أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان الرياض تقدمت باقتراح إلى الولاياتالمتحدةوالعراق لوقف الحرب وانها تنتظر رداً على ذلك. لكنه رفض خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض اعطاء تفاصيل عن هذه المبادرة. واعرب عن الأسف لبدء العمليات العسكرية الاميركية - البريطانية ضد العراق، وأبدى خشيته من استمرار تفاقم الخسائر بالأرواح، وقال إن الوقت مناسب الآن للطرفين لإعادة تقويم موقفيهما بعد هذه الخسائر، وجدد دعوة السعودية لوقف الحرب والعودة إلى لغة المساعي السلمية، وحذر من حدوث شرخ في العلاقات العربية مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وأعرب عن الأمل في ان يتمكن مجلس الامن الدولي من الاجتماع ليفتح من جديد الباب امام العمل الديبلوماسي لحل الأزمة وبناء جسور الثقة بين أعضائه وحل المشكلة في اطارها الدولي المشروع بما يحفظ للعراق أمنه الوطني ومؤسساته الوطنية من تداعيات الحرب وآثارها، وأكد رفض المملكة تعرض العراق لاحتلال عسكري. وجدد الأمير سعود التأكيد أن مجلس الامن هو المكان الوحيد لحل مسألة اسلحة الدمار الشامل العراقية، ودعا إلى الشروع بالاتصالات العربية والدولية لدعم هذا التوجه "الذي تم بالفعل في الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية". ورأى ان الوقت جيد الآن لدفع الموقف في الشرق الأوسط برمته في إشارة الى القضية الفلسطينية والتي اعتبرها من ضمن الانعكاسات السلبية للحرب على العراق، وأبدى ارتياحه للاعلان الاميركي - البريطاني عن الدولة الفلسطينية، لكنه أكد ان ذلك سيختبر متى تم اعلان "خريطة الطريق" وربطها بالمشروع العربي للسلام الذي أقرته قمة بيروت. واستغرب وزير الخارجية السعودي ما اذيع عن وجود ملاحظات عراقية على البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي الأخير في القاهرة، مشيراً الى ان البيان كان مقدماً من الجانب العراقي، وان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري كان سعيداً بالتوصل إليه. وأبدى استهجانه من سؤال حول ما إذا كانت المملكة ستتحمل جانباً من نفقات الحرب على العراق، وتساءل: "لماذا؟". وحمّل في هذا الصدد الطرفين العراقي والاميركي مسؤولية فشل الجهود السلمية والوصول الى لغة الحرب، التي رأى انها تعود لأسباب نفسية اكثر منها لأسباب جوهرية، واستبعد ان يكون الهدف الاميركي هو السيطرة على نفط العراق والمنطقة، مشيراً الى ان "النفط سلعة متاحة للولايات المتحدة وغيرها من دول العالم". ونفى ان تكون الولاياتالمتحدة دولة امبريالية تسعى لاحتلال العراق، وقال: "ليس لدي شك في الدوافع الاميركية، ولم يحدث في التاريخ ان احتلت بلداً لأهداف استعمارية". وأعلن استعداد سعودية لتوفير احتياجات 24 ألف لاجئ عراقي داخل أراضيهم، وقال: "انه تم توفير هذه الاحتياجات في مدينة عرعر الحدودية مع العراق"، لكنه أكد تأجيل البدء في الخطوة بناء على طلب وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في انتظار تلقي طلب عراقي بذلك. كما أكد بدء المملكة بشحن نفط سعودي للأردن لتعويضه عن النفط الذي كان يأتيه من العراق، وقال "انه لن يكون بأسعار تفضيلية".