"قطف" الهلال البطاقة الثانية لنهائي مسابقة كأس ولي العهد السعودي لكرة القدم، بعدما أكرم وفادة ضيفه اتحاد جدة بهدفين احرزهما سامي الجابر في الدقيقة التاسعة، والكاميروني باتريك سوفو 65. ويلتقي الهلال في النهائي مع أهلي جدة حامل اللقب، الذي فاز على النصر بركلات الترجيح 5-4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1. وقدم الفريقان مباراة قوية، ودانت السيطرة في مستهلها للاتحاديين، إلا ان خطة مدرب الهلال، الهولندي اد دو موس تنبهت لمكامن الخطورة عند "العميد"، إذ اوعز الى مدافعيه الأربعة عبدالله الشريدة وأحمد خليل وخالد عزيز وبندر المطيري بتحصين الخط الخلفي من دون الإلتفات الى المؤازرة من ناحية الظهيرين، ما ساعد في القضاء على خطورة الاتحاديين، وبالتالي فشل مهاجمهم حمزة ادريس في التخلّص من المراقبة اللصيقة التي فرضها عليه عبدالله الشريدة وخليل. وكان اللافت إبقاء مدرب الاتحاد البرازيلي جوزيه اوسكار المهاجمَين مرزوق العتيبي والحسن اليامي الى جانبه، ولم يشركهما إلا في منتصف الشوط الثاني اي بعد "خراب البصرة". ونقم الاتحاديون على اوسكار كثيراً، ويبدو ان قراراً بترحيله صدر عقب المباراة مباشرة، وإسناد مهماته الى مواطنه بيدرو، في حين كان دو موس محط الإعجاب والتقدير إذ نجح في التعامل مع المعطيات الميدانية، على رغم ان الإصابات التي تعرّض لها الجابر وسيدي بدرا "خربطت" التوازنات قليلاً، لكنه استدرك الموقف بإشراكه نواف التمياط الذي كانت له يد في تعزيز الهلال تقدمه بهدف ثانٍ. وكشف دو موس ان مفتاح الفوز الأساس هو "درسنا الاتحاد جيداً، ووضعنا الخطة المناسبة على رغم افتقادنا لأندريه كانتشلكيس وعدم جاهزية التمياط في شكل كبير، اضافة الى اصابة الجابر اثناء المباراة، لكن اللاعبين نجحوا في تطبيق التعليمات في شكل مثير للإعجاب". ولم يقلل دو موس من مستوى الاتحاد وقوة شكيمته "تغلبنا على فريق صعب المراس، وعلينا التطلع منذ الآن الى المباراة النهائية". ميدانياً، كان لاعب وسط الهلال عبدالعزيز الخثران ومدافعه عبدالله الشريدة افضل عناصر المباراة، وأنقذ الأول مرمى فريقه من هدفين محققين، وهو عزا تألقه الى تعاون زملائه، وجاءت عودة الجابر مثمرة إذ زاول هوايته في التسجيل في مرمى "العميد" على غرار ما فعله في مسابقة الدوري. وظهر صالح الصقري صانع ألعاب ممتازاً في صفوف الاتحاد، وبرز المدافع اسامة المولد، في حين واصل قائد الفريق باسم اليامي تقديم العروض المتدنية، وتلّهى في مماحكة الهلاليين ومناقشة الحكم والاعتراض على قراراته. وكانت المباراة بدأت في شكل حذر، ونجاح الجابر في كسر فترة جس النبض عندما تابع كرة سددها فيصل الصالح ارتدت من حارس مرمى الاتحاد مبروك زايد، فكان لها بالمرصاد وسددها في المرمى. واستمر الوضع في مصلحة الاتحاد طوال الشوط الأول مع اعتماد الهلال على الهجمات المرتدة التي شكلت قلقاً واضحاً للمدافعين. ونسج الاتحاد على المنوال ذاته طوال الشوط الثاني، لكن هدف التفوق الهلالي وأد الهمة، وزاد من الروح المعنوية لدى لاعبي "الزعيم"، الذين بعد اطمئنانهم الى تفوقهم، قدم الثلاثي الشلهوب وسوفو والتمياط عروضاً ممتازة في "فنون" الألعاب الفردية، وكاد الأخير ان يسجل هدفاً ثالثاً لكنه أخطأ المرمى بعدما تلاعب بمدافع الاتحاد اسامة المولد.