بانكوك، طوكيو، براغ - رويترز، أ ف ب - تواصل امس مسلسل طرد الديبلوماسيين العراقيين من عدد من الدول، في ما اعتبر استجابة واضحة للمطالب الاميركية. ووصفت أوساط سياسية بريطانية طلب حكومة توني بلير من القائم بالأعمال العراقي مظفر الأمين والسكرتير الثاني أكرم سلمان مصلح، مغادرة بريطانيا خلال خمسة أيام بأنه تلبية صريحة لإرادة واشنطن بقطع العلاقات الديبلوماسية مع العراق. لكن الناطق الرسمي باسم الخارجية البريطانية أكد ل"الحياة" أن هذا القرار اتخذ بمعزل عن الطلب الأميركي. ورداً على سؤال ل"الحياة" لماذا الآن وهل للديبلوماسيين العراقيين أي علاقة بالتجسس أو أي عمل آخر مخل بالمصلحة أو الأمن البريطاني، كان الجواب بالنفي القاطع. وعلمت "الحياة" أن مجموعة من السياسيين والنواب البريطانيين تسعى إلى إقناع السلطات بتمديد مهلة التسعين يوماً، فيما وجهت صحيفة "ذي غارديان" أمس انتقادات إلى حكومة بلير لإقدامها على اتخاذ القرار. وتساءلت عن المبررات القانونية والديبلوماسية التي استند إليها، وطلبت مناقشة صدقيتها وشفافيتها. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأردني مروان المعشر في مؤتمر صحافي امس ان طرد الديبلوماسيين العراقيين من عمّان الأحد الماضي "جاء لاعتبارات أمنية، تحجم عمان عن الافصاح عن تفاصيلها، إلا إذا أصر الجانب العراقي على اعتبار ذلك اجراء سياسياً واملاء اميركياً، وحينها سنكشف التفاصيل التي لا تسرّ الشعبين". وقال إن أحد الديبلوماسيين المطرودين "اعتذر عما كانت ستنفذه مجموعته في الاردن، والسفير العراقي في عمان صباح ياسين مرحب به وهو على علم بتفاصيل هذه المسألة الموثقة والمسجلة لدينا". وشدد المعشر على ان "الاردن لا يريد الدخول في مناكفات وحرب اعلامية مع العراق، بل طي ملف الديبلوماسيين المبعدين الذين لم نكن راغبين في فتحه في هذا التوقيت، لكن المسألة لا تحتمل التأجيل"، لافتاً الى ان "الاردن وقف مع العراق عندما لم يقف معه احد" في اشارة الى حرب الخليج الثانية. إلى ذلك، أعلنت تايلند أن السفارة العراقية في بانكوك اغلقت "طوعاً" بعدما نقص عدد الموظفين الذين طردت السلطات ثلاثة منهم الاسبوع الماضي. ونفت وزارة الخارجية التايلندية ان تكون استجابت طلب الولاياتالمتحدة اغلاق البعثات الديبلوماسية العراقية، مؤكدة أن السفارة اغلقت برضاها. وقال الناطق باسم الوزارة سيهاساك فوانجكتكيو: "علمنا باغلاقها بعدما علقوا لافتة. نعلم انه بعد واقعة الطرد الاسبوع الماضي لم يبق سوى ديبلوماسي واحد في السفارة". وطرد الديبلوماسيون الثلاثة وثمانية عراقيين آخرين احدهم على صلة مزعومة بالرئيس صدام حسين، بدواعي الأمن القومي. وأفادت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء ان مسؤولاً في الاستخبارات العراقية يعمل مع افراد البعثة الديبلوماسية في السفارة في طوكيو لكن اليابان لن تطرده. ونقلت الوكالة عن مصدر حكومي قوله ان الاستخبارات اليابانية رصدت مشاركة الضابط العراقي في التظاهرات المناهضة للحرب على العراق، وانها مدركة لتصرفاته. في براغ، أفادت وكالة الأنباء التشيخية ان تشيخيا أمرت ديبلوماسياً عراقياً آخر بمغادرة البلاد، بعد أيام قليلة على طردها أربعة آخرين.