قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان الخطط التي وضعها جهاز الاستخبارات المركزية الأميركي سي آي أيه قبل الحرب لزرع بذور الخلاف داخل القيادة العراقية ومن ثم ضربها فشلت في تحقيق أهدافها، رغم نجاح الجهاز في تجنيد عدد من الأشخاص القريبين إلى الرئيس العراقي صدام حسين وتوظيف جهود تكنولوجية دقيقة جدا ومتطورة استعدادا للمعركة الأخيرة ضد الحكم في بغداد. وذكرت الصحيفة أن هذا الفشل أدى إلى توتر العلاقة بين الوكالة ووزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، على رغم أنه ساد لدى المؤسستين، إضافة إلى صنّاع القرار في البيت الأبيض، اعتقاد بهشاشة الحكومة العراقية، متجاهلين تحذيرات من خبراء ومحللين استخباراتيين متمرسين في شأن إمكان مواجهة القوات الأميركية لمقاومة شرسة في حال إعلان الحرب على العراق. وكشفت "نيويورك تايمر" أن النظام العراقي اكتشف في أواسط التسعينات عمليتي تجسس كبيرتين ضده وأبطل مفعولهما، الأولى في شمال العراق والثانية في الأردن. وأضافت من دون إعطاء توضيحات، أن فشل هاتين العمليتين دفع الخبراء المذكورين للتعبير عن مخاوفهم وإطلاق تحذيراتهم. وعلى رغم الفشل في قتل الرئيس العراقي في الضربة الأولى وقطع وسائل الاتصال التي تستعملها القيادة العراقية، ما زالت "سي آي أيه" تلعب دوراً أساسياً في الحرب وتعطيل نشاط رموز الحكم العراقي واستهدافها. وتقول "نيويورك تايمز" إن الوكالة بذلت جهوداً جبارة لإقناع أفراد دائرة المقربين إلى صدام بالهروب، وجندت عدداً من أقربائه وزملائه السابقين ورجال أعمال لهم علاقات عمل وطيدة مع القيادات العراقية. ووفقاً للصحيفة، فإن تجميع المعلومات عن العراق الذي قامت به الوكالة خلال ما لا يقل عن عقدين من السنين يجعل من دور هذا الجهاز مسألة مهمة في تقرير نتيجة الحرب، على عكس الدور الذي قام به في أفغانستان، مشيرة إلى وجود أعداد من العملاء الذين تغلغلوا في العراق خلال سنوات طويلة، ممن تساعد تقاريرهم في تحديد المواقع التي تقصفها الطائرات والصواريخ الأميركية في بغداد والمدن العراقية الأخرى خلال الحرب الحالية.