توجه الى الولاياتالمتحدة امس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ليناقش مع الرئيس جورج بوش في كامب ديفيد مرحلة ما بعد الرئيس صدام حسين، واحياء عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية. ويتوقع ان يعقد بلير اليوم مؤتمراً صحافياً، يركز على مستجدات الحرب على العراق التي تخوضها القوات الاميركية والبريطانية، ثم ينتقل الى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. وستكون قمة كامب ديفيد المرة الثالثة التي يلتقي فيها بلير وبوش على انفراد هذه السنة، بعد القمة التي عقدت في البيت الأبيض في 31 كانون الثاني يناير وقمة 16 آذار مارس في ارخبيل اثوريس البرتغال، قبل أربعة أيام من بدء الحرب. وينوي بلير التحدث عن الهجوم العسكري، وكذلك عن فترة ما بعد صدام، بدعوته خصوصاً الى ان تلعب الأممالمتحدة "دوراً مركزياً" في اعادة اعمار العراق، ورهانه على توحيد صفوف مجلس الأمن مجدداً لتمرير قرار ثان خاص بالمساعدات واعادة الإعمار وتشكيل إدارة تتولى شؤون العراق. وكان بلير اكد ليل الثلثاء انه سيناقش مع الرئيس الاميركي ليس فقط الحملة العسكرية، بل كذلك الانعكاسات الديبلوماسية "خصوصاً الطريقة التي يمكننا بها ان نجعل الولاياتالمتحدة وأوروبا تعملان معاً مجدداً كشريكين وليس خصمين". وعلى جدول المحادثات ايضاً "أفضل وسيلة لإدارة الأزمة الانسانية في العراق" واعادة إعمار البلد وتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. وسيناقش بلير مع انان دور الأممالمتحدة في اعادة إعمار العراق، علماً ان بريطانيا أرسلت 45 ألف جندي الى الخليج، للمشاركة في الحرب. وسيركز رئيس الوزراء البريطاني على محاولة اقناع بوش بقبول دور رئيسي للأمم المتحدة في العراق بعد الحرب، بعدما شدد انان على ان أي دور للمنظمة الدولية يتجاوز جهود الإغاثة يجب ان يقره مجلس الأمن. وقال ديبلوماسيون ان روسيا وفرنسا والصين وسورية التي تعارض الحرب بشدة، قلقة من احتمال ان يضفي اي قرار للأمم المتحدة لتنسيق الجهود مع القوات الاميركية والبريطانية شرعية على الحرب. وفي واشنطن صرح كولن باول وزير الخارجية الاميركي بأن المسؤولين في ادارة بوش يسعون الى تحديد "الدور الذي يمكن ان تتولاه الأممالمتحدة وسلطات التفويض المطلوبة، وكيفية تنفيذ ذلك بطريقة تضمن جني ثمار العمل العسكري". ولفت جيف هون وزير الدفاع البريطاني الى حساسية قضية اعادة بناء العراق، وقال ل"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي امس: "أنا واثق من اشتراك المنظمة الدولية، وقد يكون هناك نقاش حول كيفية تنظيم العمل". واكد عدم وجود خلاف بين واشنطن ولندن في هذا الصدد، واضاف ان المسألة هي "كيفية اشراك الأممالمتحدة بطريقة مثلى، والمنظمات غير الحكومية، وكذلك دول اخرى غير مشاركة في الصراع في شكل مباشر، لكن المفتاح هو التوصل الى أفضل طريقة ليحكم شعب العراق نفسه. فهذا، بعد كل شيء، هو الغرض النهائي للصراع". وفي سيدني، صرح ناطق باسم الحكومة ان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد اعتذر عن عدم تلبية دعوة الرئيس الاميركي للمشاركة في قمة كامب ديفيد. وأوضح الناطق ان بوش اتصل هاتفياً بهاورد ليدعوه، لكن رئيس الوزراء اعتذر، قائلاً انه يفضل البقاء في بلاده في هذا الوقت. وعلى رغم المعارضة القوية في الأوساط السياسية ولدى الرأي العام، تشارك استراليا بألفي جندي في الحرب على العراق.