سيول، طوكيو - يو بي آي، أ ف ب - قال قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية والتر شارب امس، ان كوريا الشمالية تعزز قدراتها لخوض حرب شوارع، من خلال تطوير عبوات ناسفة وتكتيكات أخرى. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن شارب قوله ان العبوات الناسفة قد تستخدم ضد المدنيين وضد القوات الأميركية والكورية الجنوبية، في حال اندلاع نزاع مسلح في شبه الجزيرة الكورية. وقال شارب في خطاب إلى مجموعة من العسكريين الكوريين الجنوبيين في سيول: «أعتقد اننا سنواجه عبوات ناسفة وقوات تمرد إلى جانب هجمات تشنها القوات التقليدية». وأضاف شارب الذي يقود 28500 جندي أميركي منتشرين في كوريا الجنوبية كقوة ردع ضد الشمال، ان على سيول وواشنطن أن تضاعفا التدريبات الحية لمواجهة هذه المخاطر. وأوضح ان «التدريبات الحية تضمن أن تكون كوريا الجنوبية مستعدة بالكامل لمواجهة عدو يفكّر، عدو يلجأ إلى العبوات الناسفة والاختباء بين السكان ومهاجمة المدنيين والعسكريين». ودعا إلى المباشرة فوراً بهذه التدريبات. وقال ان كوريا الشمالية تراقب، لذلك فإن أفضل رادع لها هو إجراء النقاشات واستعراض القوة والقدرات والقيادة الحكيمة للجيش الكوري الجنوبي، لأن السكوت والتشكيك في قدرات هذا الجيش سيبعث الرسالة الخطأ إلى الشمال في هذا الوقت الحساس. وكان التوتر تصاعد في شبه الجزيرة الكورية منذ تنفيذ الشمال تجربة نووية ثانية في 25 أيار (مايو) الماضي، واطلاقها صواريخ طويلة وقصيرة المدى، ما دفع مجلس الأمن إلى إصدار قرار بتشديد العقوبات عليها. في غضون ذلك، اعلن حرس السواحل اليابانيون ان بيونغيانغ ابلغت طوكيو انها ستجري تدريبات عسكرية قبالة السواحل الشرقية لليابان بين 25 الجاري والعاشر من تموز (يوليو) المقبل، ما اثار مخاوف من تجارب جديدة لصواريخ كورية شمالية قصيرة او متوسطة المدى. ولفتت بيونغيانغ حرس السواحل اليابانيين الى انها ستجري هذه التدريبات قبالة مرفأ ونسان (شرق) الواقع على بعد نحو مئة كلم شمال الحدود بين الكوريتين. وأعلن حرس السواحل اليابانيون في بيان «ان المنطقة المحددة للتدريبات تقع في المياه التي تحد السواحل الشرقية لكوريا الشمالية» ويبلغ طولها 450 كلم وعرضها 110 كلم. وأضاف حرس السواحل انهم ابلغوا السفن التي يمكن ان تبحر في هذه المنطقة في بحر اليابان والتي تفصل الارخبيل الياباني عن شبه الجزيرة الكورية. على صعيد آخر، توجه المسؤول الكوري الجنوبي عن الملف النووي للشمال وي سونغ لاك إلى موسكو لتبادل الآراء مع نظيره الروسي الكسندر لوسيوكوف، في محاولة من القوى الاقليمية لتشكيل جبهة موحدة للسعي الى إقناع بيونغيانغ بالعودة إلى طاولة المفاوضات السداسية. ونقلت «يونهاب» عن وي سونغ لاك قوله قبل مغادرته سيول إنه سيتم تبادل الآراء مع لوسيوكوف، الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الخارجية الروسي، في شأن مسألة تنفيذ قرار مجلس الأمن ومختلف السبل لاستئناف الحوار مع كوريا الشمالية. وأضاف أن سعي سيول الى عقد لقاء خماسي مع الولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان سيكون أيضاً ضمن أجندة محادثاته في موسكو. وكان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك قال في لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن الاسبوع الماضي، إنه في حال استمرار كوريا الشمالية في مقاطعة المحادثات، فإنه ينبغي على الدول الخمس الأعضاء الأخرى عقد اجتماع في ما بينها للتأكيد على وحدتها. وقال مسؤولون في سيول إن المنتدى الاقليمي لرابطة دول شرق آسيا (آسيان) الذي سيعقد الشهر المقبل في فوكيت في تايلاند، يمكنه أن يشكل فرصة لمثل هذا الاجتماع. وتخطط وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظراؤها من كوريا الجنوبية والصين وروسيا واليابان لحضور المنتدى، علماً أن إمكانية حضور وزير الخارجية الكوري الشمالي باك وي تشون غير أكيدة.