اعلن الرئيس ياسر عرفات امس موافقته رسمياً على تعيين رئيس وزراء فلسطيني مستجيباً بذلك للضغوط الهائلة التي مورست عليه خلال الاسابيع الماضية. وقال عرفات للصحافيين: "لقد قررت تعيين رئيس للوزراء وسأطلب من المجلس التشريعي الفلسطيني اتخاذ التدابير اللازمة لهذه الغاية". راجع ص 5 وأدلى عرفات بتصريحه في حضور مبعوث الاممالمتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن وممثل عن الاتحاد الاوروبي ناب عن ميغيل انخيل موراتينوس الذي لم يتمكن من الحضور والموفد الروسي اندريه فدوفين. ولم يحضر اللقاء مسؤولون من الولاياتالمتحدة، العضو الرابع في اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط. ولم يكشف عرفات النقاب عن اسم من سيسند اليه منصب رئيس الوزراء او موعد هذه الخطوة. لكن اوساطا فلسطينية تداولت بعض الاسماء المرشحة لشغل منصب رئيس الوزراء منها محمود عباس ابو مازن الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية الذي اعلن الاسرائيليون والاميركيون غير مرة عن قبولهم به. ويذكر ايضاً اسم وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، غير ان بعض اوساط "فتح" استبعدت هذا الخيار. وترشح مصادر اسرائيلية واوروبية واميركية وزير المال الفلسطيني سلام فياض الذي اكد ل"الحياة" انه لا يطمح الى هذا المنصب حتى لو عُرض عليه. كما تردد اسرائيل اسم محمد دحلان رئيس جهاز الامن الوقائي السابق في قطاع غزة، والذي استقال من منصبه العام الماضي لكنه ابقى على اتصالات وثيقة مع الرئيس الفلسطيني طوال الشهور الماضية. واكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" ان الاتحاد الاوروبي ضغط على الرئيس الفلسطيني كي يصدر اعلانه امس قبل انعقاد مجلس الامن الدولي بشأن العراق من اجل لفت نظر الولاياتالمتحدة الى ضرورة منح القضية الاساس في الشرق الاوسط، اي القضية الفلسطينية، الاهتمام الذي تستحقه. وعلمت "الحياة" ان الاتحاد الاوروبي ابلغ الرئيس الفلسطيني انه ان لم يعلن جهاراً قراره هذا، فإن الباب سيفتح على مصراعيه امام رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لازاحته من منصبه اذا لم ينزع فتيل الحرب مع العراق. ويتزامن الاعلان مع اقتراب اجتماع اللجنة الرباعية في لندن الثلثاء المقبل، ما يمنح الاوروبيين ورقة فاعلة للضغط على واشنطن لتضغط بدورها على حكومة شارون لتطبيق بعض التزاماتها التي نصّت عليها "خريطة الطريق".