يبدأ في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية قبل ظهر اليوم الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب الذي دعا إليه لبنان، ويحضره وزير الخارجية اليوناني رئيس الاتحاد الأوروبي للدورة الحالية. وصرح الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن الاجتماع تحضير للقمة العربية الطارئة التي دعت إليها مصر. وقال إن الموقف العربي رافض لأي عمل عسكري ضد العراق، مؤكداً أن هناك "فرصة لوقف الحرب"، ولكنه أشار إلى أن "المخاطر قائمة". وكان الوزراء 20 وزيراً عقدوا اجتماعاً تشاورياً أمس السبت خصص لبحث المسألة العراقية وتم خلاله الاستماع إلى وجهات نظر الدول الأعضاء. وقالت مصادر مطلعة على سير الاجتماع ل"الحياة" إن معظم الدول رحبت بالقمة ووافقت على المشاركة فيها. فيما اتفق الوزراء على جدول أعمال للاجتماع الطارىء اليوم ويشمل: تطورات الأزمة العراقية وسبل تجنيب الشعب العراقي مخاطر الحرب، وتحديد موعد ومكان القمة الاستثنائية والموقف من القمة الدورية الثالثة العادية التي نص عليها الميثاق، وتطورات القضية الفلسطينية. وأوضحت المصادر أن أفكاراً عدة مطروحة على الاجتماع ولم يبت فيها بعد خصوصاً مسألة إرسال وفد عربي وزاري إلى بغداد، أو الاكتفاء بمهمة للأمين العام عمرو موسى لحض العراق على مزيد من التعاون مع المفتشين، وأشارت المصادر إلى أن مثل هذا القرار قد يؤجل إلى ما بعد القمة الاستثنائية. وكان موسى اجتمع أمس مع وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ووزير الخارجية اللبناني محمود حمود وانضم إليهما وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، ثم انضم اليهم وزير الخارجية اليمني وأطلع صبري الوزراء على التطورات الأخيرة، خصوصاً قرار بغداد منع استيراد أي مواد تدخل في تصنيع اسلحة الدمار الشامل، ودعا صبري الدول العربية إلى مساندة العراق، محذراً من التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده أو المساس بالقيادة من قريب أو بعيد، في إشارة إلى رفض بغداد لما يتردد عن محاولات عربية لإقناع الرئيس صدام حسين بالتنحي ومغادرة البلاد إلى مكان آمن. وكان صبري أشاد بدعوة مبارك لعقد قمة طارئة. وقال في مطار القاهرة الدولي لحظة وصوله إن هذه الدعوة جاءت استجابة لصوت الشعوب العربية والإسلامية التي تقف ضد العدوان الظالم. وأكد أن الهدف من العدوان الأميركي والبريطاني هو السيطرة على نفط العراق والمنطقة كلها وإطلاق يد إسرائيل في السيطرة على المنطقة وتحويلها إلى دويلات وطوائف تحكمها إسرائيل. وأشار إلى 675 زيارة تفتيش خلال شهرين ونصف الشهر ولم يجدوا شيئاً. وقال: إن "العراق ليس لديه شيء يخفيه"، واضاف أن العراق لم يهدد جيرانه في يوم ما. فيما نوّه عثمان اسماعيل أيضاً بدعوة مبارك لقمة طارئة، وقال إن "إقدام الولاياتالمتحدة على شن حرب ضد العراق سيكون عملاً مداناً وغير مقبول من المجتمع الدولي"، ودعا الدول العربية إلى حشد جهودها وتدعيم قوى السلام المناهضة للحرب حتى تشكل سداً منيعاً للمحاولات التي يقوم بها بعضهم لتوجيه ضربة الى العراق.