تبادل الطرفان الاميركي والعراقي الاتهامات بخرق المعاهدات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين وطريقة معاملة اسرى الحرب. فاتهمت بغداد قوات التحالف بأنها تستهدف المدنيين في الاحياء السكنية والمستشفيات والمدارس مستخدمة القنابل العنقودية لاسقاط اكبر عدد من الضحايا، فيما قال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون ان العراقيين اعدموا اسرى الحرب. وطلبت منظمة العفو الدولية فتح تحقيق شامل في هذا الموضع. كذلك اثار قصف مبنى التلفزيون العراقي موجة استياء عارمة وسط المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان وحرية الاعلام التي اتهمت الادارة الاميركية ب"النفاق". اتهم وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك امس قوات التحالف الاميركي- البريطاني باستهداف المدنيين العراقيين بأسلحة محرمة دوليا وباستهداف المستشفيات وسيارات الاسعاف. وقال مبارك في مؤتمر صحافي عقده في بغداد "يستهدفون المدنيين بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا لأنها توقع عدداً أكبر من الاصابات". واضاف: "في البصرة استهدفوا حي المطيحة والمشراق وأسقطوا 13 شهيداً خلال 12 ساعة... وفي النجف دمروا مركز العباسية الطبي واستهدفوا سيارة اسعاف وقتلوا سائقها وفي الناصرية قصفوا المستشفى كما استهدفوا سيارتين للاسعاف اصيب سائقاهما والممرضون بجروح". . كما اتهمت بغداد قوات التحالف بأنها تعتقل مدنيين وتقدمهم على انهم أسرى حرب. وفي المقابل اتهم مسؤولون عسكريون اميركيون العراق باعدام اسرى حرب اميركيين، لكنهم قالوا انهم يجمعون معلومات لاثبات صحة هذه الاتهامات. وقال الجنرال بيتر بيس من مشاة البحرية الاميركية ان العراقيين ارتكبوا سلسلة من جرائم الحرب منذ بدء القتال بما في ذلك إعدام أسرى الحرب وتخزين اسلحة في المدارس. وعرض التلفزيون العراقي صوراً لنحو ثمانية جثث لجنود اميركين وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون امس انهم تلقوا تقارير استخبارات مبدئية عن ان هؤلاء قتلوا بينما كانوا يحاولون الاستسلام. لكن مسؤولين قالوا في وقت لاحق ان تحقيقاً يجري في المسألة وان الجنود اعتبروا في عداد المفقودين وليس القتلى. وفي موسكو نفى السفير العراقي عباس خلف ان يكون العراق أعدم اسرى اميركيين او بريطانيين. في موازاة ذلك، اعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها ازاء معلومات توحي بأن "جرائم حرب ارتكبت من قبل طرفي النزاع". وطالبت بفتح "تحقيق حيادي وفوري في مقتل مدنيين". ودانت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ومراقبة وسائل الاعلام قصف مركز التلفزيون العراقي، معتبرة انه لا يمثل هدفاً مشروعاً. ورأى مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في نيويورك كينيث روث انه "لا يمكن مهاجمة محطات تلفزيونية لمجرد انها تستخدم لأهداف دعائية". واستهدف القصف الاميركي مبنى التلفزيون الرسمي العراقي مساء الثلثاء الماضي. وأبدت "لجنة حماية الصحافيين" في نيويورك المزيد من الحذر، مكتفية بالقول انها لا تزال تدرس التصريحات الاميركية عن استخدام التلفزيون العراقي لاهداف عسكرية. ورأت اللجنة ان "القوانين الانسانية الدولية تحمي وسائل الاعلام ولا يمكن ان تستهدف بهجمات الا اذا كانت تستخدم لأهداف عسكرية". واتهم الامين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" روبير مينار الادارة الاميركية ب"النفاق". كذلك استنكر "الاتحاد الدولي للصحافيين" في بروكسيل القصف على التلفزيون العراقي".