أعلنت كوريا الشمالية أمس تعليق محادثات مع كوريا الجنوبية متهمة سيول بتعزيز دفاعاتها بعد بدء الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على العراق. فيما تنوي كمبوديا قيادة مبادرة آسيوية لحل الأزمة عبر جمع مسؤولين كوريين شماليين وأميركيين على هامش منتدى رابطة دول جنوب شرقي آسيا الإقليمي آسيان في حزيران يونيو المقبل. وكان مقرراً إجراء المحادثات في بيونغيانغ بدءاً من الأربعاء المقبل لبحث التعاون البحري والعلاقات الاقتصادية. وذكرت وكالة أنباء كوريا الشمالية في بيان رسمي "نحن مضطرون لإرجاء الاجتماعات والاتصالات بين الشمال والجنوب ... المسؤول عن هذا". وأضاف البيان أن "السلطات الكورية الجنوبية أعلنت حال تأهب مرتفعة خطيرة... موجهة ضد الشمال بذريعة الحرب العراقية" في إشارة إلى تقارير إعلامية في كوريا الجنوبية عن رفع حال التأهب العسكري. لكن سيول نفت هذه التقارير بصفة قاطعة. واعتبرت كوريا الشمالية أول من أمس أن الحرب على العراق جزء من استراتيجية وحذرت سيول من أنها ستكون كمن يلعب بالنار إذا عززت دفاعاتها. وفي بكين قال مبعوث الأممالمتحدة موريس سترونغ إنه يرى مؤشرات قلق في كوريا الشمالية من أن تكون الهدف التالي للقوات الأميركية بعد العراق، وأعرب عن أمله بالتوصل الى حل سلمي في الأزمة بين كوريا الشمالية وكل من الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية حول طموحات بيونغيانغ النووية. وقال: "لا داعي لشن حرب. لكن الحرب يمكن أن تحدث إذا لم تتمكن الأطراف من التوصل إلى وسيلة لحل خلافاتها إلى مائدة المفاوضات بالوسائل الديبلوماسية". مبادرة آسيوية من جهة أخرى، وفي مبادرة نادرة لمحاولة إقناع كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة بإجراء محادثات، أعلن الأمين العام ل"آسيان" أونغ كنغ يونغ أن كمبوديا تخطط لإرسال مسؤول رفيع إلى بيونغيانغ للتأثير على صديقتها. واكتسبت المهمة أهمية عاجلة بسبب مخاوف كوريا الشمالية من أن تصبح الهدف الأميركي التالي بعد تحقيق انتصار أميركي في العراق. واعتبر أونغ أنه "فور انتهاء الحرب في العراق، سيكون من الصعب على كوريا الشمالية التراجع". وسأل: "ما الذي يمكن أن تصنعه كوريا الشمالية...إذا لم تستطع إجراء حوار فإلى أين سيذهبون؟"، مشدداً على أن الحرب في العراق تتيح فرصة لمحاولة إقناع بيونغيانغ. وقال إن كوريا الشمالية تبدي مؤشرات على أنها قد تكون مستعدة لخيار ديبلوماسي يحفظ ماء الوجه من خلال المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا. وتسعى الرابطة إلى إجراء حوار بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية من طريق مسؤولين من دول تربطها علاقات صداقة مع كمبوديا الرئيس الحالي للرابطة. وقال أونغ: "تشعر غالبية أعضاء رابطة دول جنوب شرقي آسيا أنه يمكن اقناع الأميركيين إذا تمكنا من دفع كوريا الشمالية إلى تغيير موقفها"، إلا أنه أقر بأن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ إيل وأهدافه من الأزمة النووية الحالية ما زالت مبهمة بالنسبة اليهم.