلى هدفه حيث من المفترض ان يفجر نفسه . واعتبرت المصادر الاسرائيلية الامر مؤشرا خطيرا لما سيحدث عند اتمام الانسحاب من غزة. واوضحت ان الشاب المعتقل يدعى جهاد شحادة -81 عاما- من مخيم جباليا للاجئئين شمال القطاع وهو ابن أخ الشيخ القائد صلاح شحادة احد قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس والذي اغتالته إسرائيل قبل عامين، وادعت نفس المصادر ان جهاد اعترف خلال التحقيق معه بان الشخص الذي أرسله لتنفيذ العملية يدعى سالم ثابت من كتائب شهداء الأقصى في غزة. واشارت المصادر ان جهاز المخابرات العامة الاسرائيلي (الشاباك) اعتقل فلسطينياً متزوجا من مواطنة عربية اسرائيلية في منزل اقاربه في مدينة يافا ويشتبه فيه بتقديم المساعدة للفلسطيني . هذا ونفت كتائب شهداء الأقصى هذه الادعاءات التي أصدرتها قوات الاحتلال بخصوص اعتقال احد مقاوميها أثناء محاولته التسلل للأراضي المحتلة عام 1948 واعتبرتها ادعاءات باطلة. إلى ذلك هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس الفلسطينيين برد عسكري «من نوع جديد» اثر هجوم في قطاع غزة اسفر عن مقتل زوجين اسرائيليين. وقال شارون خلال اجتماع مجلس الوزراء «ابلغت وزيرة الخارجية الاميركية (كوندوليزا رايس) انه ستكون هناك ردود من نوع اخر تضاف إلى التدابير المشددة، سواء خلال الانسحاب او بعد اخلاء قطاع غزة اذا ما نفذت هجمات ارهابية». ونقلت الاذاعة العامة تصريحات شارون الذي لم يوضح طبيعة «الرد من نوع جديد» الذي تحدث عنه. وأضاف شارون ان «اسرائيل لن تنصاع للارهاب. اوضحت لوزيرة الخارجية الاميركية انه تم اعطاء تعليمات وان الجيش الاسرائيلي سيرد بقوة على الارهاب».