سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بغداد تتهم واشنطن ولندن بالرغبة في "ابادة" الشعب العراقي وتطالب الامم المتحدة بالتدخل لوقف الغارات . موسكو : القصف الاميركي - البريطاني انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي
بغداد، موسكو، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - دانت موسكو أمس الغارات التي شنتها الطائرات الاميركية والبريطانية على العراق أول من أمس. واعتبرت انها تشكل "انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي". ودعت الى "وقف استخدام القوة ضد العراق"، فيما اتهمت بغداد كلا من واشنطن ولندن بالرغبة في "ابادة" الشعب العراقي، وجددت مطالبتها الاممالمتحدة بالتدخل لوقف الغارات الاميركية والبريطانية. ودعت موسكو الى تحرك عاجل للحد من استخدام القوة ضد العراق، ووصفت الغارة الاميركية - البريطانية الأخيرة بأنها تمثل "انتهاكاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي وتزيد من تعقيد البحث عن تسوية للمشكلة العراقية" ودان بيانلوزارة الخارجية الروسية أمس الغارة، مشيراً الى ان "تصريحات مسؤولي وزارة الدفاع الاميركية لا تبرر اللجوء الى استخدام القوة العسكرية" ضد العراق. وشدد على ان "التصعيد الأخير يزيد من صعوبة البحث عن حلول للمسألة العراقية"، داعياً الى "وضع حد سريع للعمليات العسكرية ضد العراق، وتوفير الظروف الملائمة للعودة الى الحوار بين بغدادوالاممالمتحدة بهدف تحقيق الهدف الاساسي المتمثل في اقامة رقابة دولية على الاسلحة العراقية مقابل تعليق العقوبات ثم رفعها". وكانت المقاتلات الاميركية والبريطانية شنت أول من امس غارة جوية على العراق هي الاعنف منذ شباط فبراير الماضي أسفرت، بحسب بغداد، عن مقتل شخص وجرح 11 آخرين. واتهمت بغداد كلاً من واشنطن ولندن بالرغبة في "ابادة" الشعب العراقي. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن ممثل العراق الدائم لدى الاممالمتحدة محمد الدوري قوله "ان هذا العدوان يمثل انتهاكاً لميثاق الاممالمتحدة اضافة لما يشكله من جريمة تجاوزت حدود جرائم الحرب والجرائم الانسانية الى جريمة ابادة جماعية ضد شعب العراق". واضاف "ان المسؤولية الدولية تقع على الادارة الاميركية والحكومة البريطانية بقدر ما يشكله من مسؤولية شخصية على الاشخاص الذين يقودون الطائرات ومن يساعدهم في اقتراف جرائم ابادة ضد شعب العراق". وجددت الحكومة العراقية، في رسالة وجهها وزير الخارجية ناجي صبري الحديثي الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، مطالبتها المنظمة الدولية "بالتدخل لدى حكومتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا لايقاف عدوانهما المتواصل ضد دولة مستقلة وذات سيادة ووضع حد لهذا العدوان وعدم تكراره". وذكّر الوزير العراقي الأمين العام بتصريحه الصحافي في السابع والعشرين من حزيران يونيو الماضي الذي قال فيه "ان لا اساس في قرارات مجلس الامن لفرض منطقتي حظر الطيران شمال العراقوجنوبه". واوضح المسؤول العراقي ان "دول العالم المنصفة، وبينها معظم الاقطار العربية، دانت فرض منطقتي حظر الطيران، كما اكدت ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الامن، هي روسيا والصين وفرنسا، ان فرض منطقتي حظر الطيران لا يستند الى اية اسس قانونية دولية". وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون أعلن ان حوالى عشرين مقاتلة اميركية وبريطانية، تدعمها حوالى ثلاثين طائرة أخرى، شنت غارة على مواقع عراقية للدفاع الجوي في جنوبالعراق، رداً على "تعرض طائرات التحالف لاطلاق نار متزايد من الدفاع الجوي" العراقي. وشملت الغارة، وهي الأعنف على أهداف عراقية منذ شباط فبراير الماضي، نظامي اتصال قرب النعمانية جنوب شرقي بغداد، ومواقع صواريخ أرض - جو ومحطة رادار بعيدة المدى قرب الناصرية جنوب شرقي العاصمة. وفيما أكد مسؤول عسكري أميركي إصابة الطائرات أهدافها، أعلن ان الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل الحصول على تقويم دقيق للخسائر"، موضحاً ان المقاتلات استخدمت صواريخ وقنابل موجهة تصيب اهدافها بدقة بمساعدة الأقمار الاصطناعية. وكان ناطق عسكري عراقي أعلن ان الغارة استهدفت منشآت مدنية وخدمية في محافظتي واسط وذي قار، في جنوبالعراق، أسفرت عن مقتل مواطن وجرح 11 آخرين. ويرتفع بذلك عدد ضحايا القصف الاميركي البريطاني الى 354 وجرح 1029 آخرين منذ كانون الاول ديسمبر 1998.