انتزع الهلال أول من أمس فوزاً مثيراً من ضيفه الاتحاد 2 -صفر أمام نحو 5 آلاف متفرج على ستاد الملك فهد في الرياض، وتأهل الى نهائي بطولة كأس ولي العهد لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي ليقابل الشباب في مباراة لم يحدد موعدها ومكانها. وأحرز هدفي الهلال عبدالله الجمعان د48 ونواف التمياط 75، قبل أن يضيع عبدالله الشريدة وسامي الجابر ركلتي جزاء، احتسبهما حكم اللقاء للهلال. وظهر لاعبو الهلال بمستوى جيد في الشوط الثاني وتمكنوا من الوصول بفعالية الى مرمى الاتحاد، واختراق التحصينات الدفاعية التي فرضها مدرب الاتحاد البرازيلي بيدرو أمام مرمى فريقه. وعلى رغم أن الاتحاد افتقد الى خدمات المدافع أحمد جميل ولاعبي الوسط صالح الصقري والايطالي روبرتو دونادوني والمهاجمين الحسن اليامي وحمزة ادريس الذي اختير الأسبوع الماضي أفضل مهاجم آسيوي عن شهر آذار مارس، الا أن أصحاب القمصان المقلمة فعلوا ما يمكن فعله قياساً على ظروفهم، وتمكنوا من مجاراة الهلال في غالبية فترات اللقاء. ولم يكن بيدرو موفقاً عندما اختار في تشكيلته المهاجم المغربي رضوان العلالي الذي أخّر بجهود الاتحاد الهجومية من خلال عدم جاهزيته للقاء، وتورطه المستمر في مصيدة التسلل الهلالية خصوصاً أن العلالي لم يلعب للفريق منذ 3 أشهر اثر تعرضه للاصابة أمام الزوراء العراقي في بطولة الأندية الآسيوية. وفوّت بيدرو على فريقه الاستفادة من مجهودات البرازيلي ديرسي والشاب محمد حيدر في خط الهجوم اللذين يملكان قدرات هجومية تفوق قدرات العلالي. ونجح مدرب الهلال الروماني يوردانسكو في استغلال تقدم فريقه بالهدف الأول، وتخلى الاتحاد عن تكتله الدفاعي ووجه لاعبيه الى الاختراق المباشر من العمق والاستفادة من مهارات الجابر والجمعان ثم التمياط لاحقاً، خصوصاً أن الظهيرين الدوخي ولطف لم يتمكنا من تنفيذ اختراقات جانبية مفيدة. وعلى رغم أن الهلال كسب اللقاء المهم، الا أن أنصاره انتقدوا اللاعبين اللذين أضاعوا ركلتي جزاء أوصلت رصيد الهلال الى 9 ركلات مهدورة خلال الموسم الحالي. وأثبت سامي الجابر أنه لا يملك حظاً أمام الاتحاديين الذين لم يسبق أن أحرز في مرماهم أهدافاً، وأضاع ركلة جزاء مهمة أخرّت تأكيد فوز الهلال حتى نهاية اللقاء. وكاد الاتحاد أن يضع بداية ساخنة لأحداث اللقاء لولا أن خميس الزهراني فشل في الوصول الى تمريرة سليمان الحديثي، التي مرت بمحاذاة خط المرمى الهلالي 3، ودشن محمد الشلهوب حملة الهلال الهجومية عندما سدد كرة ساقطة أبعدها حارس الاتحاد حسين الصادق بصعوبة 16، تلاه عبدالله الجمعان بتسديدة ارتطمت بالقائم الاتحادي 19. وفرض الهلاليون منذ منتصف الشوط الأول وحتى نهايته سيطرة غير مقنعة خصوصاً أن الدفاع الاتحادي لم يترك للجابر وسيرجيو فرصة التنفس في منطقة الجزاء، ما جعل تسديدات الجمعان الوسيلة الوحيدة لتهديد مرمى الصادق. ولم يكن الاتحاد غائباً عن مهاجمة مرمى الهلال الا أن تمريرات الخطيب ونور الى المهاجمين افتقدت الى الدقة، وفوتت على الاتحاد فرصة الاستفادة من الثغرات الواضحة بين مدافعي الهلال، غير أن خميس الزهراني الأكثر دقة في التمرير أرسل كرة الى العلالي في مواجهة المرمى لكن المهاجم المغربي تسرع في التسديد 32. ومارس عبدالله الجمعان هوايته في تسديد الكرات الصاروخية وكاد يحرز هدفاً لولا براعة الصادق الذي أبعد الكرة بصعوبة34، لكن الجمعان نفسه عاد وراوغ مدافع الاتحاد حسين مبروك وسدد في المرمى محرزاً هدف الهلال الأول 48، وأحدث هدف الجمعان انقلاباً في أداء الفريقين بعدما تخلى الاتحاديون عن حال الدفاع، وانتقلوا الى الهجوم تاركين الفرصة للهلاليين لتنظيم هجمات مرتدة. وساهم دخول البرازيلي ديرسي في الشوط الثاني في انعاش الهجوم الاتحادي بعدما لعب دوراً مهماً في الجهة اليسرى، وجهّز فرصاً سهلة للمهاجمين الحديثي والعلالي، لم يستثمراها. وأحسن مدرب الهلال صنعاً عندما استغنى عن عديم الفائدة البرازيلي سيرجيو واستعان بدلاً منه بلاعب الوسط نواف التمياط الذي حفظ للوسط الهلالي تماسكه بعدما عانى من نشاط لاعبي وسط الاتحاد الذين ضاعفوا جهودهم لمساندة الهجوم بغية ادراك التعادل لكن التمياط وجه ضربة قاصمة لآمال الاتحاديين وتمكن من احراز الهدف الثاني للهلال من تسديدة بعيدة 75، واستغل سامي الجابر تقدم مدافعي الاتحاد، وتمكن من الانفراد بالمرمى مرتين واجبار مدافعي الاتحاد على اعاقته، ما جعل حكم اللقاء يوسف العقيلي يحتسب ركلتي جزاء للهلال فشل الشريدة والجابر في ترجمتهما.