دافع السفير البريطاني في تل أبيب شيرارد كوبر كولس عن تصريحات وزير خارجية بريطانيا جاك سترو التي أعرب فيها عن تفهمه للاستياء العربي من أن الغرب ينتهج معايير مزدوجة في تعامله مع العراق والقضية الفلسطينية. وقال إن سترو أراد أن يؤكد أهمية تحريك عجلة المفاوضات في الشرق الأوسط "لما فيه مصلحة إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء". وأضاف في حديثه بالعبرية إلى "إذاعة الجيش" أمس ان ليس لدى إسرائيل ما تخشاه من تقدم المسار التفاوضي، ونفى أن تكون تصريحات سترو ثمناً تدفعه بريطانيا لاسترضاء الدول الأوروبية الرافضة للحرب يتمثل بدفعها "خريطة الطريق". وقال إن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا صديق صدوق ووفي لإسرائيل، وان كل ما يريده احراز تقدم في العملية السلمية على نحو يفيد إسرائيل وشعبها، و"هذا أفضل من أن يواصل العيش تحت وطأة الخوف من العمليات الانتحارية". وختم بتوجيه كلمته إلى الإسرائيليين قائلاً إنه من الخطأ أن يعتقدوا بأن ما هو جيد للفلسطينيين سيئ لإسرائيل أو بالعكس "والتقدم في المفاوضات يخدم الطرفين". إلى ذلك، هاجمت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها تصريحات سترو والمقاربة بين العراق وإسرائيل "على خلفية انتهاكها قرارات الشرعية الدولية"، ورأت أنها "جديرة بالتنديد" وخطيرة للغاية. وتابعت ان اتهام إسرائيل بخرق قرارات مجلس الأمن "لا أساس له من الصحة من الناحية القانونية"، وان إسرائيل، ليست كما العراق، لم تخرق أي قرار كهذا، وان ثمة جدلاً حول تفسير القرار 242 "بينما القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة لا تلزم أعضاءها حسب القانون الدولي". ودعت الصحيفة اليسارية بريطانيا إلى نبذ "الديماغوجيا الشريرة" والالتحاق بالركب الأميركي". وعقبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أيضاً على قول وزير الخارجية البريطاني ان الغرب يمارس النفاق عندما يطالب العراق بما لا يطالب به إسرائيل. وقالت إن حديث سترو أثار غضباً شديداً في الوسط الديبلوماسي الإسرائيلي الذي يشعر بالقلق من ضغط بريطانيا على الولاياتالمتحدة للتعامل بسرعة مع "خريطة الطريق". وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة: "يجب أن تكف بريطانيا عن رفس إسرائيل في كل مرة تتعرض فيها لانتقاد على تورطها في الحرب على العراق. علينا أن نذكرهم البريطانيين بأن الانتداب على فلسطين انتهى …".