حمل مرشد "الإخوان المسلمين" المستشار مأمون الهضيبي بعنف على الرئيس الاميركي جورج بوش، واعتبر انه "يشن حرباً على الجميع سعياً الى الهيمنة على العالم عبر المسلمين وعلى جثث شعوبنا وهويتنا وعقيدتنا". واستنكر التعاطي العربي الرسمي مع الحرب الاميركية على العراق، ورأى أنه مهد الطريق للحرب. جاء ذلك في رسالة وجهها الهضيبي إلى أعضاء الجماعة في العالم. ومعروف أن "الإخوان" في مصر ودول أخرى كان لهم الحضور البارز، خلال التظاهرات ومظاهر الاحتجاج ضد الحرب، وكان الهضيبي دعا اتباعه الاسبوع الماضي إلى الجهاد لنصرة الشعب العراقي. وقال في رسالة أمس: "إن منطق القوة والبطش يبرز في سفور حين يتحدى الرئيس الاميركي مشاعر ملايين العرب والمسلمين، وملايين المنحازين الى حق الشعب العراقي في الأمن والسلام في كل أنحاء العالم". وأضاف: "ما يدعو للعجب أن تنطلق تصريحات المسؤولين الاميركيين في استخفاف أو استهزاء بالعقول، وهم يعدون بإعادة إعمار العراق بعد الحرب، وكأنهم يبررون أو يمررون جريمة تدميرهم وتخريبهم العراق، وإبادة وتشريد الملايين من شعب عربي مسلم ... فتظل القبضة الاميركية حول الأعناق والرقاب والثروات محكمة، ويظل التفوق والغلبة للكيان الصهيوني، ليبقى خنجراً في ظهر الأمة، ومطلوب من شعوب العرب والمسلمين إلغاء العقول، وأن يصدقوا أن ربع مليون جندي أميركي صاروا متمركزين في قلب عالم العرب والمسلمين ويحيطون بالعراق، مدججين بكمّ ضخم من كل أسلحة الإبادة الشاملة، مهمتهم هي تدمير أسلحة الإبادة التي يمتلكها نظام العراق الحاكم، لأنها تشكل خطراً على أمن أميركا وأمن العالم الذي هبّت شعوبه تعارض هذه الحرب وتستنكرها، أو أن هدفهم هو تحرير شعب العراق من نظام حكمه الديكتاتوري، وأن سفك دماء الملايين من ابنائه وتدمير قراه ومدنه، ستعقبهما إعادة البناء والتعمير، في ظل الإدارة التي عينتها أميركا، تحت إشراف الجيوش الاميركية الجرارة التي ستحتل العراق، وفي أجواء الديموقراطية المزعومة التي ستنشرها وتعززها جيوش الاحتلال الاميركي للعراق". وتابع ان أميركا "تريد من الشعوب العربية والإسلامية أن تغض النظر عن تاريخ اميركا الطويل في عالمنا العربي والإسلامي، وأن تغض السمع والبصر عما أعلنه الرئيس الاميركي والمسؤولون في إدارته، عن أهداف وغايات يسعون الى تحقيقها على حساب أقطارنا وشعوبنا، جاءت صراحة وفي جلاء في برنامج الرئيس الاميركي الانتخابي، وفي استراتيجية الأمن القومي التي عرضت على الكونغرس". وزاد ان السياسة الاميركية "إنما تسعى من وراء تمركز هذا الحشد الضخم من الجيوش الاميركية بعتادها واسلحتها الرهيبة في قلب عالمنا، ومن حربها على شعب العراق لسحقه، الى وضع اليد على بتروله وثرواته، وإعادة رسم خريطة المنطقة ... وتقوية الكيان الصهيوني ليجتز رقاب الشعب الفلسطيني، ويصادر كل أرضه ودياره ليقيم مشروعه على حساب وجود العرب والمسلمين ومصيرهم". "الاخوان" في سورية و"المعركة العادلة" الى ذلك "الحياة"، دعت جماعة "الاخوان المسلمين" في سورية الى "وقف الحرب العدوانية على العراق"، وأعلنت في بيان تلقته "الحياة" في لندن استنكارها "العدوان وادانة أهدافه وكل من يسانده أو يتعاون معه". وحذرت "من العواقب الوخيمة على المنطقة والعالم". ولفت الى أن "الهدف الحقيقي لهذه الحرب هو استكمال السيطرة على المنطقة العربية والاسلامية، والتحكم بمقدراتها، والاستيلاء على ثرواتها، وإعادة رسم خريطتها ... بما يخدم مصالح العدو الصهيوني". وحذرت من ان "العدوان الغاشم لن يتوقف عند حدود العراق"، داعية الى "نصرة العراق الشقيق، في معركته العادلة، دفاعاً عن أرضه وسيادته". كما دعت الحكومة السورية الى "اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لدعم صمود العراق، والوقوف الى جانبه في مواجهة العدوان، والمبادرة الى اجراء مصالحة وطنية شاملة". كما ناشدت الحكومات العربية والاسلامية "عدم تقديم أي مساعدة للعدوان ... والعمل لوقف الحرب".