عشية القمة الاسلامية في الدوحة تمثل التطور الأبرز امس بإجماع دول مجلس التعاون الخليجي الست على "ضرورة طرح" مبادرة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "في الإطار العربي لمناقشتها وتقويمها". ومعلوم ان المبادرة تدعو الى تنحي القيادة العراقية ووضع العراق تحت اشراف الجامعة العربية والامم المتحدة. وتحادث الشيخ زايد هاتفياً أمس مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وتلقى اتصالاً هاتفياً من الشيخ صباح الاحمد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي. واكدت مصادر اماراتية ان الشيخ زايد والأمير عبدالله استعرضا نتائج قمة شرم الشيخ والقرارات الصادرة عنها، وتبادلا الرأي في المستجدات الراهنة في المنطقة. ولفتت الى ان البحث في الاتصالين الهاتفيين بين الشيخ زايد وكل من الأمير عبدالله والشيخ صباح الأحمد تركزت على مبادرة الامارات التي قُدّمت الى القمة العربية. وأكدت المصادر ان السعودية والكويت أبدتا "تأييداً مطلقاً للمبادرة"، والاستعداد لتأييدها في المحافل العربية والدولية "كونها تأتي في اطار البحث عن حل سلمي يجنّب شعب العراق والمنطقة ويلات الحرب". وشكل الاتصال بين الشيخ زايد وولي العهد السعودي ونائب رئيس الوزراء الكويتي استمراراً للقاء المباشر الذي تم بين رئيس دولة الامارات وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في ابوظبي ليل الاحد، والتي "تركزت على افكار الشيخ زايد" ونتائج القمة العربية. وقد أكد ملك البحرين ان "افكار الشيخ زايد تشكّل المخرج العربي الوحيد لصون العراق، ونصيحة صادقة للقيادة العراقية ولها حرية التعامل معها". وفيما دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم في الدوحة أمس الى مناقشة المبادرة عربياً، قال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحافي ان هذا الموقف الخليجي "لا يتناقض مع القمة العربية"، مشيراً الى ان المبادرة "مهمة وجديرة بالدرس، وتعبر عن حرص الشيخ زايد على الامة العربية والشعب العراقي". ونفى الوزير القطري ان تكون بلاده رفضت "ميثاق إصلاح الوضع العربي" الذي اقترحه ولي العهد السعودي، وقال ان "الأمير عبدالله حريص على ان يقدم بصدق كل ما يجول في نفسه وما يهم الشارع العربي ويؤدي الى لمّ الشمل العربي". وشدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون ونظراؤهم في الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم امس في الدوحة على الحل السلمي للأزمة العراقية، ودعوا بغداد للانصياع للقرارات الدولية. وأشار البيان الخليجي - الأوروبي الى ان الامارات عرضت مبادرة الشيخ زايد على الاتحاد الأوروبي. وذكرت مصادر مطلعة ان فرنسا والمانيا تفضلان عدم اتخاذ الاتحاد الأوروبي موقف من هذه المبادرة في الوقت الحالي.