يعتبر الحرس الجمهوري المؤلف من مئة ألف جندي موزعين على ست فرق أخلص القطاعات العسكرية في الجيش العراقي للقيادة وأكثرها قوة وتدريباً وتسليحاً جيداً. وتقوم ثلاث فرق من الحرس الجمهوري حالياً بحراسة مداخل بغداد، أشدها بأساً فرقة "المدينة" المتمرسة جنوب العاصمة. واظهرت تصريحات طياري المروحيات الأميركية الذين اشتركوا قبل يومين في المعارك ضد فرقة "المدينة" المدرعة التابعة للفيلق الأول في الحرس الجمهوري في محيط مدينة كربلاء 100 كيلومتر جنوب غربي بغداد استعداد، الفرقة المجهزة بدبابات "تي 72" الروسية الصنع والمزودة تقنيات توجيه وتمويه حديثة حصل عليها العراق بعد حرب الخليج الثانية، كي تكون "مثالا للدفاع الشرس عن بغداد"، بحسب ما يصفه ضابط عراقي سابق قاد عدداً من الوحدات المقاتلة خلال الحرب مع ايران. والفرقة التي تشكل احد خطوط الدفاع عن بغداد، الى جانب فرق مدرعة ومشاة من الحرس الجمهوري، تضم نحو 10 آلاف مقاتل و300 دبابة و30 ناقلة اشخاص مدرعة ولواء مدفعية ذاتية الحركة ووحدات دفاع جوي تعتمد مدافع "الشيلكا" المتحركة ومدافع 58 ملم مزدوجة السبطانة، تؤمن حماية من هجمات المروحيات المصممة لقتال الدروع. ويعود القتال "المحكم" للفرقة والذي أبدته خلال الهجمات الأميركية عليها، الى "وجود قيادات محسوم ولاؤها للرئيس صدام حسين". ويقول العقيد الركن احمد هاشم المقيم في عمّان ان "اختيار القادة والآمرين في وحدات الحرس الجمهوري يتم عبر قصي النجل الثاني للرئيس صدام حسين والمشرف على تلك القوات منذ العام 1992". ويوضح القائد السابق لوحدات من الجيش النظامي ان "ضباطا من الأمن الخاص يرافقون القادة في الحرس الجمهوري لوضعهم تحت المراقبة ومنعهم من أي محاولة للتراجع تحت تأثير القتال العنيف". ولم يستبعد الضابط العراقي ان تكون فرقة "المدينة" قد تجنبت الإنفتاح العملياتي كي لا تتعرض الى ضربات الطائرات الأميركية المقاتلة، وانها "توزعت بين مناطق البساتين التي توفر لها غطاء وحماية الى جانب وسائل الدفاع الجوي الميدانية القوية". غير انه يلفت الى ان "عدد الفرق المدرعة التابعة للحرس الجمهوري الذي يتفوق على مثيله من الفرق الأميركية في الوقت الحاضر قد يتغير مع وصول تعزيزات من الجنوب في حال حسم الأميركيين معركة الناصرية". وفرقة "المدينة" احدى ثلاث فرق تكون "فيلق الحرس الجمهوري الثاني" الذي يضم "فرقة حمورابي" المؤللة، وفرقة مشاة "نبوخذ نصّر". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال نائب مدير غرفة العمليات للقوات المشتركة أن "المهمة التي كلف بها الحرس الجمهوري هي الأهم بالنسبة اليه والتي أنشئ من أجلها عام 1980 خلال الحرب مع إيران". أما "فدائيو صدام" الذين برز دورهم بشكل مفاجئ في المعركة على ميناء أم قصر، فهم قوة أمن يقودها عدي نجل الرئيس العراقي صدام حسين، وتم تدريب أفرادها للعمل بشكل مستقل عن أوامر القيادة العسكرية للجيش العراقي. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ان "فدائيو صدام" كانوا "دوما فوق القانون، إنهم جنود صدام للارهاب الداخلي"، مؤكدا أنه "لن يكون لهم دور بعد القضاء على صدام، مما يفسر اندفاعهم في المعارك حتى الموت". ويبلغ عدد أفراد هذه الوحدة التي شكلت العام 1995 نحو 20 ألفاً، جميعهم يتحدرون من مدينة تكريت والقرى المجاورة وعرف عنهم في الماضي تنفيذهم لأوامر بالتخلص من المعارضين وإخضاع المشكوك في ولائهم للسلطة للتحقيق والتعذيب بلا رأفة وحتى الموت. ويطلق العراقيون على "فدائيو صدام" لقب أصحاب "البيجامات السوداء"، نسبة للون الملابس التي يرتدونها، وعلى رغم تدريبهم السيئ فإنهم يظلون قادرين على استعمال المسدسات والرشاشات والقنابل اليدوية وباستطاعتهم إلحاق الضرر بالأهداف التي يهاجمونها. وإلى الحرس الجمهوري و"فدائيو صدام" تحسب قوات التحالف حساباً للصواريخ العراقية الطويلة المدى، التي تبين أن الجيش العراقي ما زال يملكها والتي يتعدى مداها ال93 ميلا المسموح به للعراق بموجب القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة. ومع صواريخ "باتريوت" الأميركية المضادة للصواريخ تصدت حتى الآن بنجاح لعدد من الصواريخ التي أطلقها الجيش العراقي على الكويت، إلا أن اختراق هذه الصواريخ للدفاعات الكويتية وقوات الحلفاء وسقوط بعضها في مناطق غير مأهولة يثير مخاوف المسؤولين الأميركيين من إمكان أن يكون العراق قادراً على إطلاق صواريخ شبيهة مزودة رؤوساً كيماوية أو جرثومية.