قبل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد استقالة ريتشارد بيرل أحد مهندسي الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على العراق من رئاسة الهيئة الاستشارية في البنتاغون. لكن رامسفيلد اوضح في بيان أن بيرل سيبقى عضواً في الهيئة كمستشار عادي، ووصفه قائلاً: "أعرفه منذ سنوات طويلة واعرف أنه رجل نزيه وشريف". واستبقت الاستقالة تحقيقاً قد يفتحه المفتش العام في وزارة الدفاع بطلب من أعضاء في الكونغرس لمعرفة علاقته بعدد من الشركات التي تسعى للحصول على عقود من البنتاغون. وقالت مصادر ل "الحياة" إن رامسفيلد طلب الاستقالة تفادياً للتحقيق. وقالت "نيويورك تايمز" إن النائب جون كونيرز طلب من المفتش العام التحقيق في تعامل بيرل مع شركة الاتصالات "غلوبال كروسنغ" المفلسة، والتي دفعت لبيرل 125 الف دولار لمساعدتها على التغلب على معارضة وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيديرالي لخطة تهدف الى بيعها الى شركة "هتشنسون وأمبوا" التي تعود لبليونير من هونغ كونغ. كما طلب كونيرز من المفتش العام التحقيق مع بيرل في تعاملات تجارية مع شركة "اوتونومي" لبرامج الكومبيوتر، والتي تعتبر وزارة الدفاع من اهم عملائها الى جانب وزارة الامن الوطني. واعتبرت المصادر أن هناك "تضارباً في المصالح" بسبب وجود بيرل في منصب يؤهله للتأثير في قرارات البنتاغون الخاصة بالمشتريات والتعاقدات التجارية. وكان بيرل شرح في رسالة الى وزيره انه يستقيل بسبب الانتقادات الموجهة اليه لتضارب محتمل في المصالح بين دوره كمستشار لأحدى الشركات ودوره كمستشار لوزارة الدفاع. وقال في رسالته: "لأنني لا استطيع ان اخمد بسرعة او بسهولة الانتقادات الموجهة الي والتي تستند الى حقائق خاطئة في ما يتعلق بأنشطتي، فإن أقل ما يمكن أن أفعله في ظل هذه الظروف هو أن اطلب قبول استقالتي كرئيس لمجلس السياسات في وزارة الدفاع". وطلب رامسفيلد من بيرل البقاء عضواً في هذا المجلس الذي انشىء في العام 2001 لتقديم المشورة للبنتاغون. ولم يكن لبيرل دور رسمي في صنع السياسات ولم يكن يحصل على أجر، لكن كان له دور مؤثر في وضع خطة ادارة الحرب على العراق. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان "غلوبال كروسينغ" وظفت بيرل كوسيط لدى البنتاغون، لأنها تحتاج الى موافقة وزارة الدفاع لبيع بعض اصولها. وينص العقد على ان يتقاضى بيرل في مقابل خدماته عمولة ثابتة مقدارها مئتا الف دولار على ان يضاف الى هذا المبلغ 600 الف دولار في حال نجح في مساعيه. وفي رسالة استقالته قال بيرل انه أكد للشركة انه "لن يقبل بأي مكافأة نتيجة صفقتها الحالية"، موضحاً ان "كل الاتعاب المتعلقة بخدمات سابقة يجب ان تعطى الى عائلات جنود اميركيين قتلوا او جرحوا في العراق". كما كانت مجلة "نيويوركر" نشرت أيضاً مقالاً عن نشاطات بيرل في اطار شركة الاستثمارات "ترايريم بارترنز"، وهو احد المسؤولين الكبار فيها.