صعّدت إسرائيل لهجتها ضد سورية على خلفية الاتهامات التي قالت إن وزارة الدفاع الأميركية وجهتها إلى دمشق بتقديم المساعدة للعراق عن طريق تزويده سلاحاً ومعدات عسكرية واتهام تل أبيب سورية بفتح حدودها مع العراق لتمكين عشرات المتطوعين من الالتحاق بجيشه لمقاومة قوات التحالف الأميركي - البريطاني. وكررت إسرائيل اتهاماتها لسورية بابتياع أسلحة من دول من شرق أوروبا ونقلها إلى العراق، فضلاً عن "نقل بغداد أجزاء من ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي في حوزتها إلى مخابئ في سورية". وتابعت ان واشنطن تمارس ضغوطاً على دمشق لوقف "دعمها الإرهاب، خصوصاً حزب الله"، مشيرة الى قلق اميركي من التعاون العراقي - السوري. وكتب أحد المحللين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه بناء لعمل الاستخبارات الأميركية، ثمة احتمالات قوية بأن تبادر الولاياتالمتحدة، بعد الحرب على العراق، الى ضم سورية إلى "محور الشر". ورأى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف، ان "سماح سورية لعشرات المتطوعين الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في لبنان، بعبور حدودها مع العراق للالتحاق بوحدات جيشه، يعزز الاعتقاد بأن اصابة حافلة الركاب السورية بصاروخ أميركي استهدفت المتطوعين الذين كانوا على متن الحافلة وفي عمق الأراضي العراقية". وتابع شيف ان إيران وتركيا والأردن اغلقت حدودها البرية مع العراق وحالت دون دخول أحد إلى الأراضي العراقية، على رغم إعلان كثيرين من المواطنين الأردنيين رغبتهم في الانضمام إلى الجيش العراقي. إلى ذلك، أفاد المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون برغمان أن الملك عبدالله الثاني، واستناداً إلى مصدر بريطاني كبير، "زار سراً"، هذا الأسبوع، العاصمة البريطانية والتقى ممثلين عن المعارضة العراقية، بطلب من الولاياتالمتحدة وبريطانيا ل"بحث الإمكانات المختلفة لتشكيل نظام بديل في العراق بعد انتهاء الحرب". ونقل عن مستشار مجلس الدفاع في البنتاغون ريتشارد بيرل الذي استقال ليل أول من أمس، قوله انه كان يتمنى أن يتوّج العاهل الأردني ملكاً على العراق، ولو موقتاً "ولكن إذ يبدو الأمر شبه مستحيل، فإن الإدارة الأميركية تسعى الى رؤية نظام جديد في العراق على نسق النظام الأردني، شبه ديموقراطي وموالٍ للغرب".