وصل الى مسقط أمس أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعد ساعات على مغادرة الرئيس المصري حسني مبارك العاصمة العمانية، فيما زار ولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله أبوظبي. والتقى الشيخ سعد خلال زيارته القصيرة لأبوظبي أمس رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتهنئته بسلامة العودة الى بلاده بعدما خضع لعملية جراحية في أميركا. وأوضحت مصادر مطلعة ان الشيخ زايد وولي العهد الكويتي بحثا في تطورات الوضع في منطقة الخليج والشرق الأوسط، والتحركات الجارية لتحقيق التضامن العربي. كما أجرى الشيخ سعد العبدالله محادثات مع الشيخ خليفة بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، الذي كان مع كبار المسؤولين الاماراتيين في وداع ولي العهد في المطار. وركزت المحادثات على العلاقات الاماراتية - الكويتية والتطورات في ضوء المستجدات العربية، اضافة الى أوضاع الخليج. وأكد الشيخ خليفة بن زايد عمق العلاقات بين البلدين في اطار مجلس التعاون وبما يصيب في تحقيق التضامن العربي. ولفتت مصادر خليجية الى أن زيارة ولي العهد الكويتيلأبوظبي تكتسب أهمية نظراً الى كونها تأتي على رغم انشغال الشيخ سعد بمسألة التغيير الحكومي في الكويت. وقالت ان حرص الشيخ سعد على زيارة الشيخ زايد وتهنئته بسلامة العودة يعكس تقديراً خاصاً لمواقف الامارات من التطورات الأخيرة في المنطقة. وكانت الامارات دانت بشدة دعوة نجل الرئيس العراقي عدي صدام حسين الى إعادة رسم خريطة "العراق الكبير" لتضم الكويت. وقدّرت الكويت الموقف الاماراتي من التصريحات العراقية على رغم التحسن الأخير في العلاقات الاماراتية - العراقية، وإعادة تشغيل سفارتي البلدين في بغدادوأبوظبي الصيف الماضي. ولفتت المصادر الى أن زيارة الشيخ سعد أبوظبي جاءت في وقت تشهد المنطقة تحركات عراقية. وتوقعت اتصالات مكثفة في شأن القمة العربية المرتقبة في عمان، والحديث عن عودة العراق الى الصف العربي. الى ذلك، وصل الى مسقط مساء أمس أمير قطر، في بداية زيارة خاصة تستمر بضعة أيام، وكان في استقباله السلطان قابوس بن سعيد. وستتناول المحادثات بين الجانبين "العلاقات المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها". وتعد هذه الزيارة الأولى لأمير قطر الى سلطنة عُمان، منذ مشاركته في القمة الخليجية في مسقط عام 1995، ورداً على زيارة قابوس الدوحة في الربع الأخير من العام الماضي. وتشير مصادر مطلعة الى ان زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تكتسب أهمية، اذ تأتي بعد أربع وعشرين ساعة على اختتام زيارة مماثلة قام بها الرئيس المصري حسني مبارك، وسط حديث عن وساطة مصرية لتحقيق تقارب بين الدول الخليجية والعراق، وبعد تحرك قطري في الاتجاه ذاته. وذكرت مصادر عمانية مطلعة ان الشيخ حمد سيعرض مع السلطان قابوس العلاقات الخليجية والتطورات في المنطقة مع ظهور بوادر مواجهة بين بغداد والادارة الأميركية الجديدة.