رغم تسريب الحكومة الاسرائيلية أن ردها على هجوم حيفا "سيكون "محدودا"، الا ان واقع الحال لم يكن كذلك، اذ اجتاحت قوات الاحتلال مخيم جباليا شمال قطاع غزة ونفذت مذبحة خلّفت 11 شهيداً و147 جريحاً ودماراً فادحاً، اضافة الى الحصار التام الذي فرضته على كامل الاراضي الفلسطينية. وسارعت "كتائب عز الدين القسام" التابعة ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس بالرد بصواريخ "قسام" استهدفت بلدة سديروت جنوب اسرائيل من دون وقوع جرحى او اضرار. راجع ص 6 و7 وفيما عبر الرئيس جورج بوش عن "قلقه الشديد" ازاء مقتل فلسطينيين "أبرياء" في العمليات الاسرائيلية، دانت القيادة الفلسطينية "الجريمة النكراء" و"الإرهاب المنظم" في جباليا، محذرة من ان استمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية سيؤدي الى وضع "لا تحمد عقباه". اما باريس، فأشارت الى انها "تتفهم ألم" الاسرائيليين بسبب هجوم حيفا، الا انها "تأسف للرد" الاسرائيلي. في هذه الاجواء، حمّل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان واشنطن مسؤولية عدم اصدار "خريطة الطريق" لتسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، وقال في مقابلة اجرتها معه "الحياة" انه خلال لقاء اعضاء اللجنة الرباعية في واشنطن قبل اكثر من شهرين "كنا نأمل باصدار الخريطة رسميا، الا ان الولاياتالمتحدة لم تكن مستعدة لذلك، وبما اننا نعمل بتوافق الآراء عجزنا عن اصدارها وحدنا". وجاء الاجتياح الاسرائيلي لمخيم جباليا امس ليعيد الاراضي الفلسطينية الى دائرة الفعل وردات الفعل والانتقام، وذلك بعد مرور شهرين من الهدوء توقفت خلالهما الفصائل الفلسطينية عن شن هجمات داخل اسرائيل، فيما واصل الجيش الاسرائيلي عدوانه الذي استهدف اخيراً مخيم البريج وقبله مخيم رفح في قطاع غزة. ورغم ان اياً من الفصائل الفلسطينية لم يعلن مسؤوليته عن هجوم حيفا، الا ان مصادر عسكرية اسرائيلية كشفت ان منفذ العملية هو محمود عمران القواسمي 20 عاماً الذي يتحدر من الخليل. واشارت الى انه ترك رسالة مكتوبة بخط اليد توضح الدوافع، مضيفة ان له علاقات مع "حماس". وفي وقت لاحق، دهمت القوات الاسرائيلية منزل عائلة القواسمي واعتقلت الوالد وابنيه. من جهة اخرى، أعدمت قوات الاحتلال بدم بارد احد ناشطي حركة "الجهاد الاسلامي" في مدينة بيت لحم فجر امس. وتوفي مسن فلسطيني متأثراً بجراح اصيب بها قبل نحو شهر خلال عملية للجيش الاسرائيلي في مدينة غزة، كما استشهدت فلسطينية في الخمسين من العمر، وهي أم لعشرة أولاد، برصاص الجنود في باحة منزلها في قرية قرب جنين عندما اقتحم الجنود القرية. وفي وقت لاحق، استشهد فتى فلسطيني خلال مواجهات مع الجيش في نابلس. وبذلك ارتفع عدد الشهداء امس الى 15 شهيداً.